“إسرائيل” تواصل القصف وإيران تستمر في ترسيخ وجودها في شرق سوريا

ترجمة الهدهد
بعد عامين من توقف الرحلات بين سوريا والعراق، سيتمكن مواطنو البلدين من الاستمتاع برحلات مباشرة بين بغداد ودمشق، وستقلع وتهبط طائرات سورية وعراقية في مطاري البلدين، مرتين في الأسبوع، يومي الأحد والخميس.
يمثل فتح هذا الطريق الجوي لإيران قناة أخرى يمكنها من نقل المعدات العسكرية والأسلحة والتكنولوجيا إلى سوريا، لكن على عكس قوافل الأسلحة التي تعبر الصحراء السورية، والتي أصبحت هدفاً روتينياً لطائرات سلاح الجو، فإن اعتراض الطائرات المدنية المليئة بالركاب قصة مختلفة تماماً.
وهناك المزيد.. فقد وقعت سوريا والعراق اتفاقية تجارية جديدة تسمح للشاحنات السورية بدخول العراق لنقل البضائع عبر معبر القائم (على الجانب العراقي) ومعبر البوكمال (على الجانب السوري) الذي كان هدفاً للهجمات في الآونة الأخيرة والتي نسبت إلى “إسرائيل”، يصعب الافتراض أن الحكومة العراقية ستكون حريصة على تفتيش الحمولات التي تغادر أراضيها بشكل علني ورسمي، من أجل منع نقل الأسلحة من أراضيها إلى سوريا، رغم أن معبر القائم يخضع رسمياً لسيطرة النظام العراقي وموظفي الجمارك الذين يعملون هناك عراقيين، إلا أن الطريقة التي يُدار بها المعبر تُمليها إيران.
في هذا الجزء من سوريا، من المريح لـ “إسرائيل” القيام بالهجمات والقصف دون الإضرار بالسيادية العراقية، بطريقة يمكن أن تهز العلاقة الهشة والحساسة القائمة بين العراق والولايات المتحدة، يبدو أن الهجمات المنسوبة إلى “إسرائيل” تهدف إلى منع مرور الأسلحة الإيرانية عبر سوريا إلى حزب الله في لبنان، لكن الهجمات أيضاً لها هدف آخر إستراتيجي بطبيعته، وهو ما يفسر سبب توسع “إسرائيل” في هجماتها في قلب البادية السورية وعدم اكتفائها بمهاجمة هذه القوافل في المنطقة السورية.
في حزيران / يونيو 2020، نقل موقع “المونيتور” الإخباري عن مسؤول أمريكي كبير قال إن “الإسرائيليون” يحبون استخدام هذه الممرات لأن الأنظمة السورية المضادة للطائرات لا يمكنها التمييز بين طائراتنا و”الطائرات الإسرائيلية” -إلا بعد فوات الأوان-، ينطلق هذا الممر الجوي من قاعدة “التنف” في سوريا الواقعة بالقرب من الحدود مع الأردن والعراق والتي تتواجد فيها القوات الأمريكية ووحدات الجيش السوري الحر.
وأضاف المسؤول الأمريكي في المقابلة أن “الطيارين الإسرائيليين” لا يستخدمون هذا الطريق إلا بعد موافقة الأمريكيين عليه، وما كان سارياً في عام 2020 هو أكثر سرياناً اليوم: من المعروف أن “ممثلين إسرائيليين” زاروا قاعدة “التنف” عدة مرات، لكن ليس من الواضح ما إذا كان هناك تمثيل “إسرائيلي” دائم في القاعدة.
قبل حوالي ثلاث سنوات، في تقرير نشره “البنتاغون”، ورد هناك انتقادات حول استبعاد القبائل العربية وعدم إشراكها في المجهود الحربي، والآن تم تكليف هذه القبائل بدور جديد، وهو إنشاء قوة عسكرية محلية تحت رعاية أمريكية، والتي ستتولى جزء من المسؤولية عن الحدود الشمالية لسوريا، وبالتالي قد يقنع ذلك تركيا التي لا تزال تهدد باجتياح شمال سوريا.
صحيح أن الولايات المتحدة تطمئن الأكراد، وتدعي أن أي تحالف عشائري لن يكون على حسابهم، لكن ثقة الأكراد في الولايات المتحدة لم تعد كما كانت، وخوفهم هو أن الولايات المتحدة تخطط مرة أخرى للانسحاب من سوريا، وأن تمنح القبائل العربية جزءاً من حقول النفط الخاضعة حالياً لسيطرة الأكراد.
ومع ذلك، وبغض النظر عن معارضة الأكراد ومخاوفهم، فإن القبائل العربية نفسها ليست موحدة، وحتى داخل القبائل هناك انقسامات وخلافات، هناك من يدعم النظام السوري، وهناك من هو مستعد للتعاون مع الأمريكيين، ومن يفضل العمل مع الجماعات الموالية لإيران.
في الوقت الحالي، يبدو أن الطموح الأمريكي ببناء جدار قبائلي أمام إيران وتجديد القبائل كتهدئة للقلق التركي من الأكراد لن يتجاوز الورقة المكتوبة عليه.
المصدر: صحيفة هآرتس
Facebook Comments