أخبارالشرق الأوسطترجمات

رسائل عديدة بين مُنتدى النقب واجتماع البحرين

ترجمة الهدهد
جيروزاليم بوست/ هيرب كينون

عندما استضاف وزير خارجية العدو “يائير لابيد” وزراء خارجية مصر والإمارات والمغرب والبحرين، إلى جانب وزير الخارجية الأمريكي “أنتوني بلينكين” في النقب مارس الماضي، بقمة اعتُبرت تاريخية من وجهة نظر العدو، كان الاجتماع نفسه بمثابة الرسالة.

كانت هذه هي المرة الأولى التي يأتي فيها القادة العرب إلى الكيان لعقد قمة، حيث تُعقد مثل هذه الاجتماعات في الغالب بشرم الشيخ في مصر، أو العقبة في الأردن، ولكن عقد القمة في “إسرائيل” – وفي منزل ديفيد بن غوريون أول رئيس وزراء “لإسرائيل” – كان ذا رمزية خاصة، حيث أظهر أنه بعد 74 عاماً، بدأ العالم العربي في قبول الدولة اليهودية.

تشعر الإمارات والبحرين والمغرب وحتى مصر بالتهديد، ولديها سبب وجيه للشعور بالتهديد من إيران ووكلائها، إنهم لا يشعرون بالتهديد من قبل “إسرائيل”، لقد بعثت مشاركتهم في ذلك الاجتماع الأول في سديه بوكير برسالة إلى كل من الإيرانيين والجماهير المحلية في كل من تلك الدول، مفادها أنهم سيتعاونون بشكل علني ومكثف مع “إسرائيل” حتى بدون حل للصراع الفلسطيني.

شرق أوسط جديد

بعد ثلاثة أشهر سيلتقي دبلوماسيون كبار من عدة دول عربية في البحرين يوم الإثنين القادم لحضور الاجتماع الأول للجنة التوجيهية لمنتدى النقب، وهو أول اجتماع لقمة النقب، وهذه المرة لم يكن الاجتماع نفسه هو الرسالة، بل إن نتائجه هي النقطة المهمة.

لم تكن قمة سديه بوكر حدثاً لمرة واحدة، تماماً كما لم يكن التوقيع على اتفاقيات أبراهام حدثاً لمرة واحدة، بل كان جزءاً من عملية الاستمرار في اكتساب القوة، فقد خُطط لاجتماع البحرين كما صرحت “يائيل لمبرت” النائب الأول لمساعد وزيرة الخارجية لشؤون الشرق الأدنى والتي مثلت الولايات المتحدة في الاجتماع، لوضع “الجسد على عظام” منتدى النقب.

ماذا يعني ذلك؟ إنه يعني وضع آليات لدفع التعاون الذي بدأ في” سديه بوكر” إلى الأمام، لتشكيل لجان العمل ووضع خطط للتعاون، إن مبادرات مثل هذه تذبل وتموت إذا لم يكن هناك متابعة ملموسة وحثيثة، فلا يكفي أن نقول فقط إن الطرفين يريدان التعاون في قضايا الأمن والمناخ والاقتصاد، ولكن يجب وضع آليات لضمان حدوث ذلك بالفعل.

كل هذا يتم بدون حل للصراع الفلسطيني

عبر البيان الختامي الذي صدر عقب المؤتمر بحسب وكالة فرانس برس، عن دعمه لتسوية تفاوضية “للصراع الفلسطيني الإسرائيلي”، وكان ذلك حدثاً متوقعاً.

ولكن بينما يتم تشكيل لجان عمل لزيادة التعاون في ستة مجالات، وهي: الأمن، والطاقة النظيفة، والصحة، والتعليم، والسياحة، والأمن الغذائي والمائي، لم يتم تشكيل مثل هذه اللجان للتعامل مع القضية الفلسطينية.

هذا يقودنا إلى شيء: “أن الدول العربية تدرك أنها إذا انتظرت حتى يتم التوصل إلى تسوية تفاوضية للصراع الفلسطيني الإسرائيلي قبل المضي قدماً مع إسرائيل، قد لا تتحرك مع إسرائيل لأجيال، وهم لا يريدون الانتظار كل هذا الوقت”.

عارض الفلسطينيون بشدة اتفاقيات إبراهيم، كما عارضوا منتدى النقب الأول، لقد مضى القادة العرب في خططهم على أي حال، وهم غير مستعدين لمنح الفلسطينيين حق النقض على ما يعتقدون أنه مهم لمصالحهم الوطنية، إن ما تُظهره اتفاقيات إبراهيم وقمة النقب ولقاء البحرين الآن هو أن هذه الدول تعتبر التعاون مع “إسرائيل” مهماً لمصالحها الوطنية.

لم يكن بإمكان منظمي اجتماع البحرين أن يعلموا أن منسق السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي “جوزيب بوريل” سيُعلن في طهران هذا الأسبوع عن استئناف المحادثات النووية بين القوى العالمية وإيران، والتي قالت وسائل الإعلام الإيرانية إنها ستعقد في قطر.

لكن الاجتماع في البحرين يبعث برسالة إلى أولئك الذين سيجتمعون في قطر مفادها أن هناك تصميماً جاداً بين بعض القوى القوية في الشرق الأوسط – بين الدول التي لم تتعاون علناً حتى وقت قريب – للوقوف بحزم ضد إيران.

وهذه ليست رسالة تافهة، فعندما كان رئيس الوزراء آنذاك بنيامين نتنياهو يقاتل الرئيس الأمريكي آنذاك باراك أوباما ضد الاتفاق النووي الإيراني في منتصف العقد الماضي، كان يفعل ذلك بمفرده، وإن كان الكثير من العالم العربي في الخلفية يتحرك بصمت من أجل نجاحه.

حالياً لم يعد الدعم العربي صامتاً، بل يعمل في العلن، وخلال اجتماعات رسمية معلنة يراها الجميع.

Facebook Comments

زر الذهاب إلى الأعلى
error: المحتوى محمي