أخبارالشرق الأوسط

تحليل: “إسرائيل” تعتمد على الأردن لتصدير الغاز إلى أوروبا

ترجمة الهدهد
إسرائيل دفينس/ عامي روحكس دومبا

عندما يتعلق الأمر بتصدير الغاز إلى أوروبا – فإن “إسرائيل” تعتمد على الأردن أيضا، وليس على مصر فحسب، وهذا الأمر ليس سرا، وتم نشره على نطاق واسع في الصحافة “الإسرائيلية” في السنوات الأخيرة، وتم ذكره أيضًا في المحضر رقم 23 لاجتماع اللجنة الخاصة لصندوق “المواطنين الإسرائيليين” بتاريخ 31 مايو 2022 في موضوع “مراجعة شركة “إنرجيان” عن التقدم في مشروع حقل الغاز “كاريش “.

فطريق تصدير الغاز إلى أوروبا اليوم يمر عبر مصر وحتى يصل إليها يحتاج إلى بنية تحتية؛ والبنى التحتية التي توصله إلى مصر محدودة وتحتاج إلى توسيعها. وهناك قسم من هذه البنى التحتية يمر عبر الأردن لكي يصل الغاز إلى مصر، ولذلك هذا هو المكان الأقصر مسافة الذي يمكن التصدير منه؛ أما المسافات الطويلة فهناك عدة خيارات لتطويرها، ولكن وقت نضجها أو جهوزيتها سيكون بطبيعة الحال أطول وأكثر تعقيدًا. أما في المراحل الأولى بالتأكيد الصادرات هي عن طريق مصر.

يربط خط الأنابيب الحالي حقول غاز “لفيتان” بالأردن، وهو بالتعاون مع شركة الطاقة الأردنية NEPCO. وتم توقيع اتفاقية توريد الغاز إلى الأردن في عام 2016، وتم تنفيذ أول توريد للغاز من “إسرائيل” إلى الأردن في كانون الثاني (يناير) 2020، وخط الأنابيب متصل من “إسرائيل” بالبنية التحتية لـــ ” أنبوب الغاز العربي” (AGP).

شركة “FAJR ” التي تشغل أنبوب الغاز العربي “AGP ” مملوكة لمجموعة من شركات الدولة المصرية. أصحاب المصلحة الرئيسيين في AGP هم الشركة المصرية القابضة للغاز الطبيعي (EGAS)، والشركة الهندسية لصناعات النفط (ENPPI)، وشركة المشاريع البترولية والاستشارات الفنية (PETROJET)، والشركة المصرية للغاز الطبيعي (GASCO) والشركة السورية للبترول (SPC). وأصحاب المصلحة الأقل من الشركات الأصغر هم الشركات التابعة والشركات التي تم تأسيسها في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وألمانيا وكندا وروسيا.

ويربط خط الأنابيب البالغ طوله 1200 كيلومتر مصر بالأردن وسوريا ولبنان. والجزء الذي يربط حقل “ليفيتان” في “إسرائيل” بالأردن بطول 65 كم، ويتصل بمحطة خط الأنابيب في المفرق في الأردن. ويتدفق الغاز إلى مصر وتحديدا دمياط حيث توجد فيها محطة لتسييل للغاز .

وفقًا للبيانات التي نشرتها شركة ديلك “الاسرائيلية” للتنقيب “Delek Drilling “، يتم إسالة الغاز “الإسرائيلي” القادم من حقل ليفيتان جزئيًا في منشأة التسييل “إدكو” عبر خط أنابيب مباشر إلى مصر ويتم نقل بعضه إلى الأردن (خطا أنابيب مختلفان ). ويتم تسييل الغاز من حقل تمار في منشأة دمياط حيث يوجد منشأتان لتسييل الغاز في مصر.

وهذا يعني أنه بالإضافة إلى ذريعة العمق الاستراتيجي كلما ظهرت توترات أمنية أو سياسية مع الأردن هناك أيضا ذريعة اقتصادية. إذا أرادت “إسرائيل” تصدير الغاز إلى أوروبا في أزمة الطاقة الحالية فإنها تعتمد على الأردن. وربما لهذا السبب نادراً ما يتطرق ممثلو الحكومة الرسميون إلى الجانب الأردني في الأحداث في القدس أو الضفة الغربية، على الرغم من الدعوات العامة لفحص طبيعة العلاقات بين الطرفين.

Facebook Comments

زر الذهاب إلى الأعلى
error: المحتوى محمي