السيناريو المرجعي المحدّث للحرب الذي سيقدم للكابينت

ترجمة الهدهد / يديعوت

“هجمات سيبرانية واسعة النطاق على البنية التحتية الخلوية والاتصالات، وخوف حقيقي من انقطاع الإمدادات الأساسية بسبب سائقي النقل من الوسط العربي الذين لن يتمكنوا أو لن يوافقوا على العمل بسبب المواجهات في القرى العربية والمدن المختلطة”، هذه بعض التحذيرات الواردة في “السيناريو المرجعي” المحدث بشأن مواجهة واسعة النطاق في الحرب القادمة في الشمال والجنوب في آن واحد، والتي ستعرض على مجلس الوزراء السياسي والأمني الجديد.

يتضمن السيناريو المحدث الذي يحوي خريطة بها 40 تهديدًا، تحذيرات جديدة حول الوضع على الجبهة الداخلية لم تكن موجودة في السيناريوهات المرجعية السابقة.

مرة كل بضع سنوات تحدّث المنظومة الأمنية السيناريو المرجعي للحرب في الساحة الرئيسية الشمالية ضد حزب الله، وهذا يعد تقييما مستنيرا يستند إلى مجموعة متنوعة من البيانات الاستخبارية والتقييمات والتنبؤات المختلفة من “الجيش الإسرائيلي”.

تمت صياغة السيناريو المرجعي الجديد العام الماضي ووافقت عليه اللجنة الوزارية لشؤون الجبهة الداخلية في أغسطس / آب الماضي، ولكن سيتم تقديمه قريبًا إلى مجلس الوزراء الأمني السياسي الجديد (الكابينت)، وقبل حوالي عام تم القيام بتنظيم النشاط بين “سلطة الطوارئ الوطنية” وقيادة الجبهة الداخلية والذي يتوزع بين الهيئتين، حيث ستقوم قيادة الجبهة الداخلية بمساعدة السلطات المحلية في حالة الطوارئ، وأما سلطة الطوارئ الوطنية فستقوم بالتنسيق بين الوزارات الحكومية.

وفقًا للسيناريو الذي سيُعرض على أعضاء مجلس الوزراء، فإن 70٪ من “سكان إسرائيل” لديهم حل دفاعي أو تحصين جيد على شكل غرفة محصنة أو ملجأ من الهجمات الصاروخية.

في الثلاثين عامًا التي مرت منذ حرب الخليج قتل مدنيان فقط كانا بداخل ملجأ  أو غرفة محصنة تعرضت لإصابات مباشرة؛ ومع ذلك فإن المخاطر الرئيسية على الجبهة الداخلية التي سيتم عرضها في السيناريو المرجعي ستشمل أيضًا لأول مرة مشاكل خطيرة من المتوقع أن تعطل حياة الملايين من “المواطنين”، وليس بالضرورة بسبب الضربات المباشرة وتسلل “المسلحين” من الحدود الشمالية وغزة.

يتضمن السيناريو المحدث تقييماً بموجبه أن آلاف السائقين الفلسطينيين من الداخل الذين يشكلون ركناً أساسياً في النقل اليومي للبضائع من مختلف الأنواع خلال حرب تستمر لأسابيع سيمتنعون عن العمل بسبب إمكانية حدوث اشتباكات واسعة النطاق في البلدات العربية الفلسطينية والمدن المختلطة، كما كان الحال لبضعة أيام خلال عملية “حارس الأسوار” في مايو 2021.

الخوف هو أنه في مثل هذه الحالة سوف تؤدي المواجهات إلى صعوبة مغادرة السائقين قراهم، أو أنهم سيحجمون عن العمل كنوع من التضامن، ولن يتمكنوا من الوصول إلى وظائفهم في الشركات التي توفر الضروريات الأساسية مثل الطعام والماء والوقود والأدوية… إلخ.

وتقدر المنظومة الأمنية أنه لم يتم العثور على حل مسبق لأزمة يمكن أن تعطل حياة ملايين “المدنيين” في الجبهة الداخلية.

في حزيران / يونيو المقبل، ستُجرى مناورة حرب كبيرة لإعداد الجبهة الداخلية لمواجهة عسكرية في ساحتين قتاليتين، لبنان وغزة، وفي تشرين الثاني / نوفمبر، ستُجرى أيضًا مناورة كبيرة لإعداد الجبهة الداخلية لسيناريو الزلزال.

في السيناريو المرجعي الجديد في جزئية الجبهة الداخلية، على عكس سابقاته من السيناريوهات المرجعية، لا توجد تقديرات لعدد الصواريخ والقذائف الصاروخية التي تسقط من الشمال ومن الشرق ومن غزة، ولكن هناك تقدير لعدد المواقع المدمرة، من 500-450 في مستوى متوسط (يعني مبنى تعرض لأضرار جسيمة) إلى شديدة  (مبنى خارج الاستخدام)، خلال 21 يومًا من القتال قدّر الجيش بالفعل خلال مناورة “شهر الحرب” العام الماضي أنه في المتوسط  سيتم إطلاق حوالي 1500 صاروخ وقذيفة صاروخية على “إسرائيل” في حرب الشمال القادمة، وبناءً عليه، يجري إعداد قوات الإنقاذ وقوات الإنقاذ التابعة لقيادة الجبهة الداخلية للاستجابة من قبل الكتائب النظامية والاحتياط  وعشرات الوحدات الهجومية في السلطات المحلية في جميع أنحاء البلاد، والتي تم تدريبها وتجهيزها لتقديم الإسعافات الأولية والسريعة في الميدان إلى المحاصرين تحت الأنقاض.

