الأزمة في أوكرانيا والخوف في “إسرائيل”

ترجمة الهدهد
يدعوت أحرنوت /أليكس فيشمان
في الدقيقة التسعين يوم الثلاثاء قبل ساعات قليلة من “الغزو الذي لم يبدأ” في أوكرانيا، هبط وزير الدفاع الروسي “سيرغي شويغو” فجأة في مطار حميميم في سوريا.
وزير الدفاع الروسي لا يسافر في حالة الطوارئ، كانت صفعة على وجه عين الدعاية الاستخباراتية الأمريكية، التي تحاول منذ أسابيع إقناع العالم بأن الروس يعتزمون الغزو، وقد تم تحديد الموعد: الأربعاء، وكانت أيضاً إشارة إلى أن الغزو ربما تم تأجيله نتيجة نشر المعلومات الأمريكية التي كشفت مواد استخباراتية روسية، إما أن الروس تراجعوا أو ربما وقع الأمريكيون في عملية احتيال وأعد الروس مفاجأة ليوم آخر.
وبقدر ما يتعلق الأمر “بإسرائيل”، فإن التحذير من عملية عسكرية كبيرة في أوروبا – مع التركيز على أوكرانيا – لا يزال سارياً وموجوداً، وقبل أسبوع ونصف، أرسل الأمريكيون تحذيراً إلى حلفائهم في الغرب، بما في ذلك “إسرائيل”، بأن الحملة ضد أوكرانيا ستبدأ في 16 فبراير، كانت المواد الاستخباراتية المنقولة هنا مقنعة، حيث أعلنت القيادة المركزية الأمريكية العاملة مع “الجيش الإسرائيلي” قبل أيام قليلة، إلغاء تمرين الدفاع الجوي المشتركة “لإسرائيل” والولايات المتحدة “جونيبر كوبرا”، وكانت القوات الأمريكية الرائدة التي أُرسلت إلى التمرين موجودة بالفعل على “الأراضي الإسرائيلية”، لكن كانت هناك حاجة ماسة إلى الكتائب الجوية ومصفوفات الصواريخ والرادار التي كان من المقرر نشرها في “إسرائيل” لصالح ساحة المعركة المتوقعة في أوروبا.
وقد فتح التحذير سلسلة من المناقشات المكثفة في “الجيش الإسرائيلي” والموساد حول الاحتمالات، والانتشار المتوقع، وهوامش الأمن التي يجب أن تتخذها “إسرائيل”، دون الإشارة إلى أنها تنوي التورط بطريقة أو بأخرى في الصراع بين عملاقين، واليوم بعد الموعد النهائي تنص ظروف العمل في “الجيش الإسرائيلي” والمنظومة العسكرية على أنه يجب علينا الانتظار أسبوعين آخرين على الأقل، فلم يتراكم حتى الآن دليل مرئي في المنطقة يشير إلى حدوث تغيير جوهري بالفعل في النوايا الروسية.
ويقال هنا في “إسرائيل” أنه بغضون أسبوعين أو ثلاثة أسابيع، سيبدأ الجليد في الذوبان، وستصبح التربة الأوروبية موحلة، ويكاد يكون من الصعب عبور المركبات الروسية المدرعة الثقيلة، وإذا لم يحدث شيء بحلول ذلك الوقت، فستكون الضغوط العسكرية أقل أهمية.
نقطة ضعف مميتة
خلقت الأزمة في أوكرانيا قلقاً حقيقياً في “إسرائيل” بسبب فقدان الاهتمام العالمي بما تعتبره “إسرائيل” تهديداً وجودياً، حيث استمرار تكديس اليورانيوم المخصب إلى 20 و60% في إيران، مع استئناف المحادثات النووية في فيينا، في كانون الأول/ديسمبر 2021، كان لدى إيران ما يكفي من اليورانيوم المخصب لتسليح قنبلة واحدة، واليوم بعد أربعة أشهر كشفت المخابرات الغربية أن لديها بالفعل كمية قادرة على صنع وتسليح قنبلتين، ولا يوجد ما يوقف الإيرانيين عندما يكون الشريكان الرئيسيان في المحادثات “روسيا والولايات المتحدة” في صراع.
