مقالات

الإنتخابات في “إسرائيل” نتنياهو يتقدم … والورطة في “إسرائيل” لا تتراجع

الهدهد/ ناصر ناصر
الاستطلاعات الأخيرة قبل الانتخابات الثالثة في الكنيست الإسرائيلي خلال اقل من سنة تشير إلى تقدم واضح لليكود ليصبح الأكبر ، والى نتنياهو ليصبح الأنسب لمنصب رئاسة الوزراء ، بفجوة واضحة عن منافسه رئيس حزب أزرق أبيض الجنرال الأسبق بيني غانتس ، فهل سيستمر هذا التوجه خلال الإنتخابات اليوم ؟
وهل سيصل نتنياهو إلى مبتغاه بالحصول على 61 مقعد من مقاعد الكنيست بدون ليبرمان؟
أي هل ستنجو إسرائيل من ورطتها السياسية الجزئية بالتعادل بين المعسكرين اليمين والوسط يسار ؟
وهل سيستطيع طرف ( واليمين أقرب لذلك ) بتشكيل حكومة وحده ؟
هذا هو السؤال الأهم اليوم في معركة الانتخابات ، تكتيكات الانتخابات تدفع الليكود للتأكيد على أن التوجه الذي بدأ قبل أيام سيستمر ، وانه بحاجة إلى مقعد او اثنين كي ينتصر ، بينما يؤكد حزب أزرق أبيض العكس من ذلك تماما ، ان لم يحدث سيناريو61 مقعد لنتنياهو ، فهذا يعني على الأرجح استمرار ورطة إسرائيل السياسية وتوجهها لانتخابات رابعة في سبتمبر القادم ، على كل ما يحمله ذلك من تداعيات وتأثيرات سلبية على دولة الاحتلال والاستيطان .
لا تكمن ورطة إسرائيل الحقيقية في مشكلتها الإنتخابية وعدم القدرة على تشكيل حكومة جديدة ، بل في زيادة عمق الأزمة الأخلاقية التي بدأت منذ وطىء الاحتلال والقهر والظلم والطغيان الإسرائيلي فلسطين المسالمة والوديعة ، واستمرت مع تعاظم هذه المظاهر والتي تسببت بكشف زيف إدعاءات الديمقراطية والليبرالية وحقوق الإنسان وسيادة القانون في إسرائيل ، وقد انعكس ذلك في تزايد الفساد في الآونة الاخيرة في إسرائيل .
وورطة إسرائيل الحقيقية تبدو جلية في تفضيل الأغلبية اليهودية (مع سبق الإصرار والترصد) لشخص غارق في الفساد والغش والخداع ، بما يدل بوضوح ان الفساد في إسرائيل هو ظاهرة عميقة تنبع من أخلاق المحتلين والطغاة ، وقد يعزز ذلك الأرقام التي نشرتها صحيفية كالكليست الإسرائيلية قبل يومين حول الفساد في إسرائيل ، ومنها على سبيل المثال ادانة 37 عضو كنيست ووزير ورئيس دولة ورئيس حكومة بقضايا جنائية منذ إقامة الدولة ، ومنهم ٢٤ متهمين بفساد السلطة وأخطر ما في الامر بان صعوبة وطبيعة المخالفات تزداد باستمرار وختمت الصحيفة تقريرها بأن إسرائيل على شفا جرف هارٍ من الفساد .
وحتى لا يستنتج البعض أن إسرائيل المحتلة زائلة غدا صباحا ، لا بد من القول ان المؤسسة الإسرائيلية ما زالت قوية ومتماسكة وتصحح نفسها وما زالت تتحكم في كثير من مفاصل السياسة في الشرق الأوسط ، لذا فمواجهتها تتطلب الكثير من الجد والاجتهاد وتوحيد جهود والاحراروالوطنيين وومحبي العدالة والسلام ورافضي الاحتلال والقهر والظلم في المنطقة والعالم ، وما تعامل المؤسسة والدولة في إسرائيل مع ورطة الانتخابات الا دليل على قوة هذه المؤسسة .

Facebook Comments

زر الذهاب إلى الأعلى
error: المحتوى محمي