الولايات المتحدة لنتنياهو: تراجع عن وعودك لليمين مقابل إنجازات أمام إيران والسعودية

ترجمة الهدهد
يديعوت أحرونوت
الأجندة الدولية لإدارة بايدن مشغولة للغاية، ومع ذلك في الأسبوعين الماضيين زار ثلاثة من كبار المسؤولين في الإدارة “إسرائيل”، واحدا تلو الآخر: وزير الخارجية أنطوني بلينكن، ومستشار الأمن القومي جيك سوليفان، ورئيس وكالة المخابرات المركزية بيل بيرنز، جميعهم جاؤوا للتحقق مما إذا كان من الممكن عقد صفقة شاملة مع نتنياهو.
في صيغة فجة ومبسطة، هذه الصفقة في مقابل تعاون أمريكي أمام إيران ضد البرنامج النووي وأمام السعودية في المساعدة في التطبيع: على نتنياهو أن يسوف أو يماطل في وعوده الانتخابية لشركائه، ويهدئ المنطقة، ويحافظ على الوضع الراهن في المسجد الأقصى، ويعزز السلطة الفلسطينية ويكبح الاستيطان، وأن تتصرف الحكومة في كل هذه القضايا ضمن الخطوط الحمراء التي حددتها الحكومة الأمريكية.
نتنياهو رد بالإيجاب، فهو في مثل هذه التقاطعات دائما يستجيب، وفي الوقت نفسه يستجيب بشكل إيجابي لمطالب شركائه من اليمين، عادة ما يقول الأمريكيون عن أشخاص مثله إنهم يتحدثون بفمين.
تعرض الولايات المتحدة على “إسرائيل” تعاونًا واسعًا في العمليات السرية وشبه السرية داخل إيران، ليس حربا؛ بعنى أنه إذا قررت إيران تجاوز العتبة النووية؛ فإن أمريكا ستفكر في اتخاذ خطوات أخرى، وبالنسبة لـ”إسرائيل” هذه أخبار جيدة.
لكن محمد بن سلمان ولي العهد السعودي، يضع شروطًا صعبة على طريق تعزيز التطبيع مع إسرائيل، فهو يطلب من نتنياهو أن يقدم له الهدوء على الجبهة الفلسطينية، علاوة على ذلك، يحتاج إلى تحقيق مصالحة بينه وبين إدارة بايدن، وهذا يعني بشكل أساسي الموافقة في الكونجرس على صفقة الأسلحة الضخمة التي تم الاتفاق عليها خلال عهد ترامب.
ما سبق يتطلب جهدا مشتركا من البيت الأبيض ونتنياهو، ولن يحدث ذلك إذا قامت الحكومة بتحركات مثيرة للمشاكل بشأن القضية الفلسطينية.
باختصار ما قاله الأمريكيون لنتنياهو: “نقترح عليك التركيز على القضية الإيرانية، ويمكنك الفوز بإنجاز تاريخي، وستكون المملكة العربية السعودية هي المكافأة، أو من ناحية أخرى يمكنك الانشغال في إجراءات ضم الضفة الغربية والاشتباكات في المسجد الأقصى، وانقلاب قانوني يلقي بظلاله على هوية إسرائيل كدولة ليبرالية وديمقراطية، وينقل عدم الاستقرار المزمن إلى العالم؛ لذك يجب عليك أن تختار من ستكون وماذا تريد”.
Facebook Comments