أخبارعين على العدو

“عين على العدو”: الأربعاء 19-10-2022

شبكة الهدهد

الشأن الفلسطيني:

  • المتحدث باسم جيش العدو: قوات الجيش والشاباك وحرس الحدود اعتقلت خلال الليل 12 مطلوباً فلسطينياً من أنحاء الضفة الغربية.
  • إنقاذ بلا حدود: أضرار في مركبات للمستوطنين بعد رشقها بالحجارة بالقرب من مفرق دوما.
  • أضرار في مركبة للمستوطنين بعد رشقها بالحجارة من مركبة فلسطينية عابرة 458 قرب مفرق جدعون.
  • إلقاء زجاجة حارقة نحو حافلة للمستوطنين على الطريق 55 قرب النبي الياس.
  • أضرار في مبنى بمستوطنة شاكد بعد تعرضه لإطلاق نار قبل قليل شمال الضفة، لا إصابات.
  • يديعوت أحرونوت: بعد مرور أسبوع ونصف.. لا تزال قوات الأمن الإسرائيلية تجري عمليات بحث مكثفة عن منفذ عملية إطلاق نار على حاجز شعفاط، قوات الأمن في حالة تأهب خشية تنفيذ عملية أخرى.
  • يديعوت أحرونوت: في “إسرائيل” يخشون بأن تكون الخطوة التالية لأستراليا هي الاعتراف بدولة فلسطينية.
  • حرس الحدود: قوة من وحدة المستعربين التابعة لحرس الحدود بالتعاون مع الجيش والشاباك اعتقلوا اليوم صهيب اشتية أحد أعضاء جماعة عرين الأسود في قرية سالم.
  • معاريف: مصادر فلسطينية: الشركات المطورة لن تحصل على قروض من البنوك لتطوير حقل مارين إلا بوجود موافقة إسرائيلية نصية.

الشأن الإقليمي والدولي:

  • القناة 12 العبرية: أطلقت كوريا الشمالية وابلًا آخر من نيران المدفعية على المنطقة العازلة في البحر بالقرب من كوريا الجنوبية.
  • بيني غانتس لإذاعة كان: “إسرائيل تقف إلى جانب الغرب في قضية أوكرانيا، لكن لن تبيعها أسلحة، قدمنا ​​المساعدات الإنسانية ورعاية اللاجئين والجرحى، ولأسباب واضحة لم نرغب في إشراك أنفسنا في أنظمة القتال، كانت هذه هي السياسة حتى الآن، أنا حريص على هذا، وأتحقق كل أسبوع أو أسبوعين من كيفية مساعدة أوكرانيا قدر الإمكان وسأستمر في ذلك”.
  • القناة 12 العبرية: أعلن وزير خارجية أوكرانيا دميترو كولبا، أنه تم اتخاذ قرار بقطع العلاقات مع إيران في أعقاب توريدها أسلحة ومسيّرات انتحارية إلى روسيا.
  • قناة كان العبرية: وزير الخارجية الأوكراني: سنرسل طلبًا رسميًا إلى إسرائيل لتوريد فوري لأنظمة الدفاع الجوي والتعاون في هذا المجال.
  • قناة كان العبرية: من المتوقع أن يتحدث رئيس الوزراء لابيد يوم الخميس مع وزير الخارجية الأوكراني.
  • القناة 12 العبرية: أوكرانيا: “الطائرات المسيرة الإيرانية التي تستخدمها روسيا ضدنا، صنعت أصلا لمهاجمة إسرائيل، التي ستكون هدفها المقبل”
  • القناة 13 العبرية: مسؤولون ماليزيون: جهاز الموساد الإسرائيلي خطط لخطف 6 فلسطينيين آخرين في ماليزيا.
  • عميحاي ستاين نقلا عن كول حاي: وزير الدفاع غانتس: أريد أن أوضح أننا لن نبيع أسلحة لأوكرانيا، لقد قدمنا ​​لهم مساعدات طبية وإنسانية، يجب أن يكون واضحًا، لن نبيعهم أسلحة، وإذا ادعى نحمان شاي أننا بعنا أو سنبيع، فهو مخطئ، أنا وزير الدفاع ومسؤول عن صادرات الأسلحة الإسرائيلية.
  • يديعوت أحرونوت: 213 ألف إسرائيلي قضوا إجازة الأعياد الأخيرة في سيناء، منهم 109,435 فقط دخلوا عبر ممر طابا خلال عيد السوكوت الأخير “العرش”، وفي عيد الغفران 22,524، وفي عيد رأس السنة العبرية 48,286
  • القناة 13 العبرية: نتنياهو في مقابلة مع شبكة MSNBC يشيد بعدم نقل أسلحة إسرائيلية لأوكرانيا: “يمكن أن ينتهي الأمر في أيدي الإيرانيين”.

الشأن الداخلي:

  • قناة كان العبرية: نشر أول: اللجنة الاستشارية العليا لتعيين كبار المسؤولين تصادق على تعيين الجنرال هرتسي هاليفي في منصب رئيس أركان الجيش الإسرائيلي خلفا للجنرال أفيف كوخافي.
  • قناة كان العبرية: وصل سفير أستراليا في إسرائيل “بول غريفيتس” إلى جلسة توضيح في وزارة الخارجية – الرسالة الإسرائيلية إلى السفير: “لقد صدمنا وغير راضين عن القرار الأسترالي حول القدس، الذي تم اتخاذه ودون استشارة معنا، نحتفظ لأنفسنا بالحق في خطوات إضافية”.
  • قناة كان العبرية: استطلاع للرأي يشير إلى تراجع قوة حزب الليكود بزعامة بنيامين نتنياهو في حال أجريت “الانتخابات الإسرائيلية” اليوم.
  • معاريف: اعتقلت شرطة القدس فلسطينييْن من سكان الخليل بشبهة دخولهما خلافاً للقانون، وقد تم ضبطهما مختبئيْن داخل صندوق سيارة، ما تم اعتقال سائق السيارة وهو من سكان عسقلان.
  • موقع والا العبري: تقديم لائحة اتهام ضد 3 جنود إسرائيليين بعد قيامهم بسرقة آلاف الرصاصات من داخل قواعد الجيش الإسرائيلي، وبيعها إلى جهات مجهولة.
  • موقع 0404 العبري: لا تزال حالة حارس الأمن الذي أصيب بعملية إطلاق على حاجز شعفاط بالقدس خطيرة، وعلى أجهزة التنفس الصناعي.
  • قناة كان العبرية: انفجر وزير الدفاع بيني غانتس ضاحكاً في مقابلة مع إذاعة كان “ريشت بينت” عندما سمع أن زعيم حزب الصهيونية الدينية عضو الكنيست بتسلئيل سموتريتش يطمح بتولي وزارة الدفاع حال شكل نتنياهو حكومة مقبلة وقال: “المهارات التي امتلكها وأعضاء حزبي في مجال الحفاظ على أمن إسرائيل بعيدة سنوات ضوئية مثل البعد بين المشرق والمغرب من قدرات هذا الذي ذكرته، إنه غير مؤهل”.
  • المتحدث باسم جيش العدو: إحباط محاولة تهريب حوالي 20 كيلوغراماً من المخدرات من مصر تقدر قيمتها بحوالي 820 ألف شيكل.
  • قناة كان العبرية: اعتقال 4 أشخاص في العشرينيات والثلاثينيات من العمر من سكان أم الفحم، للاشتباه بتورطهم بمقتل الصحفي نضال اغبارية في سبتمبر الماضي، حيث عُثر على مسدس في منزل أحد المشتبه بهم.

