تغيير في سياسة “سلاح الجو الإسرائيلي” بهدف الضغط على سوريا
ترجمة الهدهد
“إسرائيل اليوم”/ يواب ليمور
لم يكن الهدف الرئيسي للهجوم الذي شنته “القوات الجوية الإسرائيلية” ليلة الخميس هو إيران، بل كان سوريا من خلال مهاجمة مطار دمشق الدولي وإغلاقه لساعات طويلة، فقد سعت “إسرائيل” للضغط على بشار الأسد لاتخاذ موقف أكثر صرامةً وحزماً ضد استخدام إيران لسوريا وبنيتها التحتية، وتهريبها الأسلحة إلى حزب الله والقوى المختلفة في سوريا نفسها.
يمكن اعتبار هذا الهجوم أنه تغيير في “السياسة الإسرائيلية”، صحيح أنه تم مهاجمة البنية التحتية السورية في الماضي من خلال الهجمات الجوية، لكنه كان يحدث غالباً نتيجة القصف ولم يكن متعمداً.
البطاريات السورية المضادة للطائرات كانت تشكل خطراً على “الطائرات الإسرائيلية”، حيث كان يتم مهاجمتها، وعندما كانت تعمل إيران أو مبعوثوها من منشآت سورية كان يتم مهاجمتهم.
وفي الحالة الراهنة كان التلميح إلى سوريا مباشراً وواضحاً، ويعبر عن الإحباط لدى “الجانب الإسرائيلي”، فبالرغم من كل الجهود والمحاولات والهجمات، فما زالت إيران تواصل مشروعها.
قال رئيس الأركان “أفيف كوخافي”: “في الأسبوعين الماضيين نفذ الجيش الإسرائيلي عدداً من الهجمات في المنطقة، ويمكن الافتراض أن عدداً كبيراً منها كانت في الساحة الشمالية ضد النشاط الإيراني، من المؤكد أنها سلبت كثيراً من قدرات الإيرانيين، لكنها لم تغير قرارهم الاستراتيجي بإحاطة إسرائيل بحلقة من النار والأسلحة متطورة”.
يجب الاقتلاع من الأوتاد
في سنواتها السبع، حققت “المعركة بين الحروب” نجاحات كثيرة، وقد أدى الاختراق الاستخباري -والذي سمح بشن آلاف الهجمات- إلى إلحاق أضرار جسيمة فيما يتعلق بنيّة إيران إنشاء قواعد دائمة و”ميليشيات مسلحة” في سوريا، وقد عرقل بشكلٍ كبيرٍ إيصال الأسلحة لحزب الله، ولكنها فشلت في اجتثاث الإرادة الإيرانية.
لذلك فإن الجهد المطلوب الآن هو ممارسة ضغط إضافي عليهم، ليس ضغطاً “إسرائيلياً” بل ضغطاً سوريّاً، وذلك بدفع بشار الأسد لاستنتاج أن الثمن المباشر الذي سيدفعه لاستمرار النشاط الإيراني في بلاده سيكون أعلى من الثمن الذي سيدفعه في مواجهتهم.
ومن المشكوك فيه، فيما إذا كان الأسد يريد تقييد الإيرانيين، فلقد كان مديناً لهم بحياته بعد أن دافعوا عنه بإمكاناتهم وأموالهم في أصعب أيام “الحرب الأهلية السورية”.
حتى ولو أراد الأسد ذلك -وهناك في “إسرائيل” من يعتقد أنه سيفعل ذلك- فمن المشكوك فيه أنه يستطيع، فسوريا ضعيفة ومحطمة وفاسدة من الداخل، وإيران قد غرست فيها أوتاداً عميقةً.
وحيدة في المعركة
الروس، الذين كان بإمكانهم مساعدة الأسد في ذلك لا يظهرون أي اهتمام، فهم يخوضون حرباً في أوكرانيا، ولن يواجهوا الإيرانيين في موضوع هامشي بالنسبة لهم حالياً.
وهذا يترك “إسرائيل” وحدها في المعركة، ويلزمها بالعودة إلى طاولة الرسومات، والبحث عن طرق جديدة لتحسين وتطوير “المعركة التي بين الحروب”.
إن حقيقة عدم إعادة توقيع الاتفاق النووي، وعدم رفع العقوبات عن إيران يلعب لصالح “إسرائيل”، التي يمكنها التصرف بحرية نسبية في محاولة ردع إيران ووقف نشاطها الخطير.
Facebook Comments