أخبارشؤون فلسطينية

لماذا تحظى حماس بشعبية كبيرة في القدس؟

ترجمة الهدهد
جيروساليم بوست

إذا كان هناك شيء واحد يتفق عليه الكثير من “الإسرائيليين” والفلسطينيين، فهو أن حماس تتمتع بدعم واسع النطاق بين السكان العرب في القدس.

يبدو أن شعبية حماس هناك قد زادت أثناء وبعد حرب دامت 11 يوماً مع “إسرائيل” في مايو الماضي.

الحرب التي اندلعت وسط الجدل الدائر حول إخلاء العائلات العربية من منازلها في الشيخ جراح و”الإجراءات الأمنية الإسرائيلية” في المدينة، وتحديداً المسجد الأقصى، سمحت لحماس بتقديم نفسها على أنها “المدافع” عن القدس وسكانها والمواقع المقدسة.

يُنظر إلى حماس على أنها بادرت بالحرب لوقف عمليات إخلاء الشيخ جراح وإجبار “إسرائيل” على إلغاء إجراءاتها الأمنية الصارمة في البلدة القديمة بالقدس وفي الحرم الأقصى.

وخلال الحرب وبعدها تظاهر آلاف المصلين المسلمين عقب صلاة الجمعة في المسجد الأقصى، مرددين هتافات مؤيدة لحركة حماس وجناحها “العسكري” عز الدين القسام.

وطالب المتظاهرون وكثير منهم من سكان القدس الشرقية، حماس بإطلاق الصواريخ على “إسرائيل” ومواصلة “الكفاح المسلح حتى تحرير القدس وكل فلسطين”.

مدعومين بالشعبية المتزايدة لمجموعتهم في القدس، فتح قادة حماس قنوات مباشرة مع العديد من سكان القدس الشرقية مما أثار استياء السلطة الفلسطينية.

وكان زعيم حماس إسماعيل هنية على اتصال مباشر مع عائلات الشيخ جراح المهددة بالإخلاء، كما اتصل هاتفياً بعدد من سكان القدس الشرقية، بما في ذلك امرأة احتجت على “أعمال الترميم الإسرائيلية” بالقرب من قبر ابنها بالقرب من بوابة الأُسُود.

مثل العديد من الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة، يشكل سكان القدس الشرقية ذات الأغلبية المسلمة جزءاً من مجتمع محافظ وديني يدعم أي جماعة مرتبطة بالإسلام، على النقيض من ذلك فإن السلطة الفلسطينية مكروهة من قبل العديد من الفلسطينيين لأنها تعتبر نظاماً علمانياً فاسداً يعمل بشكل يخالف التعاليم الإسلامية.

كان الخلاف الدائر حول عائلات الشيخ جراح والزيارات المستمرة لليهود إلى الحرم القدسي في قلب حملة فلسطينية جيدة التنظيم، أُتهمت “إسرائيل” بتنفيذ “تطهير عرقي” والتآمر ضد الأماكن الإسلامية (والمسيحية) المقدسة في بيت المقدس.

وصفت وسائل الإعلام الفلسطينية الزيارات الروتينية لليهود إلى الحرم القدسي الشريف بأنها “توغلات عنيفة” للمسجد الأقصى من قبل “المستوطنين المتطرفين”، واليهود متهمون بـ “تدنيس” المسجد رغم أن لم تطأ قدم أي أحد منهم داخل المسجد الأقصى أو قبة الصخرة.

لا تقتصر حملة التحريض على حماس فحسب، بل تشنها السلطة الفلسطينية وكبار ممثليها ووسائل الإعلام.

عندما يتم إخبار الفلسطينيين بشكل يومي بأن اليهود “يدنسون” المسجد الأقصى ويتآمرون لإخراج العرب من القدس، يحتشد الكثير حول حماس وليس السلطة الفