مقالات

عار على الأسوار

الهدهد/ سعيد بشارات

من أكثر الصور التي لفتت نظري خلال مطالعتي لتقارير الإحتلال حول احتفالهم بذكرى احتلال فلسطين واقامة كيانهم عليها هذه الصورة: التي تؤصل وتوثق لمصير الخائن لشعبه الموالي لعدوه الذي ينسق ويتعاون مع الإحتلال الإسرائيلي.

هذه الصورة وردت في تقرير لصحيفة هآرتس فتحت خلاله أرشيف ما اسماع “الحرب بدون إسم” وقصدت هنا حرب لبنان ، أو إحتلال الجنوب اللبناني، وذكرت الصحيفة في تقريرها أن هذه الحرب كانت حرب غير ضرورية، غرقت فيها “#إسرائيل” حيث وجدت نفسها تدخل في حلقات كل منها اصعب من الأخرى، فبعد أن اعتقدت ان الحرب قد انتهت عند طرد منظمة التحرير، وعقد تحالفات مع بعض التيارات اللبنانية المسيحية، وجدت نفسها في مواجهة دامية، اذاقتها مرارة كل ما فعلته مع الفلسطينيين وافقدت اتفاقياتها مع التيارات اللبنانية العملية أي قيمة دفاعية أو حمائية مستقبلية.

وأخيراً خرجت وهي تجر أذيال الألم والهزيمة حتى اللحظة، حيث بدأ جنود تلك الحقبة بفتح ملف هذه الحرب، عبر مجموعة على الفيسبوك، والتي يتحدثون خلالها عن معاناتهم المستمرة حتى اليوم، لدرجة ان دولة الاحتلال منحتهم قبل ايام وسام بعد انشاء هذه الصفحة لتغطي على فشلهم المستمر، والدمار الذي يلاحقهم حتى اللحظة، وتركها لقصصهم طوال كل تلك المدة.

ومن بين من نسيهم الإحتلال أو تناساهم، أو خانهم، أو تعامل معهم كما يعتقد بما يستحقونه “كعملاء”؛ جيش لحد العميل، الذي فر افراده من لبنان، لاحقاً بأسياده اليهود الفارين، ومن الخوف والسرعة للحاق قبل أن تغلق الأبواب الإسرائيلية التي ضحوا بدمائهم من أجلها، قفز العملاء من على الاسوار الشائكة لتبقى علامات العار تلاحقهم حتى في هذه اللحظات كما يبدو المشهد في الصورة.

Facebook Comments

زر الذهاب إلى الأعلى
error: المحتوى محمي