تفاؤل في “إسرائيل” بتأجيل الاتفاق النووي
الهدهد/ يديعوت أحرونوت
تفاؤل في “إسرائيل” باحتمال عدم توقيع اتفاق نووي بين إيران والقوى العظمى في القريب العاجل، وقال مسؤول سياسي كبير في إيجاز للصحفيين السياسيين قبل مغادرة رئيس الوزراء يائير لبيد في زيارته السياسية إلى ألمانيا: “في هذه المرحلة يبدو أن الاتفاق مع إيران لن يوقع على الأقل إلا بعد الانتخابات النصفية في الولايات المتحدة في 8 نوفمبر”.
وأضاف المسؤول الكبير: “نحن في جولة أخرى تمكنت فيها إسرائيل من التأثير على الأمريكيين لتجنب المزيد من التنازلات لإيران وهذا أمر مهم للغاية، جولة بعد جولة نحن في حوار حازم ومتسق للغاية، حيث يتحدث جميع كبار المسؤولين في إسرائيل بطريقة مهمة للغاية وبصوت واحد ويتم معظم النقاش في غرف مغلقة بالتعاون مع الإدارة الأمريكية نحن لدينا شعور بأن السياسة الإسرائيلية تعمل وتثمر”.
وخلال زيارته لألمانيا التي ستستمر يومًا سيلتقي لبيد بالرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير، والمستشار الألماني أولاف شولتز، ووزيرة الخارجية أنالانا باربوك، محادثات رئيس الوزراء مع القيادة الألمانية ستركز بشكل طبيعي على القضية الإيرانية، يجب أن نستمر في التأثير على المواقف الأوروبية، وألمانيا لها دور مهم هنا.
وأضاف المسؤول الكبير: “ثبت مرة أخرى أنه لا مصلحة لإيران في العودة للاتفاق كما هو، لها مصلحة في تحرير نفسها من العقوبات والملفات المفتوحة، الاتفاق كما هو مطروح على الطاولة لا يكفيها وهذه مشكلة كبيرة بالنسبة لنا، لذلك نواصل القتال والإقناع، وقد تعهدت الولايات المتحدة لإسرائيل بأنها لن تضغط لإغلاق ملفات تحقيق الوكالة الدولية للطاقة الذرية، كما وعدت الدول الأوروبية بشيء من هذا القبيل، إيران لا تقبل ذلك وتعهدت الولايات المتحدة بعدم منح إيران ضمانات مهمة في حالة انسحابها من الاتفاق مرة أخرى، ولا تلتزم الولايات المتحدة بتخفيف العقوبات كما تريد إيران، وهذا لا يرضي المرشد الأعلى، والمعنى الحقيقي هو أنه حتى بعد انتخابات التجديد النصفي على الأقل لن تكون هناك عودة للاتفاق”.
وردًا على سؤال حول ما إذا كانت “إسرائيل” تؤثر على المفاوضات مع إيران، قال المسؤول الكبير: “لدينا رؤية واضحة من عشرات المحادثات مع الإدارة الأمريكية والعناصر في الكونجرس، الإدارة لن تقاتل أكثر من إسرائيل، عندما نوضح ما هو مهم بالنسبة لنا – يتم الاستماع إلينا، في الجولة الحالية بدأنا في حوار مع البيت الأبيض، تحدث مستشار الأمن القومي إيال حولتا مع البيت الأبيض يوميًا خلال الأسبوعين الماضيين، بالإضافة إلى زيارة وزير الجيش ورئيس الموساد لواشنطن، الأمر برمته متماسك ويهدف إلى توضيح موقف إسرائيل وما هي الخطوط الحمراء بالنسبة لها”.
