في الكيان: هجوم من السلطة التنفيذية على القضائية بدعم من التشريعية

الهدهد/ سعيد بشارات
علامات العقد الثامن تتشابك هذه الأيام في دولة الإحتلال لترسم ملامح هي علامات تنبأ بها السالفون من اليهود واحفادهم اللاحقون، حول نهاية دولة اليهود قبل ان تعلن سيطرتها وسيادتها على ما تبقى من “أرض إسرائيل” المكتوبة عندهم في “التناخ”.
الصراع السياسي الإسرائيلي يدخل هذه الأيام منعطفاً آخر جديد، وخطير، ويبشر بأزمة قالت ايستر حيوت- رئيسة المحكمة العليا، انها “حفر تحت قواعد الديمقراطية”.
فلأول مرة يشن طرف سياسي إسرائيلي- اليمين- هجومه على السلطة القضائية وعلى رأسها المحكمة العليا، لا بل ويدعو الى رفض الإنصياع لقراراتها، وذلك بعد أن أصدرت المحكمة العليا قرارها بخصوص عقد الجلسة الكاملة للكنيست من أجل اختيار رئيس جديد له بدل ادليشتاين، والذي جاء فيه : “يجب على رئيس الكنيست أن يعقد الجلسة الكاملة للكنيست في أقرب وقت ممكن لانتخاب رئيس دائم للكنيست الثالثة والعشرين ، وفي موعد أقصاه يوم الأربعاء 25 مارس 2020.
قاضية المحكمة العليا هاجمت ادليشتان واعتبرت “إن الرفض المستمر للسماح بالتصويت في الكنيست لانتخاب رئيس دائم له يقوض أسس العملية الديمقراطية، ويضر بمكانة الكنيست كسلطة مستقلة وعملية انتقال الحكم “
اللافت للإنتباه هو أن الصراع أمتد ليشمل ادليشتاين- رأس السلطة التشريعية ورئيسها، فقد قال للمحكمة العليا أنه “لن أوافق على الإنذار بشأن تبديلي ، تدخل المحكمة غير ضروري.
مسؤولون قانونيون إسرائيليون قالوا حول دعوات عدم احترام قرار المحكمة العليا التي اطلقها وزراء بلوك اليمين وتصريح ادليشتاين: “هذه فوضى”
وقال موقع والا نيوز أن مسؤولو النظام القضائي صُدموا من تصريحات الوزراء اليمينين والتي مفادها أن دعوة المحكمة العليا لفتح الجلسة العامة لانتخاب رئيس الكنيست يجب تجاهلها. واضاف المسؤولون في النظام القضائي “هذه التصريحات جنونية – هذا وبال بالنسبة لبلد هم وزراؤها”.
معسكر اليسار بزعامة غانتس، والمستمر منذ 3 أيام بمظاهرات الرايات السوداء، رد على نتنياهو حول الهجوم من قبل وزرائه على المحكمة العليا فقال: “لماذا أنت صامت في وجه الهجوم المتواصل على المحكمة العليا من قبل وزراء في حكومتك؟”
“الجدل الدائر حالياً في الكنيست هو في الواقع حول قانون منع نتنياهو من تولي رئاسة الحكومة في المستقبل. الكتلة اليسارية بأكملها ، بما في ذلك إسرائيل بيتنا و المشتركة ، متحدون لتمرير مثل هذا القانون ، وبالتالي قد يمر في الكنيست”، وإن مرر فإن دولة الإحتلال ستدخل في فصل جديد ومعقد، لن تخرج منه ابداً.
حرب الردود استمرت بين المعسكرين، الليكود رد على جانتس فقال: رئيس الكنيست يأتي دائما من معسكر رئيس الوزراء. إذا أراد أزرق أبيض استبدال رئيس الكنيست ، ليشكل حكومة ويعين هبة يزبك رئيسة للكنيست.
اليوم عقدت الكنيست جلستها ، مع مقاطعة بلوك اليمين كله للجلسة وتم اقرار تشكيل اللجنة المنظمة في الكنيست، واتفق جانتس والمشتركة على ان تأخذ رئاسة لجنتين، واسرائيل بيتنا سيأخذ المالية بدل جافني من اليمين.
هذا التصرف الأخير يعتبر في عرف التوراة والتاريخ اليهودي وشرعة اليمين الجديد خيانة قد تنهي مملكة اللصوص، وقد أعيش أنا سعيد بشارات لأكتب عن إسرائيل مقالي والذي سيحمل عنوان “كان هناك كيان إسمه “إسرائيل”، واليوم اصبح حدثاً عابراً في التاريخ” .
Facebook Comments