ظلال حكومة نتنياهو الثقيلة على السلطة الفلسطينية
رأي الهدهد- هيئة التحرير
أنهت نتائج الانتخابات 25 -مرحلياً- حالة الفراغ السياسي بتفويض نتنياهو واليمين الديني القومي لتشكيل الحكومة، وفي الوقت نفسه تشير نتائج الانتخابات إلى أن كتلة اليمين هي في الحقيقة أكبر من كونها 64 مقعدا لتحالف نتنياهو.
فاليمين اليوم يسيطر على أكثر من 70% من مقاعد الكنيست، ويحجز مقاعده في الحكومة وفي المعارضة، وقد يشير ذلك إلى أن ميول الجمهور الصهيوني باتت تحد من تعدد الخيارات وتباين السياسات وتقلل من مساحة المناورة في السياسة الداخلية والخارجية.
ما يمكن وصفه بالحسم السياسي لصالح اليمين ومواقفه سيرخي بظلاله الثقيلة على علاقات دولة الاحتلال الإقليمية والدولية وعلى السلطة الفلسطينية بشكل خاص، فالنظرة التقليدية اليمينية للسلطة في أخف تجلياتها، وتتقبل وجود بنى تابعة للسلطة في سياقات تتعلق بخدمة مصلحة الاحتلال وتوفير الخدمات الأمنية وتسهيل تطبيق برامج الاحتلال الاقتصادية والاجتماعية اللازمة لذلك.
السلطة الفلسطينية اليوم باتت بلا أي قدرة على مقاومة أياً من التصورات الصهيونية حيالها، بل وامتهنت القدرة على التكيف معها والتعاطي مع متطلبات حكومات الاحتلال المتعاقبة.
ومع المشهد الصهيوني شديد اليمينية، علينا الاستعداد لمستوى جديدٍ من تراجع السلطة الفلسطينية التي باتت مفرغة تماماً من أي مضمون سياسي وتنحدر شعبيتها بشكل متسارع.
إن استجابة السلطة الفلسطينية المتوقعة، هذه المرة، لضغوط التطرف اليميني قد تشكل لحظة فارقة في مستقبلها وتضع حداً لتحمل الشعب الفلسطيني لانحرافاتها التي لا تتوقف.
فالحكومة المزمع تشكيلها ستغطي بالحد الأدنى مواقف نتنياهو المعلنة في 15 عاماً الماضية من السلطة والقضية الفلسطينية، كما ستنسف كل مبرراتها في استمرار التنسيق الأمني والالتزام بالاتفاقات الموقعة مع الاحتلال فعلاً وعملاً.
في الواقع ستكون السلطة أمام تحد لا يمكن التهرب والتواري من استحقاقه في ظل حضور أقطاب اليمين المتطرف بن غفير سموتريتش.
لا شك أن هذه النتائج ستطرق على أبواب الجميع وستشكل تحدياً واختباراً لا مفر منه، ومع بدء الحكومة بتطبيق سياساتها، وانتقال المشهد الصهيوني لمرحلة المزاودة الداخلية والتنافس على تمثيل اليمينية، سيجعل المشهد والموقف أكثر وضوحاً.
إلا أن انتظار هذا المشهد وتوقع مخرجات مختلفة لتفاعل السلطة الفلسطينية مع التطورات الجديدة هي مضيعة كبيرة للوقت، بل وتفويت فرصة ثمينة في ظل تصاعد حالة المقاومة في الضفة الغربية المصاحبة لارتفاع معنويات الشعب الفلسطيني عموماً.
فالتطرف اليميني في المشهد الصهيوني ووصول السلطة الفلسطينية لطريق مسدود، يشكلان فرصة حقيقية للشعب الفلسطيني لبلورة رؤية كاملة تشمل الداخل والخارج وتتسع لكل من يؤمن بالمقاومة ويسعى لتوفير وسائل الدعم والإسناد لها.
Facebook Comments