إستشراف توجهات العدو المُستقبلية

الهدهد/ محمود مرداوي
نظراً لانكشاف جزء كبير من طرق التفكير التي تقف من خلف القرارات في دولة الكيان في ظل مستوى الاهتمام والوعي السياسي لدى الجمهور وقدرته على تحديد واختيار القيادة يفرض على المستوى السياسي مستوى عال من الشفافية وتبرير المواقف المتخذة أو المؤجلة أو المترددة.

الظرف الأمني والسياسي الذي يشكل قوتاً للجمهور بسبب الصراع المستمر والمحتدم مع الفلسطينيين والكامن مع العرب والمسلمين الذي يحس ويشعر به الجمهور في كل لحظة، يرفع درجة الخوف وتهديد الأمن الفردي والجماعي، يجعل الإحساس بضرورة المتابعة عالٍ ومستمر، لا سيما أن الجمهور يستخلص حقه بأن يعرف من الصحافة ما يجري للحد الأقصى، فالإعلام يشكل نافذة كاشفة للأسرار والأخبار .

إعلام تقليدي لا يعيش، وإعلام يقظ فعال يُخطب وده بتسريب المعلومات والأحداث ومقايضتها بالتغطية وتوقيت النشر والاهتمام وتسليط الضوء.

الأساس الرأي العام وبناؤه، ولا يُبنى إلا من خلال الإعلام .
علاقة تأثير وتأثُر ؛ الجمهور يريد، الإعلام يبحث، الأدوات التنفيذية من حكومة ومؤسسات أمنية وشرطية وقضائية تسعى للظهور بأبهى صورة .
لذلك نشاهد محاولات نتنياهو شراء الإعلام يديعوت، موقع واللا، اسرائيل هيوم، وشركة الاتصالات، وصحف وقنوات أخرى بثمن تخفيف النقد أو توسيع النشر الإيجابي وتقليص النشر السلبي .

كما أن علاقة المراسلين العسكريين والسياسيين بالمؤسسة العسكرية من خلال الزمالة في مقاعد الدراسة الثانوية والجامعية والمستوى الاقتصادي الواحد والخلفية الطائفية الأشكنازية في الغالب يجعلهم أكثر انفتاحاً على المعلومة ونقل الرواية، منهم يستطيع المراقب الذي يُكون إطاراً معرفياً عن الأحزاب ونشأتها ، أفكارها وأيديولوجيتها، برامجها وقياداتها، يستطيع من خلال الانكشاف السياسي والاجتماعي والأدوات المتعددة والمتابعة المستمرة واستحضار النظرة الشاملة لتوافقات الأيديولوجيا بين الأحزاب وتقاطعات المصالح وطغيان الشخصنة وقراءة الرأي العام ومزاج المؤسسة الأمنية والعسكرية، ورغبة الأبعاد الإقليمية والدولية فيما هو مطروح للبحث يؤهل المراقب فهم المسار بقدر كبير من الصحة، وهذا لا يخفيه ويتنكر له العدو نفسه الذي يدرك أنه منكشف وأن الفلسطينيين يناورون بناءً على فهمهم العميق لما يجري وقدرتهم على استشراف ما سيحدث .

ملاحظة :
في المقال القادم سنتحدث عن أسباب عجز المتابعين عن استشراف المواقف.

Facebook Comments

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى