أخبارعين على العدو
“عين على العدو”: الجمعة 23-9-2022
شبكة الهدهد
الشأن الفلسطيني:
- حدشوت بتاخون سدي: حوالي الساعة 4:05، مسلحون فلسطينيون فتحوا النار من جديد باتجاه مستوطنة قرب نابلس، لم تقع إصابات، أصابت إحدى الرصاصات نافذة أحد المنازل.
- قناة كان العبرية: معمل اسلحة في الخليل || داهمت المخابرات العامة الفلسطينية ورشة لإنتاج الأسلحة في الخليل الليلة الماضية، وقال مصدر فلسطيني إن الورشة باعت أسلحة مخصصة لتنفيذ عمليات في “إسرائيل”، كما تم مداهمة منازل عناصر من حماس ومصادرة وسائل اتصال.
- المتحدث باسم جيش العدو: بناء على تقييم الوضع في الجيش، تقرر تعزيز منطقة لواء السامرة “شمال الضفة الغربية” بقوات من غولاني بهدف تعزيز الدفاع في المنطقة.
- منسق عمليات حكومة العدو: في ختام تقييم للوضع الأمني، قرر وزير الدفاع زيادة حصة تصاريح العمل والتجارة للفلسطينيين من سكان قطاع غزة بـ 1500 تصريح إضافي (ليبلغ عدد التصاريح الإجمالي 17000)، وسيبدأ تنفيذ هذا القرار في الأسبوع المقبل، بعد انتهاء عيد رأس السنة العبرية، وذلك شريطة الحفاظ على الهدوء الأمني في المنطقة.
- القناة 14 العبرية: مسؤول رفيع في الشرطة: حالياً يوجد عشرات الإنذارات لاحتمال وقوع عمليات في جميع أنحاء البلاد، من الطعن إلى إطلاق النار إلى العبوات، هناك صعوبة في تحديد مكان أي هجوم محتمل لإحباطه، نطالب الجمهور باليقظة.
- المتحدث باسم جيش العدو: سمح بالنشر: اعتقال 4 فلسطينيين من مخيم الدهيشة مشتبه بهم في عملية إطلاق النار على مستوطنة أفرات جنوب بيت لحم.
- قناة كان العبرية: تمديد اعتقال فلسطيني من سكان رام الله حتى يوم الخميس من الأسبوع القادم، بزعم اقتحامه بسيارة مسروقة حاجزاً أمنياً في مدخل مطار بن غوريون الليلة الماضية.
- القناة 12 العبرية: اعتقال 6 فلسطينيين من سكان مدينة الطيبة بالداخل الفلسطيني بزعم مشاركتهم في إلقاء الحجارة والزجاجات الحارقة نحو “قوات الأمن الإسرائيلية”، خلال عملية “حارس الأسوار” ضد غزة في مايو 2021.
- قناة كان العبرية: اعتقال فلسطيني من رام الله حاول دهس حارس أمن في مطار بن غوريون .
الشأن الإقليمي والدولي:
- قناة كان العبرية: تستعد الجهات المعنية في “إسرائيل” لوصول عشرات آلاف القادمين الجدد من يهود روسيا، وذلك بعد إعلان الرئيس فلاديمير بوتين التعبئة الجزئية جراء الحرب مع أوكرانيا، الحديث يدور عن حوالي 40 ألفاً من يهود روسيا يستوفون شروط الحصول على “الجنسية الإسرائيلية”، ينتظرون قرب “السفارة الإسرائيلية” في موسكو.
- المتحدث باسم جيش العدو: اختتم رئيس الأركان أفيف كوخافي زيارته إلى أوروبا والتي استغرقت خمسة أيام، وقال: “لقد حققت الزيارة أهدافها، وفي مقدمتها تسخير المجتمع الدولي لمواجهة التهديدات الإقليمية، وفي مقدمتها إيران وأذرعها في الشرق الأوسط ونشاط حزب الله في لبنان”.
- يديعوت أحرونوت: “في أعقاب أعمال عنف قام بها متظاهرون ضد “السفارة الإسرائيلية” في المكسيك، تم خلالها رش كتابات على الجدران بعبارة “فلسطين حرة” و “الموت للصهيونية”، أعلنت “وزارة الخارجية الإسرائيلية” أنه سيتم استدعاء السفير المكسيكي في “إسرائيل” للتوبيخ، وقالت الوزارة “نأخذ الحادث على محمل الجد ونتوقع أن تفي الحكومة المكسيكية بالتزاماتها الدولية”.
- إذاعة كان: “سفير إسرائيل” لدى أوكرانيا ميخائيل برودسكي: هناك تصعيد والوضع في شرق أوكرانيا خطير، وهناك مخاوف من كل أنواع الأنشطة غير التقليدية.
- يديعوت أحرونوت: تقرير: “إسرائيل” ستبيع منظومة الدفاع الجوي “سبايدر” إلى الإمارات.
الشأن الداخلي:
- دورون كدوش: رئيس الشاباك رونين بار يعارض خطوة وزير الدفاع غانتس منح المزيد من تسهيلات التصاريح لغزة، ويعتقد أنه يجب فرض عقوبات عليها لقيامها بتوجيه ودعم العمليات في الضفة (هذا الأسبوع فقط تم الكشف عن مثل هذه البنية التحتية المدعومة من غزة)، وهو يرى أن زيادة حصة تصاريح العمال في غزة بينما تواصل حماس محاولة إشعال الوضع في الضفة الغربية هو خطأ.
- القناة 12 العبرية: قائد الشرطة يعقوب شبتاي: ابتداءً من ليلة السبت سيتم رفع مستوى التأهب إلى أعلى مستوى في جميع أنحاء البلاد، حتى نهاية فترة الأعياد، هناك زيادة كبيرة في عدد التحذيرات بشأن احتمال وقوع عمليات.
- استطلاع القناة 13 العبرية: كتلة نتنياهو: 61 مقعداً، كتلة المعارضة: 55 مقعداً، القائمة المشتركة: 4 مقاعد.
- يديعوت أحرونوت: مشادة كلامية بين أحد عناصر “الشرطة الإسرائيلية” وعضو الكنيست سمحا روثمان، بعد اعتقال الشرطة أحد المستوطنين قرب المسجد الأقصى.
- معاريف: رئيس لجنة الانتخابات المركزية قاضي المحكمة العليا يتسحاق عميت يرفض التماس حزب الليكود ضد حزب “يش عتيد” لمنع “هيئة الإذاعة الإسرائيلية” وقناة كان من بث خطاب “رئيس الوزراء الإسرائيلي” يائير لبيد الذي ألقي أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة.
- معاريف: منتدى عائلات “الجنود الإسرائيليين” القتلي تتقدم بالتماس إلى لجنة الانتخابات المركزية لشطب قائمة حزب “راعم” من الترشح للكنيست.
- معاريف: ارتفاع نسبة البطالة في “إسرائيل” إلى 5.2% خلال شهر آب المنصرم مقارنة بـ 4.9% خلال شهر تموز الذي سبقه.
عينة من الآراء على منصات التواصل:
- يائير لبيد: “سألونا أكثر من مرة هنا، لماذا لا نرفع القيود عن غزة، قلت نحن مستعدون للقيام بذلك صباح غد، بل أكثر من ذلك، أقول من هنا لأهالي عزة، نحن مستعدون لمساعدتكم في بناء حياة أفضل واقتصاد أفضل، وعرضنا خطة شاملة لإعادة إعمار غزة، لكن لنا شرط واحد فقط: توقفوا عن إطلاق الصواريخ، وضعوا سلاحكم أرضا، وأعيدوا “الأسرى الإسرائيليين”، وأثبتوا لنا أن حماس والجهاد لن يستوليا على الدولة الفلسطينية التي تريدون إقامتها وسيكون هناك سلام، سنبني معا اقتصادكم”.
- هاليل روزين: “موجة الأحداث في 24 ساعة الماضية: 3 عمليات إطلاق نار، وعملية دهس، وعملية طعن، وإحباط عملية طعن، وعشرات الهجمات بالحجارة والزجاجات الحارقة”.
