مقالات

المرحلة قبل الأخيرة من تحول نظام الحكم في “إسرائيل”

الهدهد/ سعيد بشارات

يسود حالياً في ظل النظام السياسي الإسرائيلي الجديد (الملكي الإنتخابي) غير المستقر ، نوع من أنواع الإدارة الأمنية المخابراتية الداخلية العنيفة والقمعية، يساعد في ذلك، وجود أزمة كورونا، فقد استغل الملك الفاسد نتنياهو- يشبهه اليسار بالملك سليمان الملك الفاسد، آخر ملوك بني إسرائيل قبل انهيار المملكة قبل 2000 عام ، حيث اصبح الفساد ينخر مملكته والهته النساء والثراء ورعاية الفاسدين الموالين له _ حسب الراية التاريخية اليهودية- فقد استغل الملك هذه الازمة لفرض الاغلاق التام قبل الاعياد على الكيان، دون الرجوع للكنيست كما يقضي القانون، احتج على هذا الأسلوب بعض المؤسسات والوزارات، فقام الملك باتخاذ قرار بتبني الحل الوسط الليلة الماضية، فقرر تخفيف الإغلاق جزئياً ليُسكت اصحاب الجيوب المتأثرة، ويبقي المدارس مغلقة لكي يبقى الوضع ضمن الاغلاق الشعبي، ويدرس السماح بالصلاة وتقييده بعدد معين، كي لا يغضب الكهنة .

في هذا النوع من الإدارة تحولت مهمة الجهات الامنية والعسكرية الى مهمات كانت حكراً على القطاع المدني، فالموساد اوكلت له مهمة القيادم بدور كان حصراً لوزارة الصحة، وبأسلوب مدني، وهو سرقة و استجلاب معدات وادوية عن طريق مهمات سرية ليلية خاصة يوصلها الى الكيان دون ابداء الكيفية والجهة والطريقة التي احضرت بها هذه الأشياء المدنية.

ايضاً في ظل الإدارة الأمنية المخابراتية لمملكة نتنياهو، اوكلت الى الشاباك مهمة تتبع وملاحقة المعلومات حول كورونا – الهدف المعلن- والدخول الى اجهزة الخلوي لكل المستوطنين، جهات حقوقية تخشى ان يستغل الشاباك المعلومات لأغراض أخرى.

“أمان” والسييرت متكال ووحدة المهمات الخاصة، والوحدة 81 تقوم في غرف سرية للغاية، كما قال ناحوم برنيع الاعلامي في يديعوت احرونوت اليوم في تقرير كتب في يديعوت وقال انه يدخلها لأول مرة، تقوم بمهمات أخرى كانت مدنية قبل فترة، ويدعي ناحوم برنيع ان هذه الوحدات تجندت لإيجاد بدائل عن المستورد الغير متوفر وصناعته، كونها تملك الكادر والإمكانات.

ناحوم برنيع ينقل عن ضابط كبير في “أمان” حسب ما نشره اليوم في ملحق نهاية الأسبوع في يديعوت، يقول برنيع أن ضابطاً كبيراً في أمان ، اتصل بنظيره في دولة أخرى منكوبة بكورونا وسأله الضابط الإسرائيلي: ما هو دوركم في ازمة كورونا في بلادكم، أو هل تشاركون في الحد من انتشار الجائحة، أو هل اوكلت اليكم مهمة مدنية للمساعدة في كبح الوباء ؛ رد الضابط الاجنبي: لا، وكلا، فنحن لنا مهامنا المعروفة، وللقطاع المدني لديه ما يكفيه للتعامل مع الجائحة….
ناحوم برنيع اليساري اليميني المتقلب- كما اورلي أباكسيس- استجمع مما قاله الضابط الاسرائيلي، وما رد الضابط الاجنبي عليه به، فكتب أن إسرائيل هي الدولة المميزة والتي يتكاتف فيها الجميع للقيام بالمهمة، حتى لو الجيش وكل الوحدات الامنية.

برنيع نسي أنه قبل عام كتب تحت عنوان مملكة الموز وفي نفس الصحيفة ، ان نتنياهو بهذا الأسلوب يقود اسرائيل لتكون من الدول المتخلفة او كما وصفها “مملكة الموز”.
سواء الليلة او في الايام الأخيرة، وعلى خلفية الادارة الجديدة وفي ظل غياب القيادة العليا المنتخبة، حتى قادة الاجهزة كالشرطة، يسود اليوم فوضى في طريقة تعامل الشرطة مع المتدينين الحريديم، الذين اقتحمت الشرطة الليلة حيهم “ميئا شعاريم” واعتدت على المصلين اليهود فيه باسلوب لم يعهد في الكيان، وخاصة مع مثل هذه الفئة.

اعتداءات الشرطة على الحريديم لها خلفيتها، وهو عدم التزامهم بالارشادات التي عممتها الصحة، هذه الأحداث سواء من قبل الشرطة او من قبل الحريديم، والتي تعتبر نادرة واستثنائية قد تقود الى فوضى داخلية أكبر داخل الكيان، خاصة في حال التيه السياسي الذي قد يقود الى الانتخابات الرابعة .

Facebook Comments

زر الذهاب إلى الأعلى
error: المحتوى محمي