نظرية "السلام الاقتصادي الإسرائيلي"..
جيل الشباب الفلسطيني بالضفة يبدد الأوهام

بقلم نائل عبد الهادي
لطالما تغنت دولة الكيان، عبر إعلامها، ومن خلال منظومتها الأمنية بالإنجازات الأمنية التي تحققها بالضفة الغربية، المتجسدة بالهدوء والاستقرار، كنتائج لنظرية السلام الاقتصادي التي طبقتها بالضفة قبل عدة سنوات.
ولطالما تشدق المراسلون اليهود أمثال أوهاد حمو، وتسفيكا يحزكئيلي بفاعلية هذه النظرية، وكيف أنها أسهمت بحياة آمنة للمستوطنين بالضفة والقدس، وروجوا لها كنموذج يجب تطبيقه في قطاع غزة.
لم تعلم منظومة العدو أن جيل الشباب الفلسطيني سيحطم بعد شهور قليلة (من الحديث عن إنجازات هذه النظرية) كل قواعد وأركان النظريات “الإسرائيلية”، الأمنية والسياسية والتاريخية، وعلى وجه الخصوص الاقتصادية.
فهذا الجيل، الذي يسمى بالجيل Z أثبت أن نظريات الصراع الطبيعي بين الأجيال لا تنطبق على الفلسطينيين، وأن المسلمات البديهية عند الشعب الفلسطيني هي كراهية ومقاومة المحتل، مهما اختلفت الأجيال والأعمار والأماكن والظروف.
إن موجة العمليات الأخيرة بالضفة الغربية والقدس، والتي كانت بأغلبيتها عمليات فردية على يد شبان صغار السن، وموجعة للكيان ومستوطنيه، أثبتت فشل نظرية السلام الاقتصادي، وأن الفلسطيني غير مهتم بمظاهر الحياة ورفاهيتها، وأن لديه قيما وطنية ودينية أصيلة، يورثها من جيل إلى جيل.
فهذه العمليات الفدائية البطولية، جعلت المنظومة الأمنية “الإسرائيلية” في حالة حيرة إزاء من تقدمه من طرق ونظريات للقضاء على النضال الفلسطيني، وأثبتت لهم ليس فقط فشل ما يسمى بنظرية السلام الاقتصادي، بل فشل كل الأفكار والنظريات التي يسوقونها للعالم، بأن القضية الفلسطينية انتهت، ويجب تجاوزها والقفز عنها، بدواعٍ ومزاعم بأنها مجرد قضية إنسانية.
جيل الشباب الفلسطيني، أثبت للقاصي والداني، والعدو قبل الصديق، أن الشعب الفلسطيني مستمر في نضاله حتى تحرير أرضه ومقدساته، ولن يوقفه عن ذلك، لا حروب “إسرائيل” وجرائمها، ولا سلامها الوهمي ومغرياتها الاقتصادية، ولا تخلي بعض دول في المنطقة والعالم عنهم وخذلانهم، وأنهم قادرون على الاستمرار بمقاومتهم للمحتل، مهما تغيرت الظروف والأحوال، وتعاقبت الأعوام والأجيال.
Facebook Comments