- أيمن عودة” : صحيح أن خطاب رئيس الوزراء يائير لبيد أعاد القضية الفلسطينية إلى الخطاب العام في الانتخابات وهذا مهم في حد ذاته، لكن يبدو أن البيانات الدبلوماسية منفصلة والأفعال على الأرض منفصلة كما تحدث نتنياهو عن حل الدولتين، لقد وقع قادة الدولة في حب عملية السلام وليس في السلام نفسه، في إدارة الصراع وليس في حله، عبء الإثبات يقع على عاتق المحتل لإنهاء الاحتلال”.
- إيتمار بن غفير: “سيبيع لبيد وغانتس كل شيء من أجل الكرسي – الخطاب الذي يقصد شراء الطيبي وأكثر، لاقى رداً فلسطينياً كلاسيكياً – خلال الخطاب: هجوم إرهابي آخر، غانتس ولبيد هما خطر على إسرائيل“.
- عضو الكنيست عوفر كاسيف: “رئيس الوزراء لبيد، في عام 2016 وقف نتنياهو فوق منصة الأمم المتحدة وأعرب أيضاً عن دعمه لحل الدولتين لكنه كان تشدقاً كلامياً بينما كان يتعمق الاحتلال والقمع والضم، أثبت أنك مختلف عنه وروج على الأرض فوراً لخطوات تؤدي إلى إنهاء الاحتلال وإقامة دولة فلسطينية مستقلة، بهذه الطريقة فقط سيصل السلام والأمن إلى كلا البلدين”.
- الوزيرة ميراف ميخائيلي: “أهنئ رئيس الوزراء لبيد على الخطاب الصهيوني المهم والاستراتيجي لدولة إسرائيل من منصة الأمم المتحدة الليلة، سيواصل حزب العمل دعم وتعزيز المصلحة الإسرائيلية المتمثلة في تسوية سياسية تضمن استمرار الازدهار ومستقبل إسرائيل كدولة يهودية وديمقراطية”.
- زهافا غالؤون: “خطاب تاريخي لرئيس الوزراء لبيد – أخيراً أصبحت رؤية السلام على جدول الأعمال – ميرتس سيقف على يسار لبيد ليحوله من رؤية إلى واقع، لوضع حد لدوامة إراقة الدماء، وإنهاء السيطرة على ملايين الفلسطينيين، ولسنوات من الألم والحزن على الجانبين، أتمنى أن تكون سنة سلام”.
- بتسلائيل سموتريتش: “معنى خطاب لبيد في الأمم المتحدة هو العودة إلى أيام أوسلو اللعينة، كلمات صاخبة حول الاستسلام المخزي للإرهاب والسعي لتقسيم الوطن والتخلي عن الأراضي وطرد آلاف اليهود من ديارهم، يجب ألا يسمح لهذا أن يحدث”.
- أيليت شاكيد: “يائير لبيد يتحدث فقط عن نفسه عندما يدعم دولة فلسطينية، هذه مجرد حيلة الانتخابات، لن نسمح أبداً بإنشاء دولة إرهابية فلسطينية في قلب أرض إسرائيل، مثل هذه الدولة ستكون مرتعاً للتطرف والإرهاب وعدم الاستقرار الإقليمي”.
- بنيامين نتنياهو: “أبلغ لبيد: لن يسمح لك بتأسيس حماستان على حدود كفار سابا وبتاح تكفا ونتانيا، لن نسمح لكم بإعادة إسرائيل إلى كارثة أوسلو”.
