عائلة خيري الدين تشكو من خداع “الجيش الإسرائيلي”واستغلاله لمأساتهم
شبكة الهدهد
اشتكت عائلة ضابط استخبارات العدو والذي قتل في عملية تسلل قوات خاصة شرق خان يونس في نوفمبر 2018 من استغلال وخداع الجيش لهم ولمأساتهم.
وفي لقاء مع صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية أعرب سليم خير الدين شقيق المقدم في الاستخبارات العسكرية لجيش العدو -محمود خير الدين الذي قتل في العملية التي تصدت فيها المقاومة في غزة لتسلل قوة خاصة من جيش العدو شرق خان يونس في نوفمبر 2018 – عن غضبه من تصرفات الجيش في التعاطي مع قضية مقتل أخيه واستغلالها لأهداف دعائية خاصة بدون الأخذ بالحسبان من المشاعر والألم الذي يعيشونه بعد مقتل شقيقه.
ومنذ اللحظة الأولى بعد مقتله في 11 نوفمبر عام 2018، أُبلغت أسرة الضابط القتيل أنه بسبب طبيعة منصب المقدم محمود خير الدين وظروف مقتله، سيبقى اسمه وصورته مجهولين.
وقال شقيق الضابط القتيل إن “الجيش الإسرائيلي “خدعنا واستغلنا بصورة لا لبس فيها”.
مضيفاً: “لو كنا عائلة يهودية من شمال تل أبيب، فلن يعاملونا هكذا، لقد كان سهلاً عليهم خداعنا واستغلالنا”.
وأضاف: “بأن الجيش يعلم أننا نواجه صعوبة في الضغط أو المطالبة بما نستحقه، هذا لأننا دروز، ولأنهم كانوا يعرفون أن عائلة ضابط على هذا المستوى لن تصطدم أو تتمرد أو تلحق الضرر، ولابد أنهم قالوا عنا سوف يتفهمون وسيتأقلمون”.
وقال شقيق الضابط القتيل: “ما فعله أخي وأصدقاؤه عندما واجهوا المسلحين لم يكن أقل من منع الحرب، لو لم يضحِ أخي بنفسه، لكان ضباط العمليات في الاستخبارات العسكرية أمان الذين يعرفون بعض الأسرار أسرى، وسيتعرضون للتعذيب الشديد هناك لانتزاع أكبر قدر ممكن من المعلومات التي بحوزتهم”.
مضيفا: “لا يبدو لي أن الدولة كانت ستصمت على مثل هذا الشيء، باختصار ستندلع الحرب”.
وبيّن بأنه وعلى مدار ثلاث سنوات ونصف، تعامل أفراد أسرة خير الدين بسرية، حتى جاءنا في بداية العام رئيس الاستخبارات العسكرية “أمان” وقال: “هناك نية لنشر اسم محمود، والمبرر الذي أخبرونا به بأنهم لا يمكنهم منع الصحفيين من نشر تفاصيل وإذا كان الأمر كذلك، فمن الأفضل القيام بذلك تحت السيطرة، ولكن طلبنا منهم تأجيل النشر حتى نوفمبر، أي في الذكرى السنوية لمقتل محمود”.
“وقالوا إنهم على استعداد للتأجيل، إلا أنهم فقط في غضون عشرة أيام إلى أسبوعين قاموا بالنشر وبدلاً من الانتظار إلى يوم الذكرى لا أعرف ما هو الأمر المُلح بالنسبة لهم”.
وعند السؤال لماذا كان من المهم بالنسبة لعائلة الضابط القتيل الانتظار كل هذه الفترة –حتى نوفمبر- لنشر التفاصيل؟
رد شقيق الضابط القتيل: “لأننا نعيش في القرية ولدينا مسؤولية تجاه الناس، أردنا أن نجهز أفراد عائلة خير الدين والذين يبلغ عددهم حوالي 200 شخص ولا يكفي أن تأتي إليّ وتقول: أنا أعلن، وقد بدا الأمر وكأنه إعلان، دعاية، والسعي وراء السبق الصحفي”.
“ومع أن الاتفاق كان نشر التفاصيل في يوم ذكرى مقتله في نوفمبر وهو يوم مشحون وحساس بالنسبة لنا إلا أن الجيش أخبرنا بأنه يوم الجمعة المقبل سيكون هناك إعلان من قبل المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي”.
وأضاف “لم أكن لألاحظ التاريخ 15 مايو، لو لم أشاهد في الأخبار أنهم تحدثوا عن محمود يوم النكبة بكل معانيها، متسائلاً لماذا لا يمنحون أخي شرفه في يوم ذكرى مقتلة يوم يتعاملون فيه معه فقط؟”.
هل سألت ذلك؟
فأجاب: “نعم، قالوا إنهم يعلمون أن ذلك يوافق يوم النكبة، لكن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي يصر بالفعل على ذلك التاريخ، وقد تم بالفعل إصدار تقرير للصحفيين للحضور إلى المؤتمر الصحفي في مقر الاستخبارات العسكرية أمان، وفي يوم نشر التفاصيل، سأل مقدم في إحدى القنوات الناطق باسم الجيش لماذا اليوم؟ فقال: هذا طلب من الأسرة.. وجلست أمام التلفزيون وانفجر”.
وعن ردة فعل والدي الضابط القتيل بعد ما قاله الناطق باسم الجيش؟
قال شقيق الضابط القتيل بأن والدي قالا بأن محمود أنقذ “البلاد” يوم مقتله، ولم تتردد “الدولة” في يوم الحاجة إليها في استخدام اسمه لأغراضها الخاصة.
وقال “المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي”: “بما أن هذا نشاط سري حساس، كان من الضروري طمس تفاصيل المقدم محمود لأسباب عملياتية، في الأشهر الأخيرة قامت شعبة الاستخبارات بعمل مكثف، وفي نهايتها تقرر عدم وجود عائق أمام نشر هويته، ومن لحظة اتخاذ القرار، بدأ التواصل مع الأسرة من أجل تنسيق التوقعات والنظر في طلباتها”.
Facebook Comments