
ترجمة الهدهد
“إسرائيل اليوم”/ يعكوب نيغل
خرجت أطراف المفاوضات بشأن الاتفاق النووي الإيراني في فيينا إلى مشاورات، ومن المتوقع أن يجتمعوا قريبًا للجولة النهائية، حيث تشير كل الدلائل إلى أنهم سيخرجون منها بالعودة إلى نسخة أسوأ من اتفاق 2015، رسميًا لا يوجد مفاوضات مع الولايات المتحدة، ولكن الأمريكيين هم من يصوغون مقترحات للإيرانيين، ومن ناحية أخرى يهددون بأن الوقت قصير، وأنه لا بد من التوصل إلى اتفاق.
المشرعون الأمريكيون لم يبقوا صامتين فقد هاجم السناتور الديمقراطي “بوب مينينديز” بشدة اتفاقية عام 2015 ومسارعة “بايدن” للعودة إليها، أيضا زعيم الأغلبية الجمهورية “ميتش مكونيل”، خرج بكل قوته ضد العودة المخطط لها إلى الاتفاقية، كلاهما على حق، بالطبع لأن الاتفاقية لم تسمح لإيران بالحفاظ على برنامجها النووي بالكامل فحسب، بل سمحت لها أيضًا بالتوسع فيه.
الاتفاقية منحت إيران طريقًا آمنًا للأسلحة النووية (حيث ستنتهي القيود وتسمح لها بالتخصيب الصناعي).
ومنحتها صفر وقت تقريبًا للوصول إلى المواد الانشطارية والقدرة على التخصيب السري والتهرب للوصول إلى السلاح النووي، بناءً على تطوير أجهزة الطرد المركزي المتقدمة التي تمت الموافقة عليها في الاتفاقية الأصلية، وتم توسيعها منذ ذلك الحين خاصة منذ تولى “بايدن” منصبه.
الآن بعد ست سنوات، تم إزالة الحظر عن الأسلحة التقليدية، فيما سيتم إزالة الحظر عن الصواريخ العام المقبل، وفي عام 2024 ستنتهي القيود الرئيسية على التطوير والبحث المستمر، وتثبيت الطرود المركزية المتقدمة.
كما سيتم رفع جميع القيود الأخرى تقريبًا على التخصيب، بما في ذلك المستوى المطلوب للأسلحة النووية، في عام 2031.
والأخطر من ذلك أنه في الاتفاقية الناشئة لا توجد أدوات تجبر الإيرانيين على التفاوض والتوصل إلى اتفاق “أطول وأقوى”، كما وعد “بايدن”.
يجب ألا ترضى الولايات المتحدة باتفاق قائم فقط على الامتثال مقابل الامتثال، دون إشارة واضحة إلى ما سيحدث في حالة عدم التوصل إلى اتفاق جديد، ويجب أن تسد الاتفاقية جميع الطرق إلى الأسلحة النووية، وأن تعالج جميع الثغرات الموجودة في الاتفاقية السابقة في سياق الرقابة ونظام الأسلحة وقضايا أخرى.
لا يجوز للولايات المتحدة الموافقة على إغلاق مبكر للتحقيقات المفتوحة للوكالة الدولية للطاقة الذرية.
إن محاولة الفريق الأمريكي ترسيخ الاتفاقية الجديدة حول عودة الإشراف الكامل، دون ضمان معاملة منتجات الإشراف السابق هي هدية لإيران.
في الوقت الذي قدم فيه الدبلوماسيون الأمريكيون مقترحات حل وسط للإيرانيين في فيينا، رد النظام في إيران بتصعيد الهجمات على القوات الأمريكية في العراق وحلفائها.
فقد أطلق الحوثيون المدعومين من طهران، صواريخ باليستية من مسافة أكثر من ألف كيلومتر على الإمارات، لأول مرة منذ عقود يحدث مثل هذا العمل العدواني غير المعتاد في العالم، على عكس كل الأنظمة الرقابية إن العودة إلى الاتفاق دون تحديد واضح لطريقة كبح برنامج الصواريخ الباليستية الإيرانية سيوصل رسالة خطيرة غير مسبوقة إلى العالم وإلى إيران بالطبع.
إن العودة إلى اتفاق أسوأ من اتفاق 2015 سوف “يُبيض” كل الانتهاكات الإيرانية، وسيضخ مئات المليارات من الدولارات إلى إيران، ما يعني انتعاش اقتصادها، واستمرار دعمها للإرهاب، وسيوصل رسالة إلى الأسواق التي تتعامل مع إيران أن التعامل مع إيران أمر جائز ومجدٍ.
يحتمل “الاعتراف” بأن هذه النقاط المهمة لا يمكن معالجتها، قد يقنع صانعو القرار الأمريكيون بأنه لا يمكن الموافقة على الاتفاقية الجديدة، وأنه يجب العودة إلى أقسى الضغوط الاقتصادية وبناء تهديد عسكري موثوق به.
إذا تم التوقيع على الاتفاقية، يجب على واشنطن أن تبني خطة لليوم التالي تجبي من إيران ثمناً واضحاً ومؤلماً إذا لم تتحرك بسرعة إلى اتفاقية “أطول وأقوى”.
“اللعب على الوقت ليس إستراتيجية عندما يخدم الوقت العدو، وكما قال السناتور “مينديز” في خطابه الأخير في مجلس الشيوخ – “إن الأمل ليس إستراتيجية، مع اقتراب القرار النهائي يجب بذل كل جهد لمنع الأخطاء التي على وشك الحدوث”.
Facebook Comments