أخبارترجمات

العالم ضدنا وهذه المرة بحق..

ترجمة الهدهد
يدعوت أحرنوت/ إيتامار ايخنر

تشكّل مشاهد ضرب رجال الشرطة بالهراوات المشاركين في جنازة الصحفية شيرين أبو عاقلة هجوماً دعائياً وسياسياً ضد “إسرائيل”، لقد وقعنا في الفخ الذي وضعه الفلسطينيون لنا مراراً وتكراراً.

في حالة وفاة أبو عاقلة، تمكنت “إسرائيل” من تقليل الضرر من خلال تعزيز الشك حول من قتلها بالفعل: المقاتلون الفلسطينيون أم “جنود الجيش الإسرائيلي”، ولم يكن هناك مجال للشك، “فضرب المشيعين” يعبر عن الغباء.

السفير الأمريكي في “إسرائيل”، “توم نيديس” طلب بأكثر من طريقة تكريم جنازة الصحفية بطريقة محترمة، فهي مواطنة أمريكي، وكانت الشرطة على اتصال بأسرة أبو عاقلة وتوصلت إلى اتفاق معها، والتي انتهكها الشبان الفلسطينيون، ثم هاجمتهم الشرطة بالهراوات.

الشرطة على حق: كان هناك رماة حجارة وزجاجات، ولكن كان هناك أيضاً صحفيون وطواقم إعلامية من جميع أنحاء العالم قاموا ببث الجنازة على الهواء مباشرة، وهذا بالضبط ما أراده الفلسطينيون – اقتحام الشرطة نعش أبو عاقلة والإعلام العالمي ليرى من هو المعتدي ومن الضحية.

وغرقت شبكات التواصل الاجتماعي خلال عطلة نهاية الأسبوع بالتنديد بـ”إسرائيل”: مثل وزير الخارجية الأمريكي “أنتوني بلينكين”، وسفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة “ليندا توماس جرينفيلد”، ووزير خارجية الاتحاد الأوروبي “جوزيف بوريل”، ومبعوث الأمم المتحدة إلى الشرق الأوسط “ثور وونسلاند”، ووزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي.

وبسبب ما حصل في الجنازة، حتى الرئيس الأمريكي جو بايدن تناول قضية وفاة أبو عاقلة لأول مرة وقال إنه “يجب التحقيق في الأحداث”، وجاءت الذروة في بيان صحفي لمجلس الأمن، مع إدانة شديدة لموتها ودعوة إلى تحقيق شفاف، مذهل، لكن مجلس الأمن نجح في إيجاد إجماع بين الولايات المتحدة وروسيا والصين.

إن رجال الشرطة الذين اعتدوا بالهراوات على حاملي نعش أبو عاقلة ضربوا بدورهم ما تبقى لنا من شرعية الدولية.

  • فمتى ستدرك “القيادة الإسرائيلية” أنه ليس عليهم أن يكونوا على صواب دائماً؟
  • لماذا لا تحصل على القليل من الذكاء؟

أوضح مسؤولون كبار في “تل أبيب” أن الجنازة كانت مسيحية وأن المسلمين يحاولون الاستيلاء عليها، وجادلوا بأن الشرطة لم تكن لتتدخل في أي حالة أخرى، لكن هذا هو بالضبط بيت القصيد: أبو عاقلة هي رمز فلسطيني، وكان من الواضح أن المسلمين سيأتون إلى جنازتها، كان واضحاً أنهم سيرفعون الأعلام الفلسطينية ويحاولون تحويل الحدث إلى مظاهرة وطنية، ما منطق خوض هذه المعركة وكأنها تهديد وجودي لدولة “إسرائيل”؟

ألم تكن الشرطة على استعداد لاستيعاب الحدث، بأن الفلسطينيين سيرفعون الأعلام الفلسطينية؟

إن الأضرار التي سببتها المواجهة مع الفلسطينيين غير سارة وفظيعة – والذين صورتهم وسائل الإعلام الأجنبية ورسائل التنديد الدولية على أنهم “مشيعون” – تبين أن الأضرار أشد بكثير.

أين كان وزير الأمن الداخلي بارليف؟ غير واضح، هل يجب على رئيس الوزراء بينت أو وزير الخارجية لابيد إدارة الحدث في الوقت الفعلي؟ ربما..

وقال “مسؤول إسرائيلي” كبير إنه سيكون هناك تحقيق رسمي، نعم يُعد التحقيق أمراً مهماً، ولكن كان من الممكن تجنب كل هذا مسبقاً، فقد قامت الجهات المسؤولة عن الإعلام في الحكومة بتجهيز الشرطة لهذا الحدث المتفجر، وتم تحذيرها من العواقب، لكن حتى ذلك لم يكن كافياً.

Facebook Comments

زر الذهاب إلى الأعلى
error: المحتوى محمي