أخبارترجماتشؤون فلسطينية

ثورة حماس في القدس تحقق ثمارها

ترجمة الهدهد
يديعوت أحرونوت/ اليؤور ليفي

يمكن أن يُعزى التصعيد في القدس الشرقية إلى التغيير الأخير الذي قام به صالح العاروري، نائب زعيم حماس، في قيادة الحركة في المدينة، حيث وضع العاروري، خالد صباح على رأس حركة حماس في القدس، وطالبه بالاستعداد لتطوير أنشطة حماس في الأقصى خلال شهر رمضان.

في السنوات الأخيرة، كُتب الكثير عن نشاطات نائب زعيم حماس صالح العاروري في توجيه العمليات النضالية، العاروري الذي يشغل أيضًا منصبا قياديا لحركة حماس في الضفة الغربية، هو الذي أقام “مقر الضفة الغربية” في قطاع غزة، والذي يتألف من سجناء من الوزن الثقيل، كانوا يعيشون بالضفة الغربية قبل سجنهم.

وكانوا ناشطين في الجناح العسكري لحركة حماس، وتم إطلاق سراح هؤلاء السجناء كجزء من صفقة شاليط وترحيلهم إلى قطاع غزة، وكجزء من “مقرات الضفة الغربية” قاموا بتأسيس خلايا عسكرية تابعة لحماس وتشغيلها في الضفة الغربية لتنفيذ هجمات ضد “إسرائيل.

لكن في السنوات الأخيرة، بالكاد تمكن النشاط العسكري لحركة حماس في القدس والضفة الغربية من الارتفاع الى السطح، وباستثناء عدد قليل من الخلايا التي تمكنت من تنفيذ عدة هجمات، تمكنت “أجهزة الأمن الإسرائيلية” من إحباط الغالبية العظمى من الخلايا واعتقال أفرادها قبل تنفيذ الهجمات.

ورأى العاروري أن حماس في القدس فشلت في الصعود في المدينة بما يرضيه، وأن تأثيره على ما يجري في مجمع المسجد الأقصى لم يكن كبيراً بما يكفي.

على مدى السنوات استثمر العاروري مبالغ طائلة في إنشاء هذه الخلايا النضالية، وهي مبالغ استنزفت بسبب الإخفاقات الكثيرة، أدى إحباط العاروري إلى اتخاذ قرار مهم في الأشهر الأخيرة لتحريك وهز النظام التنظيمي الداخلي لحماس.

وقرر العاروري إصلاحاً شاملاً يستبدل فيه زعيم حماس في القدس محمود أبو طير مطلع العام الحالي بشخصية جديدة وواعدة، والرجل الذي اختاره لهذا المنصب هو خالد صباح أحد كبار ناشطي حماس في القدس ويعيش شرقي المدينة.

وقد تم تعيين صباح وهو شخصية بارزة في الحركة، مديراً للمالية لحماس في القدس قبل ثلاث سنوات. في الواقع شغل صباح منصب “وزير مالية” حماس في شرق المدينة، كانت وظيفته تحويل الأموال من تركيا – حيث يعمل العاروري – إلى “إسرائيل”، بطرق مختلفة، ثم إدارة توزيع الميزانية على أقسام حماس ونشطائها في المدينة، كجزء من قصة التغطية الخاصة به، ترأس صباح جمعية خيرية للمحتاجين.

مباشرة بعد تعيين صباح قائداً لحركة حماس في القدس، وضع العاروري أهدافاً طموحة له، كان أهمها إنشاء بنية تحتية تنظيمية لحركة حماس تكون جاهزة للعمل في رمضان (بعد ثلاثة أشهر فقط من تعيينه)، وخاصة في منطقة المسجد الأقصى.

راقب العاروري من كثب واستثمر في حماس القدس لإنجاح الإصلاح، وفي الأشهر الأخيرة تم ضخ الأموال في المدينة لتعزيز نفوذ حماس فيها وفي المسجد الأقصى، وأوعز عبر التوجيهات المباشرة إلى المنطقة بتجنيد الأشخاص للمشروع.

ويبدو أن العاروري المعروف بتبنيه لوجهة نظر استراتيجية؛ كان قد استعد بالفعل لاحتمال أن يكون شهر رمضان مصحوبًا بتصعيد أمني، وبالتالي فهو بحاجة إلى شخص يمكنه القيام بالمهمة في وقت قصير.

ومن المتورطين أيضًا في تجنيد صباح هم زكريا نجيب، رجل صفقة شاليط الذي تم ترحيله إلى تركيا، ويعمل بشكل وثيق مع العاروري.

نجيب كان أحد خاطفي الجندي الراحل “نحشون فاكسمان”، وكان آخر من ساعد العاروري هو هارون ناصر الدين الذي أفرج عنه أيضا من صفقة شاليط والذي تم ترحيله إلى تركيا، والذي يشغل حالياً منصب مسؤول حقيبة القدس في حماس.

لكن قبل نحو شهرين، اعتقل جهاز الأمن العام والشرطة خالد صباح على خلفية نشاطه في حماس، وتجري محاكمته حاليًا.

رغم ذلك يبدو أن خطة العاروري واستثماراته قد حققت هدفهما، وهو يجني ثمار التصعيد الحالي الذي وصل أيضًا إلى شرقي القدس.

Facebook Comments

زر الذهاب إلى الأعلى
error: المحتوى محمي