عينة من الآراء على منصات التواصل:

  • بيني غانتس: “أرحب بموافقة اللجنة على تعيين اللواء هيرسي هاليفي في منصب رئيس الأركان الثالث والعشرين للجيش الإسرائيلي – في مواجهة التحديات المختلفة التي تواجهنا، يحتاج الجيش الإسرائيلي إلى الاستقرار وبناء القوة المستمر والكثير من الخبرة – ليس لدي أدنى شك في أن اللواء هيرسي هاليفي سيواصل العمليات التي يقودها رئيس الأركان كوخافي وسيواصل تعزيز جاهزية الجيش الإسرائيلي والقدرات الأمنية لدولة إسرائيل”.
  • بنيامين نتنياهو: لا عجب أن أستراليا ألغت قرارها بالاعتراف بالقدس باعتبارها “عاصمة إسرائيل”، عندما يقول غانتس إن “هناك مكان لعاصمة فلسطينية في القدس” ويقول لابيد إنه هو يريد إنشاء دولة فلسطينية.
  • بتسلائيل سموتريتش: “يشرفني أن أقدم لكم مشروع القانون والعدالة لتصحيح النظام القضائي وتعزيز الديمقراطية التي سنقودها في الحكومة اليمينية التي ستقام في إسرائيل، النظام القضائي مريض وثقة الجمهور به منخفضة على الإطلاق، هذا برنامج سينصف كل المواطنين الإسرائيليين، يمينًا ويسارًا، لـ بيبي أو ضده”.
  • يوسي يهوشع: “فيما يتعلق بالمساعدات لأوكرانيا: إنهم يضغطون للحصول على بطارية قبة حديدية، وهذا لن يحدث، لأنه ليس لدينا منها في المستودعات، ولا مخزون صواريخ اعتراضية أيضًا”.

مقالات رأي مختارة:

