مدينة القدس

تقع القدس في قلب فلسطين، على هضبةٍ غير مستويةٍ يتراوح ارتفاعها ما بين 2130 و 2469 قدماً، عند دائرة العرض31.52 وخط الطول35.13، وتبعد 55 كم عن غرب البحر الأبيض المتوسط، بينما تبعد عن شرق البحر الميت 22 كم، و26 ميلاً عن نهر الأردن، وترتفع عن سطح البحر 1150م.
تمتاز القدس بأهمية خاصة في قلوب المسلمين، فهي القبلة الأولى التي كانوا يصلّون باتجاهها، ثم أمر الله تعالى بتحويل القبلة إلى الكعبة المشرَّفةِ، كما أنها ثالث الحرمين الشريفين بعد المدينة المنورة ومكة المكرمة، وللصلاة في المسجد الأقصى الموجود فيها أجرٌ مضاعفٌ يفوق أجر الصلاة في أي مسجدٍ آخر عدا المسجد الحرام والمسجد النبوي، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ” لا تُشَدُّ الرِّحَالُ إِلا إِلَى ثَلاثَةِ مَسَاجِدَ : الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ، وَمَسْجِدِي هَذَا، وَالْمَسْجِدِ الأَقْصَى. ” كما عُرج بالنبي صلى الله عليه وسلّم من المسجد الأقصى إلى السماوات العلا بعد أن صلى جماعةً بالرسل والأنبياء في حادثة الإسراء والمعراج، قال تعالى في سورة الإسراء ” سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا ۚ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ”. لذلك فإن ارتباط المسلمين بالقدس ليس أمراً متعلِّقاً بأمورٍ عابرة، وإنما هو تعلّقٌ عقائدي يُستمد من الدين والرسالة السماوية.
وحظيت مدينة القدس تاريخياً بأسماء عديدة، ارتبطت غالباً بالحقبة التاريخية لتلك التسمية، فقد عرفت قديماً بـ”يبوس”، نسبة إلى اليبوسيين بناة القدس الأولين.

Facebook Comments

زر الذهاب إلى الأعلى