كان هناك شعور بأنه من الممكن إبرام صفقة والعودة إلى الاتفاق في وقت مبكر من بداية شهر مارس، لكن الآن كل شيء قد يتوقف، وليس من قبيل المصادفة أن “إسرائيل” أرسلت مندوباً عن وزارة الخارجية إلى فيينا لمعرفة ما يحدث هناك، لقد تُركت “إسرائيل” وشأنها في الأساس.
وبالنسبة للإيرانيين فإن الروس هم من “يُعلقون” المحادثات، في الواقع أعلن وزير الخارجية الروسي الأسبوع الماضي في مؤتمر صحفي أمام نظيره البريطاني أنه ما زال هناك طريق طويل لنقطعه قبل تنفيذ الاتفاق النووي، فيما يتهم الإيرانيون الروس بتخريب الاتفاقية وربطها شرطياً بما يحدث في أوكرانيا، حيث ستتجه روسيا نحو الأمريكيين في فيينا، وستضطر الولايات المتحدة إلى دفع ثمنها في أوكرانيا، وهذا الأمر يزعج الإيرانيين، حيث يخشى الإيرانيون من أن يستغل أحد – أميركيون أو إسرائيليون – الأزمة في أوروبا لضرب المنشآت النووية.
من ناحية أخرى، هناك فكرة معاكسة في “إسرائيل”، وهي قلة الاهتمام العالمي التي قد تقود إيران إلى استنتاج مفاده أنه يمكن القيام بنشاط معاد ضد “إسرائيل”، من سوريا أو اليمن أو العراق، إن حالة العداء والتوتر هذه شديدة للغاية، ويمكن أن تؤدي إلى ارتكاب أخطاء، وإذا لم يكن كل هذا كافياً، فيمكن أن يكون بداية رمضان، فيما تستعد “إسرائيل” لاحتمال اندلاع المواجهات في الضفة الغربية وقطاع غزة، وأيضاً في الوقت نفسه مع تحقيق تهديدات الجهاد الإسلامي بمهاجمة “إسرائيل” من غزة على خلفية المواجهات في الشيخ جراح.
بشكل أو بآخر “إسرائيل” تسيطر على الوضع، وتجري حالياً الأنشطة قبيل حلول شهر رمضان، والتي تشمل اعتقال المحرضين من الجانبين، اليهود والفلسطينيين.
ستسمح حالة التوتر في أوروبا “لإسرائيل” باختبار الدروس التي تعلمتها من الجولة السابقة في “حارس الأسوار”، والاستفادة من حقيقة أن الاهتمام العالمي يتركز في مكان آخر.
لم يصل وزير الدفاع الروسي “شويغو” إلى سوريا هذا الأسبوع للقاء الأسد، بل جاء لحضور مناورة بحرية كبيرة يجريها الروس حتى يوم الأربعاء في شرق البحر المتوسط، وجاءت البوارج الروسية وذهبت من البحر الأسود عدة مرات في الأسابيع الأخيرة، وفي “إسرائيل”، كان النشاط العسكري البحري محسوساً بشكل جيد، نظراً للكثافة الإلكترونية الثقيلة التي جعلت من الصعب تحليق الطيران في أجزاء معينة من حوض شرق البحر الأبيض المتوسط.