سيساعد “الجيش الإسرائيلي” القطاع المدني، لكنه يحتاج إلى الاستعداد.

يرسم السيناريو المرجعي المحدث لحالة طوارئ كبيرة في “الدولة” خارطة من 40 تهديدًا مختلفًا، منها أربعة مركزية: هجمات صاروخية، وهجوم إلكتروني، وزلزال، ووباء.

من بين جميع التهديدات، يمكنك أن تجد سيناريوهات تعاملت معه “إسرائيل” بالفعل، وبعض السيناريوهات لم تتعامل معها أبداً: فيضانات، حادث إرهابي كبير، أضرار المحاصيل الزراعية، حرائق وقود وغاز، وموجات حر شديدة، حادثة تسرب مواد خطرة، والإرهاب البيولوجي غير التقليدي، والاضطرابات الواسعة، وانقطاعات كثيرة في  التيار الكهربائي، والجفاف، أيام المعركة (التصعيد)، والعواصف الترابية، وارتفاع منسوب المياه، وتسونامي، وإنفلونزا الطيور، والحرائق، والجراد والمزيد.

من الواضح بالفعل لدى المنظومة الأمنية أنه سيكون “للجيش الإسرائيلي” دور أكثر أهمية وأوسع نطاقًا في التعامل مع الاضطرابات داخل البلاد، وخاصة في تأمين المحاور للحفاظ على استمرارية العمل ونقل القوات والأدوات والمعدات والذخيرة من المستودعات العسكرية (الطوارئ ووحدات التخزين) إلى مناطق التجمع، لصالح المناورة البرية.

سيظل التعامل مع المواجهات وأعمال العنف من مسؤولية الشرطة و”حرس الحدود”، ومن المحتمل أن يتم تعزيز الحرس الوطني الذي سيتم تشكيله بحلول ذلك الوقت كقوة احتياط. ولمثل هذه المواقف، سيتم تكليف لواءين خفيفين من المشاة من الاحتياط  في سيناريو طارئ للمظاهرات التي تهدد بعرقلة حركة المرور على الطرق الرئيسية لإبقائها مفتوحة تحت قيادة الجبهة الداخلية.

سيقدم السيناريو المحدث أيضًا صورة جديدة لمخازن الطوارئ في “الدولة” في حالة حدوث ضرر في الإمدادات للسكان، بما في ذلك مخازن الطوارئ الخاصة بالوقود والأغذية والأدوية.

وبحسب السيناريو، من المتوقع حدوث نقص في القوى العاملة خلال أسابيع الحرب في جميع القطاعات حيث توجد نسبة عالية من العمال العرب الفلسطينيين من بينها الصيدلة والتمريض في المؤسسات الطبية والنظافة، وسائقو النقل أيضا.

سيهتم الجيش بنفسه، حتى عندما لا يحضر السائقون العرب العاملون لدى مقاولي النقل لدى الجيش في حالات الطوارئ، سواء أكانوا لا يستطيعون أم لا يريدون ذلك.

وقال مسؤول أمني إن المشكلة ستكون في القطاعين العام والخاص اللذين يعتمدان على هؤلاء العمال، وسيساعد الجيش بقدر ما يستطيع القطاع المدني.

شبكة الهاتف الخلوي مستهدفة أيضًا

سيتطرق السيناريو المرجعي المحدث لأول مرة وبالتفصيل إلى التهديد السيبراني، والذي في حالة هجوم واسع النطاق يمكن أن يشل أنظمة بأكملها، من إشارات المرور إلى أجهزة الصراف الآلي إلى الأنظمة الصحية والقطارات ومجموعة متنوعة من التطبيقات التي يستخدمها الملايين من المواطنين كل يوم.

ولا شك أن المركزين الأكثر تهديدًا في الساحة السيبرانية وفقًا للسيناريو هما أنظمة الطاقة والاتصالات.

كما يتضمن السيناريو المرجعي أيضًا الاستجابة لقضية إخلاء السكان من خطوط المواجهة بالقرب من الحدود، كما تم بالفعل بنجاح نسبي في جولات القتال الأخيرة في قطاع غزة، حيث قام الآلاف من سكان غلاف غزة بإخلاء مساكنهم طواعية إلى الفنادق في جميع أنحاء البلاد بتمويل من “الدولة”.

هذه أماكن للسكن سيتم توزيعها على آلاف “الإسرائيليين” الذين يعيشون بالقرب من حدود لبنان أو غزة خوفًا من تسلل المسلحين أو الهجمات الصاروخية على المستوطنات.

من بين الأهداف الأساسية التي ستعرض على الوزراء: فيما يتعلق بنشاطات قوات الجبهة الداخلية:

النشاط المستمر لآليات الإدارة، وصنع القرار في البلاد خلال حرب واسعة النطاق، والحماية والإنذار وتحصين الجبهة الداخلية والمواقع الإستراتيجية، وتوفير الخدمات الطبية والتعليمية والإنقاذ؛ المأوى المناسب داخل المباني مثل المدارس للسكان الذين سيتم إخلاؤهم؛ نقل المعلومات الحديثة والموثوقة إلى الجمهور؛ تقديم خدمات الدفن ومنع الإضرار بالبيئة.

وفيما يتعلق بالاستمرارية الوظيفية:

ستعرض على الكابينت الأهداف الرئيسية للحرب القادمة: الحفاظ على الخدمات المطلوبة للأجهزة الأمنية، الحفاظ على حرية التنقل في البر والجو والبحر؛ استقرار النظام الاقتصادي والمالي؛ الحفاظ على أنظمة الاتصال والخليوي والحفاظ على القانون والنظام.

Facebook Comments

زر الذهاب إلى الأعلى