يشوڤ يزدهر ووطن يذبل

الهدهد/ محمود مرداوي
جرافات ال D9 تتحرك لهدم منازل المواطنين في رام الله
والصواريخ والقذائف تقصف في سوريا
مشروع يتنفس إجراماً وسادية على الرغم من الفراغ الذي يمر به على مدار عام لم يتوقف، السجية تطغى والأولويات العدوانية مقدمة تشكل ضمانة لبقاء وحماية هذا المشروع على حساب فلسطين وحقوق أهلها.
بينما الفلسطينيون في المحصلة العامة لا تستطيع أن تمسك بخيوط مشروعهم لمواجهة هذا العدوان وهذا الطغيان.
لا تفهم من أين ينطلقون وإلى أين سيصلون عبر المراحل التي تشكل محطات للوصول إلى الأهداف .
فلو نظرت من أعلى جبل الجرمق على الماكنة الفلسطينية في كل الأماكن التي تعيش تحت الاحتلال تذوق ويلات قمعه وقتله وتشريده واعتقاله وتشاهد حي ومباشر عمليات استيلاءه على الأرض ونهبه واستيطانه وتهويده وحصاره .
يدفع جراء ذلك من مستقبل أبناءه في الصحة والتعليم والثقافة والحرية والهوية.
لو شاهدتهم جميعا في مشهد واحد ولحظة واحدة تعتقد أن المؤثرات الواقعة عليهم ليست واحدة ، والهموم مختلفة، والأولويات متنوعة والأدوات متعددة والمواقف متشاكسة متضاربة متناطحة، لا ينظم إيقاع أدائهم عقل واحد ولا نظرية سياسية واحدة ولا عقيدة قتالية نضالية موحدة.
الفلسطينيون بمجملهم لا يملكون مشروعاً لمواجهة الاحتلال ولا رؤية، في مواجهتهم يتأذى العدو موضعياً، لكن الأذى الموضعي لا يتراصف ولا يتكامل في محصلة تتكامل تُترجم لإنجازات بالتراكم وفق الرؤية الشاملة .
الفلسطيني الثائر الرافض للاحتلال لا يجد نفسه لبنة في هذا الجدار، يرفع مداميكه ويُحصن أسواره، إنما يتحرك بردة الفعل على الإجرام الصهيوني تعبيراً عن الغضب من الاحتلال، وحباً وانتماءً للأوطان .
نسبة تضحية الفلسطينيين سنوياً في الشهداء والجرحى والمعتقلين والمهدمة بيوتهم والمتضررة مزارعهم والممنوعة حركتهم انتقالاً من وإلى فلسطين أو إلى خارجها.
فاتورة عالية لا تُترجم بما يوازيها بأكثر من 1% إنجازات تُضاف إلى المحصلة يبنى عليها فيشعر الشعب لقاء تضحياته إنجازات.
ثقة الشعب بقدرة القيادة على ترجمة تضحيات لمواقف وسياسات متدنية جداً
هذا ما يجعل المراقب مستغرباً من مستوى الفهم والانتماء والاستعداد للتضحية للشعب لا يوازيه نسق نضالي منسجم موقوت متكامل، فمؤامرة بمستوى صفقة القرن لا تُقابَل بثورة حقيقية ، فقط حُول الموقف الرافض منها نظرياً لحماية رئيس السلطة والسلطة وأجهزتها من النقد إذا طولبوا بموقف نضالي على الأرض لمواجهة ال D9 والضم والاعتقال والاستباحة والاقتحام ووقف كل القرارات والإجراءات الإدارية والأمنية التي تخدش مكانة الفلسطيني المقا.وم ، أو تحييده بالردع أو الاعتقال أو المعيارية واتهامه بتخريب المشروع والمساس بالمصالح الوطنية .
السلطة تبكي على الاستيطان ولا تحرض على مقاومـ ـته وتعتقل من يقاومه .
فكيف يستوي هذا وذاك ؟!
الشعب يتحمل مسؤولية ما يجري لقضيته إن لم تتحرك النخب والأحزاب للتصحيح فعليه أن يتحرك بنفسه لإجبار المتلكئين أي كانوا للخروج من هذا الواقع الذي لا يشكل درعاً في مواجهة مشروع الاحتلال ولا عقلاً مديراً لكل المكونات الفلسطينية وفق رؤية شاملة متكاملة لا تُذوب التنوع والاختلاف إنما تساهم في تحقيق الأهداف وتساهم في تحقيق المصلحة الوطنية العليا.
Facebook Comments