ترجمة الهدهد
هآرتس
تسير “إسرائيل” وبوعي كامل نحو “حارس الأسوار2″، ولن يوقف أي شخص بالغ مسؤول الكارثة؛ لا على المستوى السياسي ولا على المستوى العملياتي.
فقد قرر وزير الأمن الداخلي عمار بارليف الأسبوع الماضي أن مسيرة الإعلام – الذي من المتوقع أن تقام في القدس (احتلال القدس الشرقية من قبل العدو في يونيو 1967) يوم الأحد، ستمر عبر باب العامود والحي الإسلامي هذا العام، ولن تمر مسيرة التفوق اليهودي القبيح عبر الحي الإسلامي فحسب، بل من المتوقع أن تقوم الشرطة خلال المسيرة بفرض قيود على السكان المسلمين الذين يعيشون في البلدة القديمة.
من أجل قيام مجموعة من القوميين المتطرفين بإثارة الشرق الأوسط في ساحة باب العامود، ستمنع الشرطة المسلمين من المرور، وهذه المجموعة من المهووسين باشتعال المنطقة تحت ما يسمى بالسيادة، كان على مفوض الشرطة “كوبي شبتاي” وقائد لواء القدس المشرف “دورون يديد” أن يوضحا للوزير المسؤول وللحكومة أن هذا استفزاز خطير ضد الفلسطينيين وفي أكثر الأوقات حساسية، وفي أكثر الأماكن توتراً في العالم.
لكنهم بدلاً من ذلك شركاء في الحماقة القومية للمستوى السياسي، وفي مؤتمر نقابة المحامين، الذي عقد أمس في إيلات، دافع شبتاي عن قرار إقامة المسيرة، وقال إن المسار سيعزز نظام الحكم.
وقال: “هذه هي نفس نظام الحكم التي دفعتنا إلى التوصية للمستوى السياسي بإقامة مسيرة الأعلام وفقاً للتقاليد القديمة”، مضيفاً أن “الشرطة الإسرائيلية ستسمح للجميع بحرية العبادة والتظاهر والتعبير”.
وكما كان متوقعاً سارع الشركاء الطبيعيون في هذا الدوامة المجنونة إلى الرد على إعلان “إسرائيل”: فقد حذر رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية من مغبة إقامة مسيرة العلام، ودعا “الشعب الفلسطيني إلى أقصى درجات التأهب لمنع العدوان في المسجد الأقصى”، وشدد على أن “المقاومة الفلسطينية” لن تسمح بالمسيرة.
وهناك اعتقاد بأن ممثل اليسار في حكومة التغيير جالس في وزارة الأمن الداخلي، ويبدو أن محاولة الوزراء اليساريين في الحكومة إثبات “انهم أكثر يمينية” يدفعهم إلى تملق الجمهور الذي لن ينتخبهم أبداً، وهذا الذي يفقدهم ما تبقى من شرفهم.
حتى رئيس الوزراء السابق بنيامين نتنياهو قرر في العام الماضي، وإن فات الأوان، بأن مسيرة الإعلام لن تمر عبر باب العامود.
هل هذا ما ينقصنا الآن في القدس حيث يحاول الفلسطينيون استعادة روعهم بعد الأحداث الصادمة في جنازة الصحفية شيرين أبو عاقلة؟
إذا كان بارليف لا يرى الكارثة التي يقود “إسرائيل” إليها، فمن المأمول أن يستيقظ رئيس الوزراء نفتالي بينيت ويأمره بالتراجع عن قراره الفاسد ووقف هذا الجنون، لصالح جميع مواطني “إسرائيل”.
Facebook Comments