كورونا يكشف هشاشة الكيان

الهدهد/ محمود مرداوي
كنا نعتقد أن الكيان محيط بكل العلوم مستعد لكل الطوارئ أكثر من غيره بفضل المناورات المتكررة والشاملة .
برع بالقتل وصناعة أدواته وجمع المعلومات وترجمتها لإنجازات معرفية في إطار معرفة الأشخاص وتوجهاتهم والدول ومقدراتهم والجيوش وطموحاتهم والعقول وخطورتها ، وكل هذه المكونات وما تشكل على هذا الكيان من خطر .

الكيان على مستوى الأحزاب غارق حتى أذنيه في مناكفة وصراع على التفاصيل، والكنيست على التشريعات وطريقة الاجتماعات ومواقيت الانتخابات وتوزيع اللجان، والحكومة انتقالية من فراغ إلى فراغ، ربما العرب في دركهم الأسفل يترفعون عن هذه الوضاعة، لكن المفاجئ أن مؤسسات الدولة المدنية التي تنفق أرقاماً فلكية من هول المستشرَف لمآلات وباء الكورونا وما يُنتظر من تأثيرات وتداعيات استعان بالمؤسسات الأمنية ” الجيش، والشاباك، والموساد”
وحدة السايبر في الشاباك تنبري في مراقبة ومتابعة الموضوعين في الحجر الصحي، والموساد تولى مهمة شراء النواقص ، والجيش تعهد بتدخل فور الطلب منه وحماية جنوده.

الشاباك حتى يطلع بالمهمة الملقاة على عاتقه والتي اعتُبرت غير قانونية من الأحزاب المعارضة باشر في اعتقالات واسعة في الضفة الغربية حتى يتفرغ لمتابعة ومواجهة المحجورين والمرضى، لكن المعطيات تشي بأن انتشار الفيروس خارجي من العائدين ولا زال التفشي منهم، مما يؤكد أن الشاباك فشل في المهمة، نظراً لتزايد الأعداد بشكل مطرد .

أما الموساد فقد اشترى معدات موجودة في الكيان لا تشكل إضافة لمواجهة الوباء بأي مرحلة من المراحل .

أما الجيش لم يُطلب منه بعد التدخل، لكنه اعتمد سياسة حجر القطيع ، حيث استدعى كل الجنود من الألوية المقاتلة والوحدات الخاصة وحبسهم في قواعدهم ومعسكراتهم لمواجهة أي تطورات في ظل التغيرات الجيواستراتيجية المتوقعة في المشهد العربي، ومع ذلك اكتشاف العدوى وحالات المرض في أواسط الجيش مستمرة .

حتى لا يُفهم أننا نذم عدواً يحتل أرضنا ويكسر عين عربنا ومسلمينا نقول أن العار الذي لحق بالأمتين العربية والإسلامية من الهزائم المتوالية على يد هذا الكيان عار لن يطهره إلا إزالة هذا الكيان…

Facebook Comments

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى