أخبارترجماتشؤون فلسطينية

ليست مهتمة بالمواجهة

حماس تأخذ التهديدات ضد السنوار بجدية

ترجمة الهدهد
هآرتس / جاكي خوري

إن التهديدات المتبادلة التي صدرت من غزة و”إسرائيل” في الأسبوع الماضي لم تضع قطاع غزة في حالة تأهب أو في حالة طوارئ عشية عملية عسكرية، على الأقل على المستوى الميداني فإن التفسير هو أنه على الرغم من النبرة القتالية فلا مصلحة لكلا الجانبين في المواجهة.

وفي غزة يعتقدون بأن الأكثر اهتماماً بالتصعيد والذي قد يتخذ مثل هذه الخطوة هو رئيس الوزراء” نفتالي بينت” وذلك بسبب ضغوط اليمين، إذ إن أسباب ذلك لا تعتمد فقط على المشاعر الغريزية والأجواء، ولكن أيضاً على السلوك.

وبحسب مسؤول كبير في حماس تحدث لصحيفة “هآرتس”، كان هناك استقرار في قطاع غزة في الأشهر الأخيرة، واعترف بأن سفر العمال إلى “إسرائيل” للعمل يساهم أيضاً في الهدوء وأن الوضع الإنساني قد تحسن، هذا بالإضافة إلى جهود المصريين والقطريين لوقف كل تصعيد، وخاصة إطلاق الصواريخ.

وبحسب المسؤول نفسه، فإن كلام زعيم حماس يحيى السنوار، الذي قال حتى قبل الهجوم على إلعاد، إن حملة الدفاع عن المسجد الأقصى ستبدأ بعد شهر رمضان، تستهدف بشكل أساسي الضفة الغربية وفلسطينيي 1948.

وبحسب المسؤول نفسه، فإن هذا البيان يهدف إلى التعبير عن الدعم، ولكن ليس لإعداد البنية التحتية وتفعيل الخلايا النائمة.

وأضاف المسؤول أن حماس والفصائل الأخرى في قطاع غزة لديها القدرة على استخدام وسائل مألوفة مثل البالونات الحارقة أو المسيرات بالقرب من السياج الحدودي، لكن هذه الإجراءات لم يتم تنفيذها، كما اعتُبرت الصواريخ التي تم إطلاقها خلال شهر رمضان حوادث متفرقة، وعملت حماس بالفعل على منعها، بل إن كبار أعضاء التنظيم والفصائل الأخرى عارضوا أي محاولة لإطلاق النار دون تنسيق مع المستويات العسكرية والسياسية العليا ضمن غرفة العمليات المشتركة للفصائل في قطاع غزة.

وفي غزة يُعطى وزن لطبيعة “الرد الإسرائيلي” الأخير الذي تم قياسه عبر مهاجمة مواقع عسكرية فقط، وقد ردت حماس على الضربات الجوية من خلال زيادة استخدام الصواريخ المضادة للطائرات، كنوع من الرسالة بأن هذا السلاح هو في حوزة الذراع العسكرية للتنظيم.

وأوضح قيادي بارز في إحدى الفصائل في قطاع غزة، التقى شخصيات بارزة في حماس، في حديث مع صحيفة “هآرتس” أن الحركة لديها الأدوات والأسباب لشن حرب إذا أرادت ذلك، وبحسبه، وبناء على مجموعة من الاعتبارات، فإن التوجه هو عدم وجود مصلحة في تصعيد الوضع في المنطقة الجنوبية.

وأضاف أن حماس والفصائل الأخرى في قطاع غزة تتفهم أن الوضع في الضفة والقدس مختلف تماماً، وقال المسؤول الكبير “الأردنيون والسلطة الفلسطينية لاعبان لهما نفوذ”، “حماس والجهاد الإسلامي يمكن أن تهددا الضفة الغربية والقدس، لكنهما ليسا وحدهما في اللعبة”.

وفي هذا الصدد يشيرون في حماس إلى كلام رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، حيث تحدث هنية الخميس الماضي، بينما كنا في “إسرائيل” نحتفل “بعيد الاستقلال” وفي نهاية اليوم الذي دخل فيه مئات اليهود إلى المسجد الأقصى، وقال: “إن ما جرى في المسجد الأقصى يؤكد أن المعركة ليست مرهونة بحدث، بل هي مفتوحة وممتدة زمانياً ومكانياً على أرض فلسطين، وأن لكل واقعة أدواتها ووسائلها التي نستخدمها لصد العدوان الإسرائيلي”.

من المتوقع أن تستمر حماس والفصائل الأخرى في تشجيع الهجمات في الضفة الغربية والترحيب بأي عمل حتى من دون الإعلان عن المسؤولية المباشرة.

على الرغم من أن الجناح العسكري لحركة حماس أعلن مسؤوليته عن الهجوم في أرييل قبل حوالي أسبوع، إلا أن نشطاء الحركة في الضفة الغربية فهموا أيضاً أن هذه لم تكن عملية مخطط لها مسبقاً على أساس بنية تحتية هرمية.

كما تحدثت صحيفة “الأيام” التابعة للسلطة الفلسطينية، عن مصدر رفيع معني بالاتصالات بين حماس ومصر وبحسب حماس، فإن ما يحدث في الضفة الغربية هو بالأساس أفعال فردية و “رد على الجرائم الإسرائيلية”.

وأكد تقرير في الصحيفة الفلسطينية أن المصريين نجحوا في الحصول على اتفاق لمنع إطلاق الصواريخ على “إسرائيل”، خاصة الخميس الماضي، وأن الاتصالات مستمرة حتى بعد الهجوم على إلعاد، كما تم التأكيد أن التوجه هو العودة إلى الهدوء الذي كان قبل رمضان.

لكن في غزة، تؤخذ التهديدات ضد السنوار ورؤساء التنظيمات على محمل الجد، انطلاقاً من تصور أن بينت قد يخضع لضغوط سياسية، لذلك أظهروا متحدثاً باسم الجناح العسكري لحركة حماس للتهديد، “بأن المساس بيحيى السنوار أو أيٍّ من قادة المقاومة هو إيذانٌ بزلزالٍ في المنطقة وبردٍّ غير مسبوق”.

لكن في غزة، تشير التقديرات إلى أن اغتيال السنوار يُنظر إليه في الوقت نفسه على أنه تهديد وليس كخطة عمل منظمة “لإسرائيل” عشية زيارة الرئيس جو بايدن إلى المنطقة وعندما تكون حكومة بينت في أزمة عميقة.

Facebook Comments

زر الذهاب إلى الأعلى
error: المحتوى محمي