مقالات رأي مختارة:
- تامير هايمن-القناة 12: كما في كل عام تقريباً، تكون فترة الأعياد اليهودية فترة متوترة من الناحية الأمنية. التقت، هذا العام، أيضاً عدة أطراف، من دون أن يجمع بينها خط واحد، الأمر الذي يتطلب انتباهاً خاصاً من رؤساء المؤسسة الأمنية والمستوى السياسي – الجبهتان الأساسيتان اللتان تحتملان التصعيد في الأسابيع المقبلة هما: موجة أُخرى من العنف في الضفة الغربية، والتوترات على الحدود الشمالية حول منصة كاريش. يجري كل هذا على خلفية فترة الانتخابات في “إسرائيل” وضغوط سياسية من كل الاتجاهات، ويجب ألاّ تتداخل مع الاعتبارات الأمنية – التقدير هو عدم وجود خط واحد يربط بين العوامل المختلفة للتوتر، لكن بالتأكيد يوجد عامل مركزي يمكن أن يكون مفجِّراً لكل هذه التوترات، ويؤدي إلى إشعال حريق كبير، هو الحرم القدسي.
تُعتبر فترة الأعياد فترة متوترة من تلقاء نفسها في الحرم، ووقوع حادث غير عادي هناك، يمكن أن يؤدي إلى ضغط كل التوترات معاً وانفجارها. وننتظر من المستوى السياسي أن يتصرف بهدوء أعصاب ويترك العمل للشرطة، مع ضبط النفس إلى أقصى حدّ، من جهة، ومن جهة ثانية، الإصرار على منع الاستفزازات من أي اتجاه – ألقى الأمين العام لـ “حزب الله”، حسن نصر الله، السبت الماضي، خطاباً تطرّق فيه إلى منصة كاريش، مجدِّداً تهديداته، ومعتبِراً استخراج الغاز خطاً أحمر. يواصل نصر الله استراتيجية السير على حافة الهاوية. وهو مستعد للوصول إلى مواجهة، لكنه يأمل بألا يحتاج إلى ذلك – جرأة نصر الله هذه يجب أن تُقلق “إسرائيل”.
“الجيش الإسرائيلي” أقوى بعشرات المرات من “حزب الله”، وعلى الرغم من ذلك فإنه لا يردع نصر الله، على ما يبدو. والتخوف الكبير من أن تؤدي ثقة “حزب الله المفرطة” بنفسه وسوء تقديره لقدراته إلى إدارة غير مسؤولة للمخاطر – ليس لدى نصر الله رقابة داخلية، ولا يوجد حوله مَن يستطيع أن يقدم له تقريراً موثوقاً به عن الوضع وجهوزية الحزب. وهو محاط بأشخاص رماديين من الذين يمدحونه، ومن المعقول أنهم في هذه اللحظة يقولون له إلى أيّ حد أخاف خطابه الإسرائيليين – الثقة المفرطة بالنفس، حتى ولو كانت غير مرتبطة بالواقع، فإنها تزيد في فرص التصعيد حول منصة كاريش. ويمكن أن يُظهر “حزب الله” جرأة أكبر، متأملاً أن ينتهي الاحتكاك بإسرائيل بـ”يوم قتال”. لكن الانزلاق إلى الحرب سيكون سريعاً، وفي نهايتها، وبعد دمار هائل للبنان، وأضرار جسيمة تلحق بالجبهة الداخلية الإسرائيلية، سيشرح نصر الله أن آلام الحرب أفضل من ذلّ الجوع (لبنان اليوم دولة تعاني جرّاء الجوع، بحسب تقرير الأمم المتحدة) – الأخبار الجيدة أن الطرفين يقتربان من تسوية على ترسيم حدود المياه الاقتصادية. وهنا يُطرح السؤال:
هل سيسمح الوضع السياسي المعقد في “إسرائيل” بقبول تسوية تتطلب التغلب على عقبات سياسية بالأساس؟
على ما يبدو، جوهر التسوية هو الموافقة على حدود المياه الاقتصادية، بحيث يبقى جزء من الحقل اللبناني في “الأراضي الإسرائيلية”، وفي المقابل، ستدفع “إسرائيل” للبنان تعويضاً اقتصادياً معيناً. هذا على افتراض أن الطرفين سيوافقان على حل مشكلة ترسيم الحدود البرية، حيث لا يوجد مجال للاتفاق أو التسوية. إذا تحققت هذه التسوية، فإنها ستبدّد التوترات الأمنية، وستسمح باستخراج الغاز من حقل كاريش، كما ستسمح للبنان بتطوير حقول الغاز الموجودة في مياهه الاقتصادية – تُغرق موجة جديدة من العنف الضفة الغربية. وهي تمتاز بهجمات يقوم بها شبان ينتمون إلى حركة “فتح”. تترافق هذه الموجة وحملة واسعة النطاق ضد القوى الأمنية الفلسطينية التي تتعرض لضغط هائل – يجري هذا كله على خلفية عملية “كاسر الموج” التي دخلت شهرها الثالث، وهي عملية تخلق احتكاكاً كبيراً في داخل مناطق السلطة الفلسطينية. في كل ليلة تدخل فيها قواتنا إلى مدينة فلسطينية، كجزء من عمليات الإحباط المطلوبة والمحقة، فإنها تُضعف صلاحيات ومكانة القوى الأمنية الفلسطينية. وتترافق عملية الاعتقال بحد ذاتها بإطلاق نار من هؤلاء الشبان الفلسطينيين. ويفرض إطلاق النار هذا عملية أُخرى والدخول ليلاً إلى المدينة في الليلة التالية للاعتقال، وهو ما يعرّض قواتنا لإطلاق النار، وهكذا تستمر الحلقة المفرغة. دائرة العنف تتوسع، والقوى الأمنية الفلسطينية تزداد ضعفاً – بيْد أن الأمر الأخطر في هذه الساحة هو التقاء ضعف التنسيق الأمني وظاهرة عنف شباب “فتح” والصراع على الوراثة في اليوم التالي لأبو مازن. وهذا صراع بشع، نشهد بداياته منذ اليوم، بناءً على ذلك، من المستحسن أن نحدد الفارق بين السلطة الفلسطينية وبين زعامتها. الأولى في نظر المواطنين الفلسطينيين، تمثل الدولة الفلسطينية على الطريق، ولذا فهي تحظى بشرعية وطنية، ومكانتها غير خاضعة للنقاش بتاتاً. على عكس زعامة السلطة الفلسطينية التي لا تُعتبر شرعية، في نظر الكثيرين.
والطريق إلى زعامة فلسطينية جديدة ذات شرعية أقوى، يمكن أن تعبر من خلال موجة من العنف القاسي. وهذا العنف يمكن أن يشجعه المرشحون لمنصب الرئاسة – في الخلاصة، كما في الأعوام الماضية، عرفت المؤسسة الأمنية كيف تواجه التحديات في فترة الأعياد، ومن المحتمل أن تفعل ذلك هذه المرة أيضاً. لكن من المفيد، ومن المستحسن تسهيل عملها وتخفيف الضغط غير اللازم. المقصود هنا الضغط الناجم عن اعتبارات المعركة الانتخابية، ويجب التخفيف من الحديث التقسيمي المتطرف والعدائي. وليس كل حادث أمني ناجماً عن نجاح الحكومة الحالية، أو إخفاقها. توطيد التنسيق الأمني هو مصلحة أمنية، وليس ضعفاً سياسياً. - بن كسبيت-معاريف: قبل أيام، لم يصدق أشد المنتقدين لبنيامين نتنياهو أعينهم. وكانت ردة الفعل العفوية الأولى أن ما يشاهدونه هو شريط فيديو مزيف، خدعة من صنع هاكر إيراني باسم رئيس المعارضة. لكن نتيجة الفحص جاءت مثيرة للإحباط بصورة خاصة: الفيديو هو لنتنياهو، وهو حقيقي – نشر نتنياهو شريط فيديو تضمن التهديدات المعهودة لحسن نصر الله. ولم يترك أحداً إلا وجنّده في مسعى يائس للتملص من رعب الحكم عليه. وفعل ذلك في ذروة محادثات رسمية يجريها لبيد في الأمم المتحدة، وقبل يوم من خطابه في الأمم المتحدة.
وفي الوقت الذي اجتمع فيه لبيد مع العاهل الأردني الملك عبد الله الذي لم يقبل أن يتبادل كلمة واحدة مع نتنياهو في الأعوام الأخيرة. قام لبيد، وقبله بينت، بإعادة ترميم الآثار المدمرة التي تسبب بها نتنياهو للعلاقات مع الأردن، الدولة العربية التي لديها أطول حدود معنا.
الآن يستخدم نتنياهو حسن نصر الله في أعماله التدميرية – الفيديو الذي نشره نتنياهو هو كذبة كبيرة مدوية وغير مقبولة. ولا يحتوي على حقيقة صحيحة واحدة، ولا سيما أن لا اتفاق حالياً، تماماً كما لا يوجد اتفاق نووي بين الغرب وبين إيران، وليس هناك قنصلية أميركية في القدس الشرقية. لا يخجل نتنياهو من أن يربط بين الاتفاق المحتمل وبين “المال الذي سيستخدمه نصر الله لتمويل شراء آلاف القذائف والصواريخ الموجهة ضدنا” – يعلم نتنياهو بأن إسرائيل لا “تتخلى عن حقل غاز يساوي المليارات”، وهو يعرف أن الاتفاق الذي لم يجرِ التوصل إليه بعد مع الموفد الأميركي، هو في خطوطه العامة الاتفاق نفسه الذي سعى هو له. وهو يعرف أنه لم يُعثر بعد في حقل “قانا” على الغاز، وإذا عثروا عليه، فالحقل صغير وليس كبيراً – يعلم نتنياهو بأن النزاع هو على نسبة محدودة من مجموع المساحة المقدّرة لمخزون هذا الحقل (الذي لا يزال وهمياً حالياً).
هو يعلم بأن الجميع، جميع رؤساء الأذرع الأمنية وجميع خبراء الغاز والمهنيين يعتقدون أن “المصلحة الإسرائيلية” الاستراتيجية العليا تقضي بالتوصل إلى تسوية هذه القضية في أسرع وقت ممكن من أجل تحقيق الاستقرار في المياه الاقتصادية والسماح لحقل “كاريش” بالعمل من دون تهديدات. هو يعلم أيضاً بضرورة الحؤول دون حدوث سوء فهم بين “إسرائيل” وحزب الله يمكن أن يؤدي إلى تدهور المنطقة كلها إلى حرب. وعلى الرغم من أنه لا يكلف نفسه عناء الحصول على المستجدات الأمنية كما هو مفروض، فإنه يعرف هذا جيداً. يعرف ويتجاهل. لأن دولة “إسرائيل” أقل أهمية عنده من حملته الانتخابية- حالياً، هناك طرفان يحاربان بكل قوتهما حل قضية ترسيم حدود المياه الاقتصادية بين “إسرائيل” ولبنان: نصر الله ونتنياهو. - جدعون ليفي-هأرتس: تريد “إسرائيل” انتفاضة أخرى. لا شك في ذلك. لا توجد طريقة أخرى لشرح سلوكها منفلت العقال في الاشهر الاخيرة حتى لو لم يكن من الواضح أي فائدة ستجنيها من سفك المزيد من الدماء عديم الجدوى. هو عديم الجدوى ولكن “إسرائيل” تريده، فما تفعله في “المناطق” المحتلة مؤخراً لا يمكن أن لا يؤدي الى انتفاضة اخرى. تعرف “إسرائيل” ذلك جيداً. لذلك لم يبق إلا الاستنتاج بأنها تريدها – على الطرف الفلسطيني العوامل المطلوبة لاندلاع انتفاضة اخرى: الفلسطينيون تنقصهم القيادة، الدعم العربي والدولي، الوحدة وروح النضال التي بدونها ستتباطأ الانتفاضة حتى لو كانت ستأتي. ولكن “إسرائيل” قدمت ما عليها من أجل اندلاع الغضب والعنف ضدها – ما الذي كنتم تتوقعونه؟ سألني طراد صلاح، والد عدي الثاكل، الفتى ابن الـ 17 الذي أطلق قناص من “الجيش الإسرائيلي” رصاصة على رأسه ورصاصة على قلبه من مسافة 100 متر في كفر دان. ما الذي كنتم تتوقعونه؟ بقي هذا السؤال معلقاً في فراغ بيته الذي لن ينهض من الحداد. من قريته المناضلة قرب جنين خرج الشابان اللذان قتلا، الاسبوع الماضي، الرائد بار بيلح في حاجز الجلمة.