تضمنت التدريبات البحرية الروسية وجود طائرات ميج 31 الحاملة للصواريخ الأسرع من الصوت القادرة على حمل رؤوس حربية نووية وقاذفات القنابل الاستراتيجية من طراز “توبوليف 22 M -3″، لقد كان استعراضاً روسياً للقوة في ساحة ثانوية بالنسبة لهم، وتم التخطيط للمناورة الروسية في وقت مبكر، لكنها انطلقت عندما انتقلت الإدارة الأمريكية إلى البحر الأبيض المتوسط، قبل حوالي أسبوعين، يرافقها قوة المهام البحرية المتمركزة على حاملة الطائرات “هاري ترومان”، والتي قضت الأشهر القليلة الماضية في الخليج ضد إيران، كجزء من استعراض قوة الناتو ضد روسيا.
ونظراً لأن البحر الأبيض المتوسط وسوريا كساحة ثانوية، أصبحت ساحة لعب مرئية في المواجهة بين روسيا وحلف شمال الأطلسي، لهاذ يتم (الاستيلاء عليها) بالفعل على هامش المصالح الاستراتيجية “لإسرائيل” والتي هي مثل جميع دول المنطقة، ليست سوى جزء إضافي في عرض جيد التخطيط يتمحور حول الصراع بين روسيا والولايات المتحدة على مناطق النفوذ في أوروبا الوسطى.
اندلعت التوترات بين روسيا وأوكرانيا في وقت مبكر من فبراير 2021 في مواجهة سلسلة من الإجراءات المعادية لروسيا التي اتخذها الرئيس الأوكراني “زالانسكي”، الذي أوضح “لبوتين” أنه لن يغير السياسة الموالية للغرب بل على العكس تماماً، فالأزمة العسكرية التي اندلعت هذا الشهر تختمر بسبب توتر صغير منذ عام، لذا فهذه أزمة مسيطر عليها للغاية، حيث لا يرغب كلا الجانبين في الدخول في مواجهة مسلحة.
كان القلق من أزمة عسكرية في الشهر الماضي بعد أن سحب الطرفان مسدساتهما ووضعهما على ركبتيهما، وكان هناك خوف من أن يقوم أحد بإطلاق رصاصة، ولقد بذلت الولايات المتحدة جهوداً هائلة خلال العام الماضي لتعبئة دول الناتو لهذه المواجهة، وكانت إحدى القضايا الرئيسية التي ركزت عليها السياسة الخارجية الأمريكية هي التغلب على (نقطة الضعف) في الدول الأوروبية – وخاصة ألمانيا – التي تعتمد على إمدادات الغاز الروسي.
في حين تمكن الأمريكيون من تجنيد بعض دول الخليج لتزويد أوروبا بالغاز الطبيعي المسال، ليحل محل الغاز الروسي، فالعناق الذي لقيه أمير قطر من الرئيس “بايدن”، في وقت سابق من هذا الشهر في واشنطن، ليس من قبيل الصدفة، وعلى الرغم من أن الغاز المُسال من خليج قطر هو بديل جزئي إلا أنه سيعطي الدول الأوروبية، وخاصة ألمانيا، نفساً من الهواء النقي في مواجهة الابتزاز الروسي.
يجري الروس هذا الشهر بعض المناورات العسكرية واسعة النطاق في مختلف مجالات نفوذهم، أكبرها هو المناورة السنوية بالتعاون مع بيلاروسيا “Zapad 22” – هذه المناورة كبيرة بشكل خاص لأنها تتضمن انتشاراً هجومياً كبيراً يحاكي غزو أوكرانيا، كما توجد مناورة في البحر الأبيض المتوسط، ومناورة لتجارب الصواريخ في المحيط شمال إيرلندا، ومناورة عسكرية في شبه جزيرة القرم، ومناورة في البحر الأسود، ويشمل الانتشار العسكري الروسي أيضاً مناورات في القيادة على الأراضي الروسية.
وليس الروس فقط هم من (كشروا عن أنيابهم) الشهر الماضي، فقد أجرى الأمريكيون مناورة بحرية كبيرة جداً في البحر الأحمر (IMAX) – وفي قلبها الصراع ضد إيران – شاركت فيها 60 دولة، بما في ذلك “إسرائيل”، والتي شارك عنها سرب من سفن حاملات “الصواريخ الإسرائيلية” ووحدات مهام تحت مائية التي تدربت مع الأسطول السادس، حيث انطلقت في طريق عودتها إلى “إسرائيل” في نفس يوم هبوط “شويغو” في سوريا بالضبط.