  • يحيعام فايتس-هآرتس: كانت الانتخابات الأولى في “دولة إسرائيل” في الجمعية التأسيسية التي غيرت اسمها الى الكنيست الأولى. وقد جرت في كانون الثاني 1949، في فترة معارك “حرب الاستقلال”، واعتبرها الجمهور في “إسرائيل” يوم عيد.
    وهذا ما كتبه محرر “معاريف” الأول، الدكتور عزرائيل كرليباخ، في الصحيفة: “هذه هي المرة الاولى في تاريخ أقدم الشعوب، الذي يذهب أبناؤه الى صناديق الاقتراع، أحراراً… نذهب بتفاخر وسرور. طوبى لنا لأننا حصلنا على مثل هذا اليوم” (25/1/1949). – خلال السنين كانت هناك عدة جولات انتخابية اعتبرت مصيرية.
    مثال بارز على ذلك هو الانتخابات السادسة للكنيست التي جرت في تشرين الثاني 1965، والتي أتذكرها جيداً (في حينه كان عمري 19 سنة). وقد جرى فيها صراع حاد بين “المعراخ” برئاسة ليفي اشكول، الذي كان رئيس الحكومة ووزير الدفاع في حينه، وبين حزب “رافي” (قائمة عمال إسرائيل) برئاسة دافيد بن غوريون. فقط قبل ذلك بسنتين، في 1963، قام بن غوريون بتعيين اشكول وريثاً له، ولكن بعد ذلك اعتبره خطيراً على أمن الدولة، وفعل كل ما باستطاعته من أجل إزاحته. وقد وصفه بصفات قذرة، حتى أنه كان مستعداً ليعقد من أجل ذلك تحالفاً مع غاحل (كتلة حيروت والليبراليين) برئاسة مناحيم بيغن – في ذلك الوقت فإن رغبته في المس بأشكول ورؤساء “مباي”، الذين كانوا حلفاء له لسنوات كثيرة مثل غولدا مئير وبنحاس سبير وزلمان ارن، كانت كبيرة جداً. في حينه سافرتُ مع والدي، رعنان فايتس، الذي كان مقرباً جداً من أشكول، الى لقاءات “المعراخ”، التي أدّعي فيها بشكل قاطع أن بن غوريون كان على استعداد للتنافس سوية مع بيغن، الذي كان يكرهه جدا في السابق، لهدف واحد وهو الإضرار بـ “المعراخ” وأشكول. – في أوساط “المعراخ” والأحزاب التي كانت مرتبطة به (مبام)، ساد خوف كبير – هناك اعتبروا هذه الانتخابات من الانتخابات الاكثر مصيرية. كان هناك من خافوا من أنه إذا حصل “رافي” على اكثر من عشرين مقعداً فإن بن غوريون يمكن أن يشكل تحالفاً مع “غاحل”، الذي سيضر بشكل كبير بمبادئ حركة العمل ومكانة الهستدروت ومكانة الحركة الكيبوتسية.
    كان الخوف ملموساً. في منزلنا كان يمكن الشعور به. مع ذلك، لا أحد خشي في حينه من المس بجهاز القضاء، الذي كان محمياً ومستقراً. لم يتحدثوا أبداً عن “الإصلاح”. وأكثر من ذلك، احترم الجمهور في حينه هذا الجهاز، بما في ذلك المحكمة العليا، واعتبره رمزاً واضحاً للدولة مثل “الجيش الإسرائيلي” – تلاشى الخوف كلياً يوم الانتخابات. فقد تبين أن حزب المعراخ فاز بشكل كاسح وحصل على 45 مقعداً في الكنيست. في حين أن “رافي” تلقى ضربة شديدة وحصل على 10 مقاعد فقط، خلافاً لتقدير بن غوريون (الذي كان يحلم) بأن حزبه سيحصل على 25 مقعداً.
    حولت النتيجة البائسة لحزب رافي بن غوريون الى شخص ليست له علاقة بالسياسة، حيث أدار شمعون بيريس الحزب فعلياً. في كانون الثاني 1966 شكل اشكول حكومة موسعة بدون “رافي” وبدون “غاحل”. ونشر في “معاريف” أن نتائج الانتخابات هي انتصار شخصي لأشكول، وفي الوقت ذاته هي فشل شخصي لبن غوريون – أيضا اعتبرت انتخابات الكنيست التاسعة في أيار 1977، التي جلبت “الانقلاب السياسي” الأول، انتخابات مصيرية. فغفد صعد “الليكود” الى الحكم، وفي المقابل غرقت حركة العمل، التي كانت في الحكم مدة 44 سنة.