في نيسان الماضي قتل الجنود شابين غير مسلحين في القرية. الآن قتلوا عدي. بعد بضعة ايام سيقتحم الجيش ويهدم بيت الشابين اللذين قتلا بيلح. أصبح العنوان على الحائط، ويمكن البدء بحفر القبور في المقبرة امام بيت صلاح، الذي يشاهد قبر ابنه من النافذة – ما الذي كنتم تتوقعونه؟ يجب أن نسأل قادة “الجيش الإسرائيلي” و”الشاباك”، هل سمحتم للجيش و”الشاباك” بأن يفعلوا ما يخطر ببالهم؟ ما الذي توقعتموه؟ يجب أن نسأل رئيس الحكومة ووزير الدفاع في حكومة التغيير والاصلاح، الذين سمحوا، بل شجعوا، كل ذلك. ماذا توقعتم؟ يجب أن نسأل هذا السؤال كل “إسرائيلي” صامت. لا يوجد أي شعب يمكن أن يتحمل مثل الشعب الفلسطيني ويصمت.
لم يكن هناك مثل هذا الشعب في التاريخ، ولن يكون ايضا بين رفح وجنين. ما تفعله “إسرائيل” في الاشهر الاخيرة هو تذكرة باتجاه واحد وهدفه هو الانتفاضة، حتى لو فشلت مثل سابقاتها – العدد الاكبر من القتلى الفلسطينيين منذ سبع سنوات. العدد الاكبر من المعتقلين بدون محاكمة منذ سبع سنوات. العدد الاكبر من مظاهر عنف المستوطنين، وربما أكثر من أي وقت مضى. ما الذي تتوقعونه؟ عقاب جماعي بدون أي خجل، عقاب عائلي بدون أي تردد، ما الذي تتوقعونه اذاً؟ ما الذي تتوقعونه من الجيش الذي تفاخر قائده بمستوى قتله، ومن الجنود الذين يعرفون أنه مسموح لهم كل شيء – يصعب التقرير من أين نبدأ، من الابرتهايد اليومي أم من فلاح فلسطيني حاول الدفاع عن نفسه وعن ممتلكاته من زعران المستوطنين والآن يداه محطمتان وهو معتقل منذ اسبوعين تقريباً في حين أن المستوطن الذي هاجمه حر؟ من قتل شيرين أبو عاقلة وفي أعقاب ذلك ألاعيب الكذب للجيش من اجل ازالة كل مسؤولية عن نفسه عن ارتكاب هذه الجريمة القبيحة وحماية الجنود الذين أطلقوا النار على أبو عاقلة في الوقت الذي شاهدوا فيه بأنها صحافية – من السهولة التي لا تصدق تلك التي يقتل فيها الجنود المتظاهرين غير المسلحين تقريبا كل يوم، وعدم المبالاة العامة التي لا تصدق تلك التي يُستقبل فيها اعمال القتل الجماعي هذه. من قداسة جيش الاحتلال؟ من عبادة السجود المرضي له في وسائل الاعلام، الذي مرة اخرى تقوى مؤخراً ووصل الى مستويات مخيفة؟ لا يمر يوم بدون مقال مثير للاشمئزاز والقرف عن جندي أو عن وحدة نموذجية. ما الذي تتوقعونه من تحطيم محمود عباس على يد “إسرائيل؟” أو من أن يئير لبيد يلتقي مع الملك عبد الله في الامم المتحدة ويتجاهل وجوده وكأنه هواء، وكأننا عدنا الى أيام الخيار الأردني لشمعون بيريس؟ ماذا تتوقعون من ثمل القوة المتزايد للجيش والمستوطنين؟ من أين سنبدأ – من الأسهل تحديد أين سينتهي ذلك. هذا سينتهي بالدماء. المزيد من الدماء. بانتفاضة عنيفة ووحشية. وسيكون بالإمكان تفهم دوافعها وحتى تبريرها بسهولة كبيرة.
Facebook Comments