من سيرمش أولاً
على الرغم من أن “إسرائيل ” هي رقم مهم في المعسكر الأمريكي “إحصائياً”، طالما أن النار في هذا الصراع بين القوى العظمى لم تبدأ، فإنها تسعى إلى الحفاظ على مكانة منخفضة، فنحن نظل أصدقاء للجميع، ويستمر الحوار مع روسيا على شكل سلسلة، فقنوات الاتصال العسكري بين “تل أبيب” وموسكو في سوريا مفتوحة، والتنسيق الهادف إلى منع الاشتباك بين الجيشين في سوريا مستمر.
بدأت المناقشات في “إسرائيل” حول أهمية أزمة عالمية في أوروبا في منتصف شهر كانون الثاني/يناير، حتى في ذلك الوقت كان السؤال يطرح نفسه: أين نحن من هذه القصة؟
في 24 كانون الثاني/يناير، عندما قام الروس بتسيير دوريات مشتركة جوية مع القوات الجوية السورية بالقرب من مرتفعات الجولان وتأكدوا من نشرها، أدركوا هنا في “إسرائيل” أن هذه الدوريات الجوية لم تكن تهدف إلى إرسال إشارة إلى “إسرائيل”، وأنها كانت جزءًا من الاستعراضات بين القوى العظمى، وعلى عكس ما حدث في الماضي، كان لدى “إسرائيل” سبب للسؤال حول الأمر حتى تكون آمنة، فرد الروس: “هذه ليست موجهة لكم، فالدوريات الجوية لا تتعلق بكم”.
منذ تلك الرحلة في كانون الثاني/يناير، قام الروس بما لا يقل عن ثلاث دوريات جوية مشتركة أخرى مع القوات الجوية السورية، التي غطت جميع الحدود السورية، وكانت هناك رسالة مزدوجة:
أولاً: للسوريين: “نحن معكم في الحفاظ على سيادتكم.
والثاني: هو تذكير للأمريكيين من هو مالك البيت الحقيقي.
من جانبهم، لم يدفن الأمريكيون رؤوسهم في التراب، وقاموا قبل أسبوع بعملية مداهمة ناجحة للقضاء على قائد تنظيم الدولة الإسلامية على الأراضي السورية.
كان الروس غاضبين، لكن الأمريكيين لا ينوون التوقف عن إظهار وجودهم في المنطقة، هذا الأسبوع، رافقت طائرات سلاح الجو مرة أخرى قاذفة استراتيجية أمريكية (B-52) تحلق من الخليج باتجاه أوروبا، فوق المناورات الروسية في البحر الأبيض المتوسط، وفي الوقت الحالي، لا يوجد لدى “إسرائيل” أي سبب لتغيير أجندتها الأمنية، بقيادة عمليات جوية وبرية ضد المحاولة الإيرانية لترسيخ وجودها في سوريا.
تواصل “إسرائيل” العمل ضد أهداف موالية لإيران في سوريا وضد الرادارات السورية في محاولة لمنع هذا النشاط، فالأزمة بين القوى العظمى والمناورة البحرية الروسية الكبيرة التي جرت هذا الأسبوع تتطلب من “إسرائيل” أن تكون أكثر حساسية، ولم يكن لدى الروس مشكلة في إرسال تحذيرات إلى “إسرائيل”، حتى قبل المناورة، بشأن المناطق الجوية والبحرية التي ستتم فيها العمليات الروسية، وكل هذا قد يتغير بمجرد أن يطلق شخص ما الرصاصة الأولى، عندها سيطلب الأمريكيون والأوروبيون من “إسرائيل” الخروج من الخزانة والتعبير عن دعمها العلني لحليفها المركزي.
