طائرة اليَسعور وتأثير كثرة حوادثها على المهام العسكرية

الهدهد/ جبريل جبريل
ذكرالمتحدث باسم جيش العدو مساء اليوم الاحد 5أبريل2020 عن هبوط مروحية “يسعور” اضطراياً في وسط أراضينا المحتلة عام 1948، وذلك بسبب خلل فني، ولم تقع أي إصابات.
يذكر أن سلاح الجو التابع للعدو قد استلم أول طائرة من هذا النوع في عام 1969، وهي من إنتاج شركة “سيكورسكي” الأمريكية، وقد شاركت هذه الطائرة في حرب الإستنزاف مع مصر وكذلك في حرب عام 1973، وحرب لبنان وشاركت في انقاذ وحدة السييرت متكال من شرق خانيونس، وأجرى عليها العدو عدة تعديلات خاصة في التحصين وسعة خزانات الوقود واضافة أجهزة متطورة أخرى، ويمتلك العدو منها الان حوالي 53 طائرة وهي في سرب 114 وسرب 118.
هذه الطائرة تعد من مروحيات النقل الثقيل حيث بإمكانها حمل قوة إبرار جوي مكونة من 55 جنديا بكامل عتادهم، لمسافة تزيد عن 1000 كم دون التزود بالوقود، وهذه خاصية أضافها العدو للطائرة حيث أصبح بإمكانها التزود بالوقود في الجو.
لقد تعرضت “اليسعور” للعديد من الحوادث وكان حوادث قاتلة؛ خلال عمليات عسكرية صاخبة وأخرى سرية أو خلال تدريبات أو هبوط عادي؛ مما جعل كثيراً من المراقبين والخبراء يطالبون جيش العدو بالتوقف عن استخدامها.
ومن أهم هذه الحوادث؛ حادث تحطم طائرة “اليسعور”عام 1971 أثناء عودتها من نشاط عملياتي في سيناء، حيث قتل جميع من كانوا على متن الطائرة وهم عشرة جنود.
وحادث الشمال في عام1997، حيث تحطمت مروحيتان من هذا النوع “يسعور”، وهما في طريقهما لتنفيذ عملية سرية في جنوب لبنان ما أدى إلى مقتل 73 جندياً من قوات النخبة. وفي عام 2010، تحطمت طائرة “يسعور” تابعة لجيش العدو أيضاً خلال مناورة مشتركة مع سلاح الجو الروماني؛ مما أسفر عن مقتل أربعة جنود كانوا على متنها.
أما أخطر الحوادث التي تعرضت لها الطائرة في الاشهر الاخيرة؛ كان في النقب بتاريخ 26 نوفمبر2019، حيث احترق محرك الطائرة وهي في الجو وكان على متنها قوة مكونة من 11 جندياً، من القوة الخاصة “شلداغ”.
كثرة الحوادث التي تعرضت لها طائرة “اليسعور” تجعل المؤسسة العسكرية والامنية لكيان العدو تفكر ملياً في الوثوق بهذه الطائرة خاصة في العمليات السرية وبعيدة المدى حيث لا مجال لإحتمالية الخطأ في مثل هذه العمليات، رغم أن جيش العدو استلم حديثاً كقطع غيار شُحنت من الولايات المتحدة الامريكية، لهذا النوع من الطائرات. وهذا على الرغم من أن وزارة “دفاع” العدو مازالت منذ عدة سنوات تبحث عن بديل لهذه الطائرات القديمة والتي يرجع انتاجها منذ الستينات.
إن طواقم الطيارين لهذا النوع من الطائرات وكذلك الجنود سيشعرون بعدم الثقة بتنفيذ مهام خاصة من خلال هذه الطائرة على الرغم أن لها باع طويل في تنفيذ المهام لكنها الآن أصبحت كثيرة الأعطال، ولِيَقوم الجندي بتنفيذ مهمته على أكمل وجه يجب أن يثق هذا الجندي بسلاحه أولاً.
إن تنفيذ عمليات خاصة وبعيدة المدى في مثل هذه الطائرة (يسعور) سيكون فيه نوع من الإرباك وهذا لا يعني أن العدو لن ينفذ أي مهام بهذه الطائرة لكن ستكون خياره الأخير حين الإضطرار.

Facebook Comments

زر الذهاب إلى الأعلى