في الانتخابات المُقبلة ستدخل المنظومة السياسية في دوامة
ترجمة الهدهد
“إسرائيل اليوم”/ ماتي توخفيلد
إن سيناريو شاؤول موفاز الذي دخل في اللحظة الأخيرة في مايو 2012 قبل دقائق من التصويت الحاسم على حل الكنيست ومنع الإطاحة بالحكومة لا يزال يحوم في الأجواء بأرجاء الكنيست، فالعديد من أعضاء الكنيست لن يعودوا أعضاء في الكنيست القادمة، وليس لديهم مصلحة في عدم محاولة تشكيل حكومة بديلة في الكنيست الحالي، وتبقى فرص ذلك قليلة – لكنها قائمة.
ولكن على افتراض أن الكنيست ستحل نهائياً الأسبوع المقبل، فمن المتوقع أن تدخل المنظومة السياسية في دوامة في الأشهر المقبلة، فعدد كبير من الأحزاب سيتغير شكلها وتخضع لعمليات داخلية وخارجية استعداداً لتشكيل قوائم جديدة للكنيست المقبل.
وفقاً لدستور الليكود في غضون شهر بعد حل الكنيست ستُجرى انتخابات تمهيدية لقيادة الحزب، يليها تشكيل قائمة للكنيست، في الوقت الحالي الشخص الوحيد الذي أعلن أنه سيتنافس أمام بنيامين نتنياهو هو يولي إدلشتاين، ولا يُتوقع أن يتغير تكوين قائمة الليكود للكنيست كثيراً، ويُتوقع أن الأغلبية المطلقة لأعضاء الكنيست الحاليين سيعودون إلى الكنيست المقبل على افتراض أن الليكود سيحافظ على المقاعد ال35-36 التي تمنح له استطلاعات الرأي.
وفي حال وافق مركز الليكود لنتنياهو على ضمان أو تحصين المقاعد الثلاثة التي وافق له عليها في المرة السابقة، من المتوقع أن يشغلها بشكل شبه مؤكد عيديت سيلمان وعميحاي شكلي إذا سمح وضعه القانوني بذلك.
إن الأحزاب الأخرى التي تحتاج إلى انتخابات تمهيدية هي حزب العمل وميرتس، بالإضافة إلى تحديد القوائم، ستُبذل محاولة لتوحيد الحزبين في قائمة واحدة من المرشحين، في هذه اللحظة الذي يدفع في هذا الاتجاه هو حزب ميرتس برئاسة نيتسان هوروبيتش، أما رئيسة حزب العمل “ميراف ميخائيلي” فهي لا تهتم كثيراً بهذا الأمر، وتشير التقديرات إلى أن الاستطلاعات التالية هي من ستحدد القرار النهائي في هذا الشأن.
إن الشخص الذي سيترأس معسكر اليسار هو يائير لابيد، ومن المتوقع أن يصل إلى منصب زعيم المعسكر عندما يتولى منصب رئيس الوزراء بالإنابة.
خلال الحملة الانتخابية من المتوقع أن يجتمع لابيد مع الرئيس الأمريكي جو بايدن وقادة آخرين قد يساعدونه في تثبيت وتعزيز مكانته.
السؤال الكبير هو ماذا سيفعل نفتالي بينت؟
الرسالة التي نقلها بينت أمس هي أنه سيترشح إلى الكنيست القادمة أيضاً، ولكن حتى بالنسبة له من المحتمل أن تكون الاستطلاعات هي التي ستقرر، في الأيام الأخيرة وقد بدأت بالفعل الاتصالات بين حزب يمينا وحزب أمل جديد لتوحيد الحزبين، ولكن لم يتم الاتفاق على أي شيء، وظهرت بعض الصعوبات في العملية، خاصة في ظل حقيقة عدم وجود ثقة خاصة أو تقارب بين قادة هاذين الحزبين.
من المحتمل أن يخوض حزب أزرق أبيض الانتخابات بمفرده هذه المرة أيضاً، وسيظل رئيس الحزب بيني غانتس وزيراً للجيش حتى خلال الحكومة الانتقالية.
أما منصور عباس فسيواجه خيار الاستمرار في العملية التي بدأ فيها، وخوض الانتخابات بشكل منفصل والرغبة في الانضمام إلى الائتلاف، أو الذهاب على المضمون وإعادة التوحد مرة أخرى مع القائمة المشتركة، ولكن الآن الاتجاه هو الاستمرار في التنافس بشكل منفصل.
أما أحزاب المتدينين “الحريديم فلديها الكثير من التحولات والدراما، والتي ليس من المؤكد أنها لن تؤدي في النهاية إلى القائمة المألوفة نفسها، لقد طلب “موشيه غافني” خفض نسبة الحسم حتى يتمكن من المنافسة بمفرده في إطار حزب “ديغل هتوراه” دون حزب “أغودات يسرائيل”، لكن الخطوة لن تنجح على الأرجح.
وسيعطي حل الكنيست إشارة إلى بدء معارك داخلية في أحزاب المتدينين الحريديم الأشكناز وصراعات قوية على السلطة، حيث سيطالب غافني باسم “ديغل هتوراه” بزيادة قوة الحزب الليتواني في القائمة الموحدة، مقابل الأنصار الذين سيعارضون ذلك.
سؤال آخر مفتوح هو حزب البيت اليهودي غير الممثل في الكنيست الحالية ولكنه قد يسعى للترشح مرة أخرى، كل ذلك على خلفية زيادة قوة حزب الصهيونية الدينية، وخاصة تعزز مكانة رئيس حزب “عوتسماه يهوديت” إيتامار بن غفير: لطالما أثار هذا غضب قادة أحزاب الحريديم الأشكناز الذين يرون تسرب للأصوات بين الأحزاب الحريدية المتدينة، وخاصة شاس، وعوتسماه يهوديت.
Facebook Comments