يخطط “الجيش الإسرائيلي” لشهر حرب: تدريب عسكري شامل على مستوى البلاد، يتمحور حول سيناريوهات الحرب، خاصة في الساحة اللبنانية، تم تأجيل التدريب لمدة عام بسبب عملية “حارس الأسوار”.
قد لا يكون هناك خيار سوى تأجيلها مرة أخرى بسبب حساسية المنطقة لتعبئة وتحركات القوات العسكرية.
أوروبا تبحث عن سلم “للنزول عن الشجرة”، حيث يواجه الرئيس “بايدن” وقتاً عصيباً، لأن الصدمة الغربية للانسحاب من أفغانستان، والتي قوضت الثقة التي يمكن وضعها في الالتزامات الأمريكية، التي تقع على كتفيه، حتى الرئيس بوتين لا يستطيع أن يتراجع عن استعراضه للقوة دون تحقيق أي انتصار أو إنجاز، وإذا دخل الأمريكيون في هذه المواجهة للحفاظ على الوضع الراهن في أوروبا، فإن الروس سيحاولون كسره، وقد بدأوا بالحديث الآن: فالصراع ظاهرياً، ولا يدر من انتصر أو هزم.
في الوقت الحالي، يبدو أن الذين رمشت أعينهم أولاً هم الأمريكيون، انتهى تبادل الرسائل، الذي تضمن مقترحات تسوية بين روسيا والولايات المتحدة، في وثيقة من عشر صفحات أرسلها الروس رداً على الأمريكيين، وأعلن الأمريكيون أنهم لا ينوون تغيير الاتفاقيات المتعلقة بدول “حلف وارسو” السابقة التي انضمت إلى الناتو بأي شكل من الأشكال، وأنهم ليسوا على استعداد للتخلي عن مبدأ أن أي دولة تستوفي معايير الناتو وتلتزم بها، يمكن قبول عضويتها.
كانت الوثيقة الروسية أوسع نطاقاً وأكثر تفصيلاً، ويطالب الروس الولايات المتحدة بتنفيذ كل تلك الاتفاقيات التي تم توقيعها أواخر التسعينيات على خلفية تفكك الاتحاد السوفيتي، ويدعي الروس أن (الأمريكيين) لم يلتزموا بها.
يبدأ الروس بالاتفاقيات “السهلة”: سماء مفتوحة وشفافية في التدريبات العسكرية وإزالة الصواريخ المضادة للصواريخ من رومانيا وبولندا وغيرها، والتي حتى يومنا هذا يرفض الأمريكيون الحديث عنها.
يرغب الروس في نهاية لهذه العملية برؤية نموذج تأثيرها في أوكرانيا مشابه لنفوذها في روسيا البيضاء، إلا أن الأمريكيين غير مستعدين لتعريض جندي واحد على الأراضي الأوكرانية للخطر، وإذا هاجم الروس سيترك الأمريكيون أوكرانيا وشأنها.
في 10 فبراير، جرت محادثات بين أوكرانيا وروسيا بوساطة ألمانيا وفرنسا، في برلين، في محاولة لإيجاد حل للأزمة، لأن أوكرانيا ليست عنواناً للروس ولكن للولايات المتحدة، لم يكن لهذه المحادثات أي فرصة في المقام الأول، وفي اليوم التالي للفشل، في 11 فبراير، سرب الأمريكيون أن بوتين قد قرر بالفعل غزو أوكرانيا وأصدر هذا القرار للجيش الروسي.
الآن بعد أن وافق الأمريكيون على الحديث عن الشروط الروسية، ربما يبدأ شيء ما في التحرك، وليس من الواضح أين ستجري المحادثات بين الكتلتين، وكم عدد الأزمات التي ستكون في الطريق، على الرغم من قيام الروس بسحب بعض القوات إلى القواعد، إلا أن هذه كانت إشارة على حسن النية، والتي يمكن عكسها.
Facebook Comments