    مع ذلك لم يكن هناك في أي يوم انتخابات مصيرية جداً مثل الانتخابات القادمة للكنيست الـ 25. لأنه إذا حصلت كتلة بن غبير – نتنياهو على أكثر من 60 مقعداً وشكّلت الحكومة فإن هناك ثلاثة امور جوهرية ستكون معرضة لخطر كبير – الأمر الاول هو “الديمقراطية الإسرائيلية” التي هي محدودة وهشّة منذ اعتبرت حكومة بيغن الاراضي المحتلة ليست وديعة الى حين التوقيع على اتفاقات السلام، كما اعلن اشكول، بل “ممتلكات “شعب إسرائيل” الى الأبد”. حوّل هذا الموقف الفلسطينيين الى رعايا ليس لهم حقوق، وحوّل ديمقراطيتنا ديمقراطية محدودة. تحويل حزب عنصري ويكره المثليين مثل “الصهيونية الدينية” الى حزب رئيسي في حكومة نتنياهو سيحول الديمقراطية مفهوماً فارغاً، لا أكثر – الامر الثاني المعرض للخطر هو المشروع الصهيوني نفسه، في اعقاب حج اليهود الى الحرم.
    الحج الذي كان حذراً ومحدوداً في عهد موشيه ديان، وزيراً للدفاع، هو الآن خطير ومنفلت. حكومة بن غفير – نتنياهو يمكن أن تحول الحج الى الحرم الى عبادة بدائية وجماعية، ستعرض للخطر المشروع الصهيوني الذي سيكون ضحية في حرب دينية. يمكن أن يشعل الحرم حريقاً كبيراً يحرقنا جميعاً. يبدو أنه لا توجد أي صلة بين نتنياهو الحذر في السابق وبين نتنياهو الحالي الذي لم تعد لديه أي رؤية منطقية وسياسية، يمكن أن تؤدي الى منع هذه الكارثة الفظيعة – الامر الثالث هو جهاز القضاء، الذي هو الآن ضعيف وخائف. وزير العدل القادم، ربما يكون ياريف لفين، يمكن أن يواصل درب أمير اوحانا، الذي عمل على خصي الجهاز.
    خلال بضع سنوات يمكن أن يصبح جهاز القضاء، الذي كان رمز لفخار الدولة، منظومة رسمية عديمة القوة والصلاحية. هنا يجب السؤال ماذا سيحدث عندما ستترك رئيسة المحكمة العليا، القاضية استر حيوت، منصبها بعد سنة تقريباً.
    هل الرئيس القادم للمحكمة سيتم انتخابه بطريقة الأقدمية الدارجة – قبل الانتخابات القادمة أنا وكثير من اصدقائي نعيش حالة خوف، وجميعنا نسأل ماذا سيحدث- إذا لا سمح الله- نجح نتنياهو وأترابه في تحقيق مؤامرتهم. ربما ستمنع نسبة تصويت مرتفعة في معسكرنا هذا المصير السيئ.
  • نداف إيل-يديعوت: خلع فلاديمير بوتين قفازاته منذ وقت طويل في أوكرانيا. الآن، لم يعد يخجل. هدفت الهجمات في الأسبوعين الأخيرين على كييف إلى زرع الرعب على طريقة الضربات الجوية الخاطفة التي تعرضت لها لندن في الحرب العالمية الثانية، من دون الأضرار والموت اللذين خلّفهما سلاح الجو الألماني – الظاهر أن الروس يهاجمون “أهدافاً تابعة لبنى تحتية” – يضربون شبكة التزود بالمياه والكهرباء، ويحاولون إرسال رسالة بأن تفجير جسر القرم لن يمر بسلام.
    فعلياً الهدف هو زرع الخوف بالطبع، فاستخدام مسيّرات انتحارية في قلب مدينة أوروبية كبيرة، هدفه خلق ردع في الحرب – حرب يخسرها الروس بطريقة مهينة حتى الآن – الدفاع الجوي في مواجهة الطائرات والمسيّرات والصواريخ والقذائف هو نقطة ضعف أوكرانيا في الحرب، والسبب المركزي الأساسي لعدم تواصُل القصر الرئاسي في كييف مع القدس منذ أسابيع طويلة، غضبُ الرئيس زيلينسكي على تل أبيب كبير جداً، وهو لا يتوانى عن إظهاره في كل مناسبة، بالطبع هناك دول غربية أُخرى ترفض تزويد أوكرانيا بقدرات تكنولوجية، أو تجد صعوبة في ذلك (على سبيل المثال رفض الأميركيون طلب الحصول على بطاريات صواريخ باتريوت رفضاً مطلقاً)، لكن التوقعات من “إسرائيل” مختلفة.
