ليبرمان والقائمة العربية

الهدهد/ محمود مرداوي
بعد اجتماع جانتس وليبرمان على خلفية استجابة أزرق أبيض لمطالب ليبرمان وتصريح ليبرمان ببدء بذل الجهود المشتركة لتشكيل حكومة بين الطرفين يحضرنا عدة عقبات ومآلات لهذا التطور الدراماتيكي:

1- الاعتماد على القائمة العربية ، وهذا نسف لكل الوعودات الانتخابية وإطاحة تامة بالعقيدة السياسية الفاشية التي قام عليها حزب اسرائيل بيتنا بقيادة ليبرمان .
2- لو افترضنا أن هذه الفانتازيا تحققت بالاستجابة لمطالب القائمة العربية والتي تطيح بكل السياسة المعادية للعرب برعاية الأحزاب الصهيونية مجتمعة،الامر الذي يجعل الاستجابة لمطالب القائمة العربية صعب للغاية .
3- لو افترضنا أن هذا السيناريو له أقدام يسير عليها فلن يتجاوز أول اختبار فسيصاب بالكساح ، فأي حكومة تستطيع أن تلجم نفسها عن انتهاكات الحقوق الفلسطينية من خلال التهويد في القدس والاستيطان في الضفة والحصار لغزة والاعتقال والقتل المستمر حتى تغطي هذه الانتهاكات القائمة العربية وتنتع سقوط حكومة تقصف غزة وتهود الأقصى وتضم أجزاء من الضفة.
4- معارضة أعضاء الكنيست من أزرق أبيض هاوزر وهاندل يشكلان عقبة أخرى في طريق هذه الفنتازيا.
5- المراهنة على تكسير بلوك اليمين وإحداث تصدعات وانشقاقات فيه بعد التحربة ليس بالأمر اليسير.
6- دولة فاقدة للوعي على مستوى النخبة ، لا تستطيع أن تفهم سلوك نخبها في الأعوام الأخيرة في سياقات كانت مقيدة باعتبارات لها علاقة بالأمن الوجودي لهذا الكيان ، تتساقط من غير انتباه حتى ثملوها، فأصبحت تمر مر الكرام تُكسر المحظورات، وتقفز عن المحددات.
الصحافة كتبت بعد إعلان النتائج مباشرةً أن لا مجال للمناورة وشد الحبل أكثر فيُقطع.
على الأحزاب أن تتوافق على تشكيل حكومة ، إلا أنهم الآن على ما يبدو شربوا من نفس الكأس فثملوا فألهاهم الأمل حتى حسبوا السراب ماء، وانساقوا مع ليبرمان وجانتس .
وصدق من قال
إذا أراد الله أمراً بقوم سوءاً وكانوا ذو عقل ورأي وبصيرة وحيلة سلبهم عقلهم فأنفذ أمراً كان مفعولاً وتمت إرادته”

Facebook Comments

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى