“الجيش الإسرائيلي” البري يفقد قدرته على القتال

ترجمة الهدهد
“إسرائيل” اليوم/ اللواء يتسحاق باريك
منذ عام 2006، تبنى رؤساء الأركان الأربعة الذين خدموا منذ ذلك الحين مفهوم جيش صغير تقني عالي الجودة يتمتع بقدرات هجومية، نشأ هذا المفهوم من مفهوم انتهاء الحروب الكبرى: لدينا سلام مع مصر والأردن، ولم تكن سوريا (في عام 2006) ذات صلة، وأمام “إسرائيل” في ذلك الوقت وقف هناك “تنظيمين إرهابيين” صغيرين لم يشكلا تهديداً على “إسرائيل”.
ومنذ ذلك الحين تحولت “الميليشيات الإرهابية” في غزة ولبنان إلى “جيوش إرهابية” مزودة بنحو 150 ألف صاروخ وقذيفة صاروخية، ومع 16 ألف مقاتل مشاة مجهزين بأفضل الأسلحة، بما في ذلك الصواريخ المضادة للدبابات، وعاد السوريون إلى المنطقة وهم يبنون جيشهم بمساعدة الروس، و”الميليشيات الشيعية” الموالية لإيران القادرة على إطلاق الصواريخ والقذائف الصاروخية على “إسرائيل” موجودة في سوريا والعراق واليمن، وفي الضفة الغربية اشتد “الإرهاب” إلى حد عشرات الآلاف من المسلحين، ومن المتوقع داخل “إسرائيل” نفسها حدوث أعمال شغب من قبل الآلاف من الفلسطينيين “المتطرفين” في الداخل الذين قد يحملون أسلحة في الحرب القادمة، كل هذا لم يؤثر على مفهوم رؤساء الأركان الذي له تأثير مدمر على أمن مواطني “إسرائيل”، واستمروا في تقليص حجم “الجيش الإسرائيلي”.
إذا لم يكن ذلك كافياً، فقد فقدت وحدات الاحتياط في الجيش البري الصغير بالفعل قدرتها على القتال بسبب نقص التدريب والفشل في استخدام أسلحة جديدة، عملياً في وضعها الحالي هي غير قادرة على شن هجوم داخل لبنان، وبدونها لا توجد إمكانية لتنفيذ مثل هذا الهجوم، وهو ما قد يؤدي أيضاً إلى اندلاع قتال إقليمي في خمس جبهات في آن واحد، الأمر الذي يتطلب من “الجيش الإسرائيلي” وضع وحدات برية للدفاع في تلك الجبهات، حيث أن حجم الجيش لا يسمح بذلك.
“الجيش الإسرائيلي” لديه نقطة ضعف كبيرة وقاتلة في الوحدات النظامية كذلك، وأفكار رئيس الأركان كوخافي لتأسيس قتال متعدد الأبعاد يجمع بين الجو والبر لم تكتسب زخماً، وهي تقتصر على عدد قليل من الوحدات، ومعظم الوحدات النظامية لم تطبق هذا المفهوم، وحتى القليل من الوحدات التي طبقتها تفقد قدرتها عندما يتغير القادة والجنود في الوحدات.
عدم الانضباط في الوحدات النظامية
تعاني الوحدات النظامية اليوم كذلك من عدم الانضباط وغياب الرقابة والمتابعة، والفشل في التحقق من التعليمات أو الأوامر، وعدم التعامل مع الانتقادات الصعبة، ونقص في استخلاص الدروس وتطبيقها والتحقيقات غير الموثوقة، واليوم الحديث يدور عن منظمة لا تتعلم ودون تواصل واستمرارية مع معايير متدنية وثقافة التقارير غير الموثوقة، وكل ذلك سيحول دون شن “الجيش الإسرائيلي” هجوم بري في لبنان.
ولم تطبق معظم الوحدات المدرعة في قوات الاحتياط نظام جيش بري رقمي الموجود في كل دبابة، والذي يسمح بالقيادة والسيطرة وإدارة الحرب ومهاجمة الأهداف في ساحة المعركة، وبدون معرفة تشغيل نظام جيش بري رقمي يشبه قدرة شخص بدون رأس على العمل.
ووفقاً لمفهوم كوخافي متعدد الأبعاد، فإن أي وحدة بحجم كتيبة بما في ذلك الكتائب المدرعة النظامية يجب أن تكون قادرة على تشغيل حوامات لجمع المعلومات الاستخبارية، وإطلاق نيران المدفعية على الأهداف وتشغيل الطائرات، إنها عملية معقدة ولا يوجد حالياً سوى عدد قليل من الوحدات القادرة عليها، ومعظم الكتائب المدرعة النظامية ليست ماهرة في هذا الأمر، رغم أن هذا حسب رأي رئيس الأركان شرط ضروري لدخول الهجوم، ويبدو الأمر في العروض رائعاً، ولكن الوضع في الميدان مختلف كثيراً.
Facebook Comments