أخرى

والجبهات الأخرى

على خلفية الجمود في المفاوضات: جيش العدو يُحاكي الهجوم على إيران

ترجمة الهدهد

إسرائيل اليوم/ ليلاخ شوفال

على خلفية الجمود في محادثات العودة للاتفاق النووي بين إيران والقوى الكبرى، يعزز “الجيش الإسرائيلي” من الاستعدادات لمهاجمة إيران، كجزء من مناورة عربات النار الجارية الآن والتي تحاكي حرباً على جميع الجبهات، يتوقع أن يجري “الجيش الإسرائيلي” أيضاً مناورة هجوم واسع لسلاح الجو في إيران، وذلك بإجراء طلعات جوية تدريبية في الأسبوع الرابع من المناورة بين 29 مايو و2 يونيو.

لدى “الجيش الإسرائيلي” حالياً عدة خطط لمهاجمة إيران، لكن مسؤولين يقدرون أن الجيش يحتاج لسنة واحدة على الأقل لاستكمال الاستعدادات للخطط الأساسية، ووقت أطول لاستكمال الاستعدادات للخطة المثلى الشاملة.

وبحسب المعلومات التي في حوزة “إسرائيل”، فإن المشروع النووي الإيراني مستمر، وإن كان بوتيرة معتدلة نسبياً، وتقدر “إسرائيل” أن إيران قد تصل إلى المجال النووي في غضون أسابيع قليلة، حيث يوجد الآن لديها فعلياً مواد منخفضة التخصيب تكفي لقنبلتين نوويتين، وغيرها من المواد المخصبة بنسبة 60٪ لصنع قنبلة واحدة، وهذا ما أكده اليوم خطاب وزير “الجيش “بيني غانتس” في جامعة “رايخمان”.

في الوضع الدولي الحالي، “إسرائيل” هي البلد الوحيد الذي يعمل على منع إيران من امتلاك أسلحة نووية، أما بخصوص المفاوضات بين إيران والقوى العالمية التي تقودها الولايات المتحدة، يعتقدون في “الجيش الإسرائيلي” أن الأطراف في الحقيقة قد وصلت إلى طريق مسدودة، استناداً إلى المبادئ التي يصعب على أي طرف من الأطراف الانسحاب منها أو التخلي عنها، ومع ذلك فإن الرسائل التي تلقتها “إسرائيل” من الولايات المتحدة هي الرغبة الأمريكية في استكمال المفاوضات في هذه المرحلة.

ويتوقع “الجيش الإسرائيلي” فرض مزيد من العقوبات على إيران وتشديدها، أو على الأقل تطبيق العقوبات الحالية، والمزيد من النشاطات الهجومية من قبل الولايات المتحدة، وخلق الخيار العسكري الأمريكي الموثوق، الذي بطبيعة الحال سوف يعطي قوة ومصداقية للخيار العسكري الذي تعمل “إسرائيل” على إعداده وكما أشرنا سيجري التدرب عليه في غضون أسبوعين.

“الجيش الإسرائيلي” يحاكي القتال على كل الجبهات

الاستعدادات لمناورة عربات النار بدأها “الجيش الإسرائيلي” قبل نحو عام ونصف، حيث كان من المقرر القيام بها في مايو 2021، إلا أنه بعد فترة وجيزة من بداية المناورة اندلعت عملية “حارس الأسوار” ولذلك قرر الجيش إلغاءها، أيضاً هذه المرة ونظراً للوضع الأمني المعقد وموجة الهجمات في الشهرين الماضيين، نظر الجيش ودرس إذا ما كان سيقوم بالمناورة العسكرية أم سيؤجلها، لكنه قرر القيام بها ضمن التعديلات اللازمة بسبب الوضع العملياتي المتوتر.

هذه المناورة التي بدأت الأسبوع الماضي وتستمر لمدة شهر كامل، تحاكي الحرب على كل الساحات والجبهات، ووفقاً للسيناريو الوهمي ولكن غير المبالغ فيه، خلال هجوم على سوريا تقتل “إسرائيل” عدد من عناصر حزب الله، ونتيجة لذلك يرد حزب الله وتدخل “إسرائيل” معركة تستمر عدة أيام في الشمال، وتتدهور في نهاية المطاف إلى حرب، والتي أيضاً بالطبع ينضم إليها قطاع غزة والساحة الفلسطينية في الضفة الغربية، ويضاف إلى ذلك أيضاً تهديد وتحدي الأمن الداخلي، الذي ظهر كما نذكر في عملية “حارس الأسوار”، وبالطبع إيران ووكلاؤها في المنطقة ليسوا غائبين عن السيناريو.

تشمل المناورة مناورتين (للفرقة 162 والفرقة 98) لمحاكاة الدخول في عمق الأراضي اللبنانية، وكذلك ستجري تدريبات قوات النخبة في (لواء المظليين) في قبرص في الأسبوع الأخير من المناورة لتدريب القوات للعمل في منطقة غير مألوفة تحاكي لبنان.

في المناورة سيتم تجنيد عشرات الآلاف من جنود الاحتياط، وسوف يمثل أو يلعب دور القيادة السياسية ضباط من الاحتياط، حيث سيمثل دور رئيس الوزراء الجنرال –احتياط- “يعقوب عميدرور”، وقد زار “الكابينت” المناورة هذا الأسبوع، ويتوقع زيارة أخرى لاحقاً حيث سيواجهون فيها معضلة بحاجة إلى حسم.

وستجرى معظم التدريبات في المناورة في الشمال، بما في ذلك في وادي عارة وأم الفحم، وحتى هذا الوقت لا ينوي الجيش تغيير مخطط المناورة على الرغم من معارضة رؤساء السلطات المحلية العرب، وخلال هذه المناورة سوف تحصل الساحة الأمنية الداخلية على الاهتمام الخاص في ضوء الدروس المستفادة من عملية “حارس الأسوار”، وسيتم التدرب على مواجهة اضطرابات أخطر بضعفين من تلك التي حدثت قبل عام، لهذا الغرض سيقوم “الجيش الإسرائيلي” بتدريب الوحدات التي يتم تشكيلها للتعامل مع المشكلة وفتح الطرق حتى لا تتضرر حركة القوات داخل البلاد.

أوضح “الجيش الإسرائيلي” أنه في الحرب المقبلة لن يرسل قوات لفرض النظام في المدن المختلطة مثل اللد والرملة، لكن ستعمل القوات على فتح الطرق والمحاور التي ستخدم جهود الوصول إلى الجبهة.

المناورة تحاكي إطلاق آلاف القذائف والصواريخ على “إسرائيل”، و التحدي الذي سيواجه “الجيش الإسرائيلي” هو مهاجمة العدو المتخفي الذي يطلق النار ثم يختبئ، ويوضح الجيش أنه منذ إنشاء مديرية بنك الأهداف في هيئة الأركان زاد إنتاج الأهداف بنحو 400٪.

في لبنان هناك عدد غير قليل من الأهداف المحددة كأهداف نوعية، من بينها أهداف البنية التحتية مثل شبكة الكهرباء التي يمكن أن تكون هدفاً للهجوم في حالة الحرب مع حزب الله، في غزة لدي “الجيش الإسرائيلي” حالياً أهداف أكثر مما كان لديه قبل عام عشية عملية “حارس الأسوار”، ويبقى التحدي الكبير الذي يواجه الجيش هو “تحدي الصيد” -مهاجمة الأهداف في الوقت الحقيقي-، وهذا ما يريدون التقدم فيه وتعزيزه في الجيش.

كجزء من عملية “حارس الأسوار” يعملون في الجيش على إعداد ملفات الشرعية للأهداف الحساسة، وذلك لعدم تكرار حوادث مثل قصف برج الجلاء خلال عملية “حارس الأسوار”، والذي كان يضم عدد من مكاتب وكالات الأنباء، ما أضر بالشرعية الدولية “لإسرائيل”.

وفي الوقت نفسه تستمر حالة التأهب القصوى في عملية “كاسر الأمواج” نظرا لموجة العمليات التي اجتاحت “إسرائيل” في الأشهر الأخيرة، وعلى الرغم من الضرر الكبير الذي يلحق بتدريبات الجنود، يستعدون في الجيش لاحتمال الإبقاء على عدد كبير من القوات على طول خط التماس لفترة طويلة، ويواصل “الجيش الإسرائيلي” التمسك بالرواية القائلة بأن حماس والسنوار ليسوا وراء الهجمات، ويعتقدون أن الموجة غير موجهة من قبل التنظيمات المسلحة.

Facebook Comments

زر الذهاب إلى الأعلى
error: المحتوى محمي