وأشار إلى أن “الأمريكيين يخبروننا أن هذا الحوار مهم بالنسبة لهم أيضًا، كما أنهم تعلموا درسًا من الجولة السابقة ويسعدون أن الحكومة الحالية تعمل من خلال الحوار رغم أنه معقد. وهم يقدرون حقًا أن هذا يتم على هذا النحو وهذه هي النتيجة، وحتى الآن هذا مجدٍ، وهذا لا يضمن ما سيحدث فيما تبقى، لكن هذا نفع في محاولة إيران للضغط لإغلاق القضايا المفتوحة قبل عام، ونجح ذلك في موضوع الحرس الثوري وهو الآن ينفع. رئيس الوزراء واضح في هذا التوجيه وسنواصل هذه السياسة، نحن لسنا هادئين ولا نرتاح ولا نشعر أن هناك سببًا للاحتفال”.
وبشأن البديل المتمثل في عدم العودة للاتفاق، قال المسؤول الكبير: “نعتقد أن هناك اتفاقًا أفضل من هذه الاتفاقية، هذه الاتفاقية انتهت صلاحيتها ولها مزايا فقط على المدى القصير، أما على المدى المتوسط فإن الأموال سوف تحصل عليها إيران وقدرتها على تحويل الأموال لتسليح المنظمات التي تعمل لصالحها، والشرعية التي ستحصل عليها من أجل البرنامج النووي مشكلة كبيرة، ونحن نبذل قصارى جهدنا لدفع صديقتنا للوصول إلى اتفاق جديد، وللعمل بشكل صحيح فإن التهديد العسكري الموثوق لإيران مطلوب لمنعها من أن تصبح دولة نووية أو تسيطر في المنطقة، ومن أجل دفعها للدخول في مفاوضات، لقد حدث هذا في الماضي ونعتقد أنه يمكن أن يحدث مرة أخرى”.
ورحبوا في “إسرائيل” بإعلان دول E3 – بريطانيا العظمى وألمانيا وفرنسا – التي قالت أمس: “إنه من المشكوك فيه للغاية ما إذا كانت إيران تريد العودة إلى الاتفاق”، وحول ذلك قال المسؤول الكبير: “هذا التصريح مهم وحاد واستمرار لتصريحات الوكالة الدولية للطاقة الذرية في حزيران (يونيو)”، كما قال المسؤول السياسي الكبير إنه لا يتوقع عودة الملف الإيراني إلى مجلس الأمن في المستقبل القريب رغم أنه مطروح على الطاولة، هناك نقاش في الوكالة الدولية للطاقة الذرية في الأيام المقبلة وبيان مجموعة E3 جيد ومهم، لكننا لا نتوقع أن يصل ذلك إلى مجلس الأمن في الوقت قريب، طالما أن الغرب ينظر إلى العودة إلى الاتفاقية النووية على أنها حدث ذو صلة، الحوار مع الأمريكيين عميق وحميم وجيد، لكننا لا نتفق على كل شيء، إن التمسك بالعودة إلى هذا الاتفاق خطأ، في النهاية لن يكون هناك خيار لأنهم طالما فشلوا في العودة إلى الاتفاق وإيران لا تتنازل عما تصر عليه والوكالة الدولية للطاقة الذرية لا تغلق القضايا، فلن تكون هناك عودة للاتفاق، ويمكن أن يستمر ذلك على هذا المنوال طالما لا يوجد تغير في سياسة أحد الطرفين.
وبشأن احتمال توجه إيران بقوة نحو القنبلة، قال المسؤول الكبير: “إن تقييم مسؤولي المخابرات في إسرائيل والغرب هو أنه ليس من المحتمل أن تتوجه إيران للنووي في غضون أسابيع، فمن الواضح لإيران أنها حالما تحركت ستصل إلى مجلس الأمن ولن تخرج من هناك”.
وفيما يتعلق بزيارة برلين، قال المسؤول الكبير: “كانت زيارة متبادلة لزيارة المستشار شولتز لإسرائيل في مارس، كان شولتز فخورًا جدًا بأنها كانت أول زيارة له خارج أوروبا، كانت هناك زيارة سريعة إلى برلين من قبل رئيس الوزراء السابق نفتالي بينيت بعد زيارته لموسكو خلال فترة الوساطة”.
Facebook Comments