ترجمة الهدهد
“إسرائيل ديفنس”/ عامي روحكاس دومبا
إن المناقشات حول العودة إلى الاتفاق النووي مع إيران في ذروتها، وبحسب تصريحات الطرفين فهناك معيقات وقد يتم العودة إلى اتفاقية مماثلة لاتفاقية 2015 أو التراجع عن جميع الاتفاقيات وحينها ستكون جميع البدائل الأخرى مطروحة على الطاولة.
وبشكل عام هناك ثلاث عقوبات إضافية على إيران حال عدم الوصول إلى اتفاق بما في ذلك عقوبات ثانوية، وربما يتطور الأمر إلى الحرب.
هناك افتراض بأن تصريحات “الجيش الإسرائيلي” صحيحة، و”إسرائيل” مستعدة للهجوم على إيران، وسيؤدي الهجوم إلى تدمير البنية التحتية النووية الإيرانية، وسينجح في تأخير البرنامج النووي العسكري الإيراني لبضع سنوات على الأقل.
لذا يجب تلبية هذه الافتراضات وإلا فمن المتوقع أن تكون تكلفة الحرب أكبر من الربح المتوقع منها، ومن المتوقع أن يفتح مثل هذا الهجوم جبهة ضد إيران وحزب الله وحماس وما تبقى من الجهاد الإسلامي بعد عملية “بزوغ الفجر”.
إذا افترضنا أن هذه الآراء صحيحة وأن “إسرائيل” تريد الهجوم، فالظروف هذه الأيام ممتازة، فالصين مشغولة بتايوان ضد الولايات المتحدة، وروسيا مشغولة بأوكرانيا وحلف شمال الأطلسي (الولايات المتحدة) بشكل غير مباشر.
على الصعيد الاقتصادي يمر العالم بفترة من التباطؤ الاقتصادي مع تفشي التضخم، من جانبها خفضت “إسرائيل” ديونها بفائض تحصيل الضرائب والوضع المالي يستوعب الحرب مع إيران بسهولة أكبر، ومن الناحية الطبية لا يزال العالم يتعامل مع فيروس كورونا.
من الناحية السياسية تنظر دول الخليج ومصر والأردن إلى “إسرائيل” كشريك ضد إيران.
على الصعيد الإقليمي فإن السلام مع مصر والأردن مستقر رغم كل شيء، وبالتالي لا يتوقع أن تنفتح هاتان الجبهتان، فتركيا مشغولة في شمال سوريا والعراق ضد الأكراد، وفي إفريقيا، الجزائر مشغولة بالمغرب في الصحراء.
وتنشر الولايات المتحدة حالياً قواتها في الشرق الأوسط كجزء من عملية العزم الصلب (Operation Inherent Resolve)، لذلك فهناك دعم فوري إذا لزم الأمر.
لا تزال سوريا متورطة في حرب أهلية والجيش النظامي السوري يحاول حماية رئيسه وهو أقل استعداداً للقتال أمام “الجيش الإسرائيلي”، والعراق أيضاً يخوض حرباً أهلية وجيشه لا يهدد “إسرائيل”.
عندما تكون القوى العظمى مشغولة، ولكل منها مشاكلها الخاصة، ويتعامل العالم بالفعل مع مشاكل اقتصادية وطبية، فإن “ضجيج” الهجوم على إيران في الساحة الدولية سيُبتلع في ضجيج الصراعات الخلفية للقوى العظمى الأخرى.
صحيح أنه ستكون هناك عواقب بالنسبة للولايات المتحدة التي لا تريد حرباً مع إيران وقد تنجر إليها، لكن هذا المتغير ثابت على أي حال.
ومع ذلك فإن المواجهة مع الولايات المتحدة سياسية، وتدمير محاولتها من قبل “إسرائيل” للتوصل إلى اتفاقية جديدة، يكون أفضل عندما تكون الولايات المتحدة مشغولة بتايوان وأوكرانيا والانتخابات النصفية.
سوف يرغب بايدن بإرضاء الجمهوريين الذين يريدون منه أن يقف إلى جانب “إسرائيل” وإلى جانب ناخبيه الديمقراطيين الذين يحبون “إسرائيل” وسيتعين عليه المساعدة في مواجهة رد الفعل الإيراني العنيف من أجل كسب الأصوات في انتخابات التجديد النصفي.
ومن المشكوك فيه أن نرى طوابير من المدرعات الإيرانية تتسابق عبر العراق إلى حدود “إسرائيل” وتحلق فوقها “القوات الجوية الإسرائيلية” والأمريكية.
في حين يرى الإيرانيون أيضاً ما سيحدث لصفوف الدبابات المكشوفة في أوكرانيا، وبدون قوات جوية مثل “إسرائيل” والولايات المتحدة.
وأيضاً كما هو الحال مع حاجتها للصواريخ، تحتاج إيران إلى جيشها، أو جزء منه، للحفاظ على النظام في الداخل.
تمتلك إيران بشكل رئيسي صواريخ ومنظمات حليفة لها، ويمكن أن يتسبب ذلك في الكثير من الأضرار “لإسرائيل”، بما في ذلك القتلى والجرحى، فالضرر الذي يلحق بالممتلكات والأرواح في “إسرائيل” متغير دائم، وبالتالي لا يتأثر بتوقيت الهجوم، أيضاً في هذا الجانب من الأفضل مهاجمة إيران قبل أن تصنع قنابل نووية وتقوم بتركيبها على صواريخ.
“في الساحة السياسية الإسرائيلية”، فالذهاب إلى حرب مثل هذه خلال حكومة انتقالية، والتي غيرت من توجهاتها أفضل بكثير، صحيح أن الحرب مع إيران ستؤخر الانتخابات المقررة في نوفمبر، وستجبر “الجيش الإسرائيلي” على التعامل مع حزب الله في لبنان وحماس في غزة، وبعد عدة أسابيع من القتال، ستنفد الصواريخ من إيران، والتي ومن الضروري أيضاً الاحتفاظ بجزء من مخزونها الصاروخي من أجل الحفاظ على القيادة في طهران.
يمكن لمثل هذه الحرب أن توفر للبيد وغانتس وساعر مساحة أكبر للتنفس السياسي، في النهاية فإما “إسرائيل” باقية أو حزب الله وإيران وحماس باقية.
صحيح أنها حرب دراماتيكية بعض الشيء -لكنك فهمت الفكرة- إذا كان يعتقد أن الحرب مع إيران حتمية، فلا يمكن للحكومة الحالية أن تخسر سياسياً.
إذا خسرنا الحرب سيقولون إنه كان من الأفضل التحكم في توقيتها، إذا فزنا، ستكون الانتخابات القادمة صعبة على نتنياهو.
في الختام إذا كانت التصريحات حول نشر “الجيش الإسرائيلي” صحيحة، وأنه مستعد للهجوم في إيران، فإن الظروف الكلية التي تجمعت الآن توفر فرصة جيدة للهجوم.
Facebook Comments