ماهية الإستراتيجية

الهدهد/ عمار
لا يكاد مقال أو تحليل يخلو من استخدام مصطلح استراتيجية، الأمر الذي شد الانتباه لهذا المصطلح الذي يحتوي على تصورات وآليات وخطط في شتى المجالات تساعد على تحقيق الرؤية والرسالة
حيث جرى حوار بين فقهاء الاستراتيجية حول ماهيتها، وكيفية تولدها.
البعض اعتبرها اسلوب عمل، واخرون رأوا فيها برنامج عمل(خطة)، وبعضهم اعتبرها نمط يغلب على سلسلة الاعمال، والبعض اختصرها في الحيلة، فيما اعتقد البعض انها الصورة المستقبلية.
لكن المعظم يجمع الاستراتيجية تشمل كل ذلك، والخلاف بسبب زاوية النظر بالنسبة للمتعاطي مع الاستراتيجي.
لم يقتصر الخلاف حول ماهية الاستراتيجية فقط بل حول طريقة بلورتها ايضا، حيث يرى البعض ان الاستراتيجية موجودة وانما يقوم القادة باكتشافها.
وهؤلاء هم انصار الواقعية، حيث يعتبرون انه لا يمكن القفز على الواقع، ولا يمكن ايجاد خيارات غير الخيارات المتاحة.
فيما رأى اخرون ان الاستراتيجية تصنع، ومن الخطأ التسليم للواقع، ويجب ان نحلم ونسعى لتحقيق حلمنا بمعزل عن الواقع، وهؤلاء يعتمدون على الحدس اكثر من الحس، والحلم اكثر من الواقع.
الطرف الثالث هو اكثر اتزانا، حيث يرى انه يجب ان نحلم شرط ان يكون حلمنا منطقيا، وذلك من خلال وضع الحلم اولا، ثم دراسة الواقع، ومن ثم اعادة صياغة الحلم وطريقة تحقيقة استنادا للواقع.
ربما يتسائل البعض مالفرق بين هذه والطريقة الاولى (الواقعية)، الفرق هو ان المدرسة الاولى تبدأ بدراسة الواقع والمتاح اولا، ما يمنعها من الحلم فهي تبدأ من سقف الوضع الحالي نزولا.
اما المدرسة المختلطة، فتضع الرؤية اولا، دون النظر للظروف الحالية، بحيث لا تقف عند حدود الواقع، وعندما تدرس الواقع، يكون على قاعدة كيف نجعله يخدم رؤيتنا.
فهناك فرق بين حلم في وضع مسقوف بالواقع، بالتالي يحرص على ملاءمة حلمه للواقع، بالتالي يحرص على تكييف الحلم مع الواقع.
وتفكير يسعى لملاءمة الواقع مع حلمه، فيركز على كيفية تغيير الواقع لخدمة الحلم.
في المقال القادم سنتحدث عن الفرص والتهديد والقوة والضعف، وبماذا نبدأ عند دراسة الواقع.
Facebook Comments