وباء اليهود ليس الفايروس

الهدهد/ جبريل جبريل
إن المحن تكشف معادن الناس وكذلك الشعوب؛ فمنها يُظهر ما كان يدّخر في طَيّاته من قوة وإصرار وولاء لعقيدته، وتفانيه في التّضحية لأجل مُجتمعه، ومنها ما تَبينُ سَوْأته وتنزع عنه لباساً لَطالما أخفى ضَعْفهُ، ودَنُؤ شأنه وقُرب أجله.
“إن التاريخ في ظاهره لا يزيد عن الإخبار لكن في باطنه نظر وتحقيق”.
صحيح… فلو نظرنا بالتاريخ سنجد أنه لن تخلو حياة مجتمع من كارثة أو تحدٍ يوصل المجتمع الى حافة الهاوية فمن هذه المجتمعات ما كانت على قدر التحدي ومنها من سقط. وكما قال المتنبي :“لــولا المشــقةُ سـادَ النـاسُ كُـلَهم”.
قال العلامة ابن خلدون: “النَّاسُ في السَّكينةِ سَواء، فإن جَاءتِ المِحَنُ تَبايَنُوا”
فشتان بين الشعوب التي أسلمت أمرها للمغول وبين من قاومهم وهزمهم كما فعلت غزة والمماليك، على الرغم من قلة العتاد والإمكانيات، إلا أنهم عرفوا الواجب فكانوا حاضرين عنده، وهناك فرق أيضا بين الشعوب الأُوروبية التي سقطت بيد النازيين في الحرب العالمية الثانية، بدون أن تحارب وبين صمود الشعب البريطاني رغم القصف الألماني المشهود لكل مرافق ومؤسسات بريطانيا لأشهر متتالية لاجبارهم على التفاوض، حيث قال حينها تشيرشل: “إن الأمم التي تسقط وهي تقاتل تنهض مُجدداً، ولكن التي تستسلم بخُضوع تنتهي”. شتان بين مجتمع غزة المقاوم والمُحاصر وردة فعله بالتعامل مع فايروس كورونا، وبين مجمتع اليهود الذي مازال يتخبط بسبب الفايروس على الرغم من كل الإمكانيات المادية لديهم.
فالمجتمع الذي لا يرص صفوفه ولا يتعالى على خلافاته أثناء مداهمة العدو لحُصونه؛ إنه مجتمع يَهْدم حِصنه بيده لا بيد عدوه وهو قابل للسقوط أصلا، ومشهد سقوط القسطنطينية سيتكرر في كيان اليهود الذي يمثل الاستعمار الغربي، وهم لا يساوون حجراً مُتهالكاً في اسوارها آنذاك، وربما علينا من الآن فصاعداً أن نضرب المثل باليهود بدل كهنة القسطنطينية في الجدل والخلاف والعدو يُداهم حصونهم، فنقول: جدل يهودي، بل القول “جدل بيزنطي”.
ناهيك عن ثقافة “الأنا” التي تفشت في مجتمعهم خاصة بين “القيادات” على حساب مصلحة “الدولة” وهي وصفة السقوط في كل المجتمعات.
“دولة” بأكمها في خلاف على كل شيء…خلاف على الإنتخابات وخلافٌ على من المُنتصر فيها، وخلافٌ في طريقة إدارة الأزمات وعلى فايروس الكورونا وإدارة أزمته…طوارئ… لا طوارئ…ميزانية…لا ميزانية…من يحكم؟ قانون الدولة أم قانون الحاخامات؟ الذين يعتبرون أنفسهم يد السماء في هذا الكوكب!!.
لقد نزل بهم الوباء الأخلاقي والإجتماعي، وتفشى في كل مَواخير مؤسساتهم، وهذا الفايروس (الكورونا) ما هو إلا تسبيحٌ بالنسبة الى رذائلهم، وقد يُكتشف لقاح ضد هذا الوباء لكن لن يجدوا لقاحاً ضد أمراض مجتمعهم وكيانهم، فهم في أخر زمانهم وفي نكوص وتدهور؛ وهذا تحليل علمائهم وقراءة الواقع.
“إن الهرم إذا نزل بالدولة لا يرتفع”(ابن خلدون) إن كيانهم شاخ وخرف ورُدَّ الى أَرْذل العُمُر، كيف لا وفي مجتمعهم ملايين البشر تأتَمر بشعوذات حاخامات قد بلغوا من العمر ما ذهب به سمعهم وأبصارهم وعقولهم؟!. لن يجدوا علاجاً لتناقضات مجتمعهم وعنصرياتهم العفنة تجاه بعضهم؛ فهذا يهودي غربي، وهذا يهودي شرقي، وهذا يهودي أثيوبي و…إلخ، ولا لكيانات الحاخامات الذي يزاحمون كل مؤسسات الدولة في سلطاتها، وهم بذلك يَضربون قواعد الحُكم “الديموقراطي” في الفصل بين السلطات (السلطة التشريعية،القضائية،التنفيذية) التي صاغ نظريتها الفيلسوف الفرنسي مونتسكو وكأنه يتنبأ بسقوطهم حيث قال: “لكل دولة مساحةٌ لا يجب أن تتعداها”.
وكيف لهم أن يتعدوها؟! وسيوفنا مسنونة وخيولنا مسروجة ولسان حالنا يقول لا ترحلوا عن أرضنا بل ابقوا لكي نذبحكم.
Facebook Comments