    يقول الأوكرانيون إنهم يتفهمون جيداً رفض “المؤسسة الأمنية الإسرائيلية” تزويدهم بسلاح فتاك بسبب حساسية العلاقات مع روسيا، “لكن ما هي حجة “الإسرائيليين” حيال سلاح دفاعي؟ وما هي حجتهم عندما يكون المقصود سلاحاً إيرانياً يقتل الأوكرانيين؟” سأل أحد المصادر في نهاية الأسبوع – النقطة الأخيرة حساسة. تنفي طهران تدخُّلها في الحرب، لكن ليس هناك أي شك لدى المصادر الاستخباراتية في أن المسيّرات الانتحارية هي من صُنع إيراني، ويرافقها مدربون إيرانيون. ويشكل هذا نموذجاً استثنائياً من القوة الصاعدة للجمهورية الإسلامية، وأيضاً هو نموذج من ضُعف الروس المثير للاستغراب، الذين اضطروا إلى الاستعانة بإيران للحصول على تكنولوجيا كان يجب أن تكون لديهم قبل أعوام عديدة، في آب نشرتُ على هذه الصفحات أن خط نقطة التحول في المؤسسة الأمنية قد جرى تجاوزه، وأن رئيس الحكومة ووزير الدفاع سمحا للمصدّرين الأمنيين في “إسرائيل” بيع أوكرانيا أي سلاح عسكري غير فتاك، الاستثناء المركزي كان حظر بيع المنظومات الدفاعية الجوية على أنواعها.
    على هذه الخلفية يجب فحص تصريحات الرئيس الروسي السابق وخادم بوتين ديمتري مدفيديف الذي قال أمس: “يبدو أن “إسرائيل” ستزود نظام كييف بالسلاح. هذه الخطوة غير مسؤولة، وستدمر العلاقات بين الدولتين”، جاءت هذه التصريحات، بحسب زعم مصادر في “إسرائيل”، رداً على تغريدة لوزير الشتات نحمان شاي قبل بضعة أيام، جاء فيها أنه في ضوء وصول صواريخ باليستية إيرانية إلى روسيا (وهو أمر لم يتم التحقّق منه بالمناسبة)، يتعين على “إسرائيل” تقديم مساعدة عسكرية إلى أوكرانيا كما فعلت الدول الأعضاء في حلف الناتو، وأوضحت الحكومة أمس، بعد تهديدات مدفيديف، أن كلام شاي لا يمثل موقف الحكومة الإسرائيلية، فيما يتعلق بهذه المسألة، يجب أن نقول ثلاثة أمور. الأمر الأول، مع كل الاحترام لنحمان شاي، من المتعارف عليه أن للحكومة موقفاً موحداً حيال قضايا حساسة من هذا النوع، ولا يمكن التعليق على كل موضوع على تويتر.
    الأمر الثاني ثمة شك كبير في أن مدفيديف كان يرد فقط على كلام نحمان شاي، لأنهم في موسكو يعرفون هوية وزير ليس رفيع المستوى من حزب العمل، من المعقول أكثر أن الروس يدركون أنهم تجاوزوا الحدود، في ضوء حصولهم على مساعدة من الإيرانيين، وهم يريدون وضع خط أحمر حيال “إسرائيل” – التي تشددت في تصريحاتها إزاء الغزو الروسي، تلقائياً – النقطة الثالثة بديهية: تواصل “إسرائيل” انتهاج خط الذي أكل سمكاً كريه الرائحة وطُرد من المدينة. الأوكرانيون غاضبون عليها لأنها لا تساعدهم، والروس يستعينون بالإيرانيين ويساعدونهم أيضاً، وفي المقابل يعملون ضد “إسرائيل” في جبهات مختلفة – وبصرف النظر عن المعركة الانتخابية، وعن أي شعار، فإن المساعدة الإيرانية الفتاكة للروس يجب أن تثير هنا نقاشاً استراتيجياً بشأن العلاقة مع أوكرانيا، ومثل هذا النقاش لا يمكن أن يجري في الحقيقة في ذروة معركة انتخابية.
    وكي نفهم مدى أهمية ذلك، دعا الأوروبيون – الفرنسيون والبريطانيون وغيرهم – إلى فرض عقوبات جديدة على إيران بسبب انضمامها إلى الروس وتزويد آلة الحرب في الكرملين بالمسيّرات – وتزداد احتمالات فشل الاتفاق النووي بسبب هذه المساعدة، مَن يبحث هنا عن الواجب الأخلاقي، من المفيد الاطّلاع على التحقيق الذي نشرته وكالة الأنباء الأسوشيتد برس قبل أيام بعنوان: “كيف تخطف موسكو أطفالاً أوكرانيين وتحولهم إلى روس”، وبحسب التقرير، تم العثور على آلاف الأطفال في أقبية المناطق التي سيطر عليها الروس، أو في ماريوبول المدمرة، ادّعت موسكو أن هؤلاء الأولاد فقدوا أولياء أمورهم، وأن الروس يعتنون بهم.
    لكن بحسب وكالة الأنباء جزء من هؤلاء الأولاد لديه أهل وعائلة، وهم يرسَلون إلى روسيا، أو إلى المناطق الواقعة تحت سيطرتها، ثم يرسَلون لتتبناهم عائلات روسية، ويحصلون على الهوية الروسية.

Facebook Comments

زر الذهاب إلى الأعلى
error: المحتوى محمي