مؤشر الأمن القومي للعدو 2022-2023
تراجع ثقة الجمهور بالحكومة والجيش

ترجمة الهدهد
يرصد مؤشر الأمن القومي الذي أجراه معهد دراسات الأمن القومي بشكل منتظم ومنهجي اتجاهات ومواقف الجمهور في “إسرائيل” بشأن قضايا الأمن القومي، وفيما يلي أهم ما جاء فيه.
في نهاية عام 2022 تشكل الرأي العام في “إسرائيل” على خلفية تشكيل حكومة جديدة وتزايد التوترات الأمنية وعدد الهجمات المسلحة وتقارير عن تكثيف النشاط النووي الإيراني، وإحدى القضايا الرئيسية التي كانت على جدول الأعمال العام الماضي هي مسألة الحوكمة وفرض النظام والأمن الشخصي “للإسرائيليين” في أعقاب حوادث العنف على الطرق، وزيادة الجريمة والشعور بانعدام الحكم في جميع أنحاء البلاد.
وقد أظهر استطلاع للرأي أن ما يقرب من 60% من الجمهور يرون أن هناك تراجعاً في إحساسهم بالأمن الشخصي وأنهم قلقون بشكل أساسي من الأذى الجسدي الذي يلحق بهم أو بأفراد أسرهم نتيجة القيادة المتهورة على الطرق (32%)، وكان 14% آخرون قلقين من أن يقعوا كعابري سبيل في مواجهات بين العصابات أو المنظمات الإجرامية.
لأول مرة يمكن ملاحظة أن “الإسرائيليين” يخشون الجريمة والعنف الجنائي والمدني أكثر من العنف على خلفية نضالية
فقد أعرب 30% عن خوفهم من حدوث ضرر في أمنهم نتيجة هجوم نضالي، وعبر 14% آخرون عن خوفهم من التعرض للأذى بسبب أعمال عنف بين “الفلسطينيين واليهود”، 73% من الجمهور وضع على قائمة الأولوية لديه من القضايا الداخلية خفض تكلفة المعيشة وتعزيز الأمن الشخصي.
تتوافق هذه البيانات مع الاتجاه الذي تم تحديده في السنوات الأخيرة والذي بموجبه يهتم الجمهور بالتهديدات الاجتماعية الداخلية في “إسرائيل” أكثر من التهديدات الأمنية على “إسرائيل” من الخارج (64% مقابل 26%).
طالما كان مستوى ثقة الجمهور في المنظمات الأمنية – “الجيش الإسرائيلي” والموساد والشاباك – مرتفعاً نسبياً، ولكن مؤخراً انخفض مستوى الثقة بين الجمهور مقارنة بالعام الماضي.
يعتقد 78 % من “الإسرائيليين” بأن “الجيش الإسرائيلي” مستعد للحرب
التهديدات والتحديات “الأمنية” الخارجية
على مر السنين وبشكل ثابت يشعر غالبية الجمهور أن كيان العدو سيكون قادراً على التعامل بنجاح مع التهديدات الأمنية الخارجية: الهجمات المسلحة (58%)؛ التحديات الأمنية المتعلقة بإيران نووية (54%)، هجوم إلكتروني على أنظمة حيوية (68%)؛ وتصعيد متزامن في الساحة الشمالية والضفة الغربية وغزة (63%).
56% من “الإسرائيليين” يفضلون حل الدولتين
عندما أتيح لجمهور العدو فرصة الاختيار بين عدد من الخيارات المختلفة، كان الخيار المفضل هو الانفصال والسعي لتحقيق تسوية شاملة تعني دولتين لشعبين وأيده 56 % (اتفاقيات للانفصال عن الفلسطينيين – 31 %، السعي لتسوية شاملة تعني دولتين لشعبين – 25 %).
أيد 12% من المستطلعين استمرار الوضع الحالي، و10% في دولة ثنائية القومية دون منح حقوق متساوية وكاملة للفلسطينيين و 5% فقط أيدوا خيار دولة ثنائية القومية مع حقوق متساوية وكاملة للفلسطينيين، فيما أيد جزء كبير من الجمهور القيام بعمل عسكري ضد التهديدات الأمنية المختلفة حتى لو كلف ذلك حرب.
تم تسجيل دعم كبير للنشاط العسكري ضد إيران وحلفائها، حتى على حساب المخاطرة بالتصعيد إلى الحرب، فيما يتعلق بتسليح حزب الله بصواريخ دقيقة، أعرب ثلث الجمهور عن دعمه لهذا الخيار (34%)، فيما أيد (46%) من “الإسرائيليين” القيام بعمل عسكري ضد إيران إذا اتضح أنها قررت تجاوز العتبة وإنتاج قنبلة نووية.
التدخل “الإسرائيلي” في القضايا الخارجية والأمن:
على خلفية الحرب في أوكرانيا وفي ظل التوتر بين الولايات المتحدة وروسيا دعم “الجمهور الإسرائيلي” في معظمه نهجاً حذراً نسبياً داعياً إلى عدم التدخل في الحرب (65%)، واستبعد الجمهور في الغالب التدخل “الإسرائيلي” لصالح أوكرانيا، ما قد يتسبب في تصعيد كبير في العلاقات الإسرائيلية الروسية، وأيد حوالي خُمس الجمهور فقط تحركاً سياسياً أوضح لصالح أوكرانيا في الحرب مع روسيا (19%).
أما بالنسبة للتوترات المتزايدة بين الولايات المتحدة والصين، فإن أكثر من نصف الجمهور (56%) يعتقدون أن “إسرائيل” يجب أن تمتنع بطريقة أو بأخرى عن تصدير التكنولوجيا إلى الصين إذا طلبت منها الولايات المتحدة ذلك.
التهديدات الداخلية والاجتماعية:
يعتقد 32% فقط من الجمهور في الكيان أن “إسرائيل” ستكون قادرة على التعامل مع الفساد في النظام الحكومي مقارنة بـ 40% العام الماضي.
الخلاصة:
- بحسب معطيات مؤشر الأمن القومي 2022-2023، يمكن القول إن “الإسرائيليين” قلقون من التحديات الداخلية أكثر من التحديات الخارجية، ولديه ثقة أقل في قدرة “الدولة” على التعامل مع هذه التحديات بنجاح.
- من ناحية التهديدات الأمنية فإن الساحة الفلسطينية هي الساحة التي يراها الجمهور على أنها الأكثر تهديداً لأمنهم.
- يؤيد معظم المستطلع آراؤهم الانفصال عن الفلسطينيين وإقامة دولة فلسطينية منزوعة السلاح دون تقسيم القدس ومن دون حق العودة، كما يعتبر الجمهور المستطلع آراؤهم أن صواريخ حزب الله الدقيقة تشكل تهديداً خطيراً يتطلب العمل، ومع ذلك يصنف التهديد في الساحة الشمالية على أنه الأدنى.
- فيما يتعلق بالسياسة “الخارجية الإسرائيلية”، يدرك الجمهور التوتر المحتمل في التجارة مع الصين ويرسم خطاً واضحاً بين الصادرات الدفاعية للتكنولوجيات الحساسة والصادرات من نوع آخر، في مواجهة الحرب في أوكرانيا.
- كما أظهر الاستطلاع أن ثقة “الجمهور” تجاه المنظمات الأمنية آخذة في التراجع على مر السنين، وخصوصاً في العامين الماضيين فيما يتعلق بحالة “الأمن القومي الإسرائيلي”.
Facebook Comments