مقالات

نعم لا يريدون حرباً

 

الهدهد/ محمد حماده
مرةً أخرى تُقدم الثورة مثالاً عظيماً في البطولة وتصدح في فم الدنيا أن جسداً فلسطيناً قد فارقته الروح بات أقوى من قطعة عسكرية تُدعى D9, وتلك الآثار التي تركتها عجلات هذه الآلية قد تبددت مع بزوغ أول فجر أما ذلك الجسد الفلسطيني ذلك الشهيد الناعم فجذوره تضرب في أعماق التربة وتمتد الى حيث يُصنع التاريخ وترتبط هناك بماضٍ مجيد يُبشر بمستقبل عتيد.
مرةً أخرى يعدو على غزة غِرٌ صغير أسموه بينيت ويحاول أن يطلب الطعن والنزالا ولو ترك القرار لمن هم أهل الخبرة والتجربة مع غزة من سياسيين وجيش لقالوا له : هون عليك واحفظ ماء وجهك فهنا غزة قد مرغت من قبلك أنف البلدوزر شارون وحطمت كبرياء الطبل الأجوف ليبرمان.
نعم مرةً أخرى نقول وبصوتٍ عالٍ ان الاحتلال غير معني بالمواجهة وليست لديه رغبة في ذلك وبكل تأكيد ليس ذلك لان الاحتلال بات يملك اخلاقاً وقيما تمنعه من ذلك وانما هي اسباب اخرى.
اما السبب الاول فهو ليس قرب الانتخابات وهذه جملة لا بد من تثبيتها ان الذي قتل رغبة المواجهة مع غزة هي حالة كي الوعي التي نجحت المقاومة في صناعتها وتوازن الرعب والشاهد على ذلك هو مسالة الانتخابات وقربها ، فقبل سنوات كان الاحتلال يسارع الى التصعيد سواء في غزة او الضفة والى سفك الدماء الفلسطينية من اجل تحسين المكانة الانتخابية وحصد مزيد من الاصوات الا ان الامر مختلف الان فالمواجهة لم تعد مربحة بل على العكس تماما هي مكلفة ومكلفة جدا ولذلك يتجنب نتنياهو صاحب التجربة هذه المواجهة مع غزة في حين (يتنطط) لها غِرٌّ كنفتالي بينيت الذي لم يحتاج الى اكثر من يوم ونصف من المواجهة مع غزة كي يُكوى وعيه ويعي الدرس ويفهم ان زمان العربدات الصهيونية قد ولّى.

Facebook Comments

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
error: المحتوى محمي