عملية القدس أفشلت تحييد الربط بين الساحات
الهدهد/ “إسرائيل اليوم”
احتفلت “إسرائيل” مطلع الأسبوع الماضي بانتهاء “العملية في غزة” أو ما سمته إنجازا قاد إلى “تحييد الربط بين الساحات” لكن الاحتفالات يبدو أنها كانت سابقة لأوانها.
وادعت أنها سجلت إنجازا عملياتيا واستخباراتيا هائلا مع القضاء على القيادة الميدانية لحركة الجهاد الإسلامي في قطاع غزة.
استمرت هذه الحالة حتى بعد العملية وامتدت إلى شمال الضفة الغربية مع اقتحام قوات الأمن حي القصبة في نابلس، واغتيال إبراهيم النابلسي في أعقاب تبادل لإطلاق النار استمر عدة ساعات.
حاولت “إسرائيل” إيصال رسالة مفادها أنها تتصرف في كل زمان ومكان، وتتحرك وأنها هي من تقود وتحدد مجرى الأمور، وفوق كل شيء لا تسمح للمنظمات الفلسطينية أن تهددها.
بعد أسبوع من وهم النصر، يذكّر الميدان جميع الأطراف بأن الواقع الذي كان قائماً قبل العملية في غزة لم يتغير جذرياً، على الأقل ليس الآن. حماس والجهاد الإسلامي لا تتنازلان عن الربط بين الساحات، غزة – القدس – الضفة الغربية، حيث كانت القدس ولا تزال العنوان و حلقة الوصل الرئيسية بين مناطق المواجهة وكذلك بين مختلف المنظمات.
الشاب الذي نفذ عملية إطلاق النار في منطقة حائط البراق في القدس هو فلسطيني من سكان شرقي المدينة. ولم يتضح في هذه المرحلة ما الذي دفعه إلى العمل وماذا كانت دوافعه. هذه المعلومات أكثر أهمية “لإسرائيل”، وأقل بالنسبة لحماس والجهاد الإسلامي.
عززت عملية القدس نظرية أو مبدأ أن المقاومة عابرة للساحات، وأن المعادلة التي نشأت في “حارس الأسوار” (معركة سيف القدس) والتي تهدف إلى خلق رابط بين مناطق مختلفة داخل فلسطين في النضال ضد “إسرائيل” لم تنتهِ بعد.
حتى لو لم تكن حماس وراء عملية إطلاق النار مباشرة، وحتى إذا اتضح أن المنفذ عمل بدوافع أخرى فقد يتم تنفيذ عمليات من هذا النوع بوحي من تحريض حماس وشركائها.
لا شك أن العمليات في القدس تساعد حماس على تأجيج المشاعر ومواصلة التحريض على الهجمات خارج قطاع غزة، وهو بالضبط الوقود الذي تحتاجه لبدء آليتها الدعائية في محاولة لتسخين الضفة الغربية والقدس.
مع تواصل حالة النضال والمقاومة تزداد فرص نزع الشرعية عن السلطة الفلسطينية خاصة مع الاعتداءات اليومية ل”قوات الأمن الإسرائيلية” في الضفة الغربية، وموقف أجهزة السلطة الفلسطينية السلبي، ما يعزز فكرة أبو مازن كزعيم يتعاون مع العدو ويقمع المقاومة الفلسطينية.
حماس تراهن على معركة الوعي، وهذه واحدة من الأدوات المهمة التي تحاول التأثير من خلالها، والشبكات الاجتماعية هي الساحة الرئيسية لهذه المعركة.
وحتى لو ضعفت قدرة المنظمات الفلسطينية في غزة على الربط بين مناطق المواجهة فعليًا، فإنها تستمر في الترسيخ في الوعي بـ “وحدة الساحات”. وفي المعركة على الوعي – كما تظهر التجربة السابقة – عادة ما يكون لديهم تفوق وميزة نسبية.
Facebook Comments