أخبارترجمات

“نعلن أننا أسكتنا الانتفاضة رغم عشرات العمليات والتحريض اليومي”

ترجمة الهدهد
هآرتس/ “إسرائيل هارئيل”

يستعد الجيش للمستقبل، وهو يقوم هذه الأيام بتدريبات كبيرة ومتواصلة تحاكي الحرب على كل الجبهات، والتي قد تعرض سكان البلاد إلى الأذى والشر فالاستجابة المخطط لها على كل من هذه الجبهات فعالة، وتسعى جاهدة إلى اتخاذ قرار، وليس فقط للاحتواء.

على جبهة واحدة فقط، يستمر الإدراك الداخلي والشامل في القيادة، في المعركة القادمة أيضاً ستتعامل الشرطة بتعزيزات، هذه المرة من قبل احتياطي حرس الحدود، مع عمليات الإعدام العشوائي وإحراق الكنس وإحراق المنازل وإغلاق الطرق وحصار المطارات العسكرية.

كل هذا لن يجلب السلام “لإسرائيل”، لأنه من يخاف من مواجهة الوقائع على الأرض مباشرة ويقوم بإنكارها، لن يكون قادراً على ذلك أبداً.

فعشرات الحوادث تقع في الضفة الغربية كل يوم: إطلاق نار، وإلقاء زجاجات حارقة، ورشق حجارة، وحوادث طرق وسطو على مستوطنات، وإذا لم تقع إصابات في هذه الهجمات، وكأنها لم تقع ولم يتم نشرها في وسائل الإعلام الوطنية، المعاناة التي تحصل “هناك”، بعيداً عن “العين الإسرائيلية”، لا تهم “هنا”.

هذا التجاهل يتدفق أيضاً إلى الخط الأخضر، حتى في إسرائيل الصغيرة في النقب والجليل والمثلث والمدن المختلطة تتطور الانتفاضة، طالما أنها ليست قاتلة، فإنها تميل إلى أن تعامل كما لو كانت “هناك”.

الخطر الرئيسي (والتحذير من التالي) لا يكمن في العنف الجسدي “الناعم”، مثلما حدث في الحالة الأخيرة (هبة الكرامة)، ستقوم الشرطة والنظام القانوني بالاهتمام به، سواء أكان ذلك جيداً أم سيئاً، فالانتفاضة التي تركز على التحريض القومي وتسيطر على القلوب وتنتشر كالنار والتي ستلتهم كل ما هو أمامها وإذا كان الأمر كذلك، فهم يحاولون إطفاءها من خلال القمع وهي وسيلة للإنكار لان جوهر الإنكار هو الهروب من الحقيقة المرة.

قبل أسبوع، خرج مئات الفلسطينيين في شوارع اللد بفخر حاملين علمهم الوطني، العلم الفلسطيني، مطالبين بتخليص وطنهم بالروح والدم من المحتل الصهيوني، كانت “شرطة إسرائيل” غائبة، عندما لم يتعرض المتظاهرون هذه المرة إلى الكنس التي احترقت العام الماضي ولم يعيدوا إشعالها، كان هذا هو الحال أيضاً في جامعة تل أبيب.

وتظاهر عشرات الطلاب الفلسطينيين مع أعلامهم ونشيدهم مطالبين بإزالة نتائج النكبة (إزالة إسرائيل)، وجرت مظاهرات مماثلة في مدن فلسطينية أخرى في “إسرائيل”، ولكن الشرطة بأمر من الرؤساء، الذين يغمضون أعينهم عما سيحدث في الغد، والذين عادة ما يقفون في الاتجاه المعاكس ظلت صامته.

عندما يتم قبول المظاهرات القومية بهدوء والتي تطالب فيها بمحو نتائج حرب الاستقلال (آسف، النكبة)، أي وضع حد لوجود الدولة اليهودية، ستكون النتيجة واحدة: وهو زيادة الأحداث حتى تغطى كل البلاد وفي النهاية سنقف أمامها.

في الاحتجاجات التي وقعت العام الماضي، قُتل ثلاثة يهود وأصيب نحو 450 (بينهم حوالي 300 شرطي)، تضرر 23 مركز شرطة وعطلت 14 سيارة إطفاء، ووصفت الشرطة ووسائل الإعلام، القائمين على هذا الأمر على أنهم “عناصر إجرامية”، ومنذ ذلك الحين، قدم الادعاء 616 لائحة اتهام، وبحسب تحقيق أجراه يائير كراوس في مكور ريشون، فإن 95٪ من المتهمين في المنطقة الشمالية ليس لديهم سوابق جنائية.

وأعلن عضو مجلس عكا “بولس نحاس”: “إذا حدث هذا مرة أخرى، فسنخرج مرة أخرى إذا كانت هذه مسألة تهم الشعب الفلسطيني، فلا سيطرة عليها”.

Facebook Comments

زر الذهاب إلى الأعلى
error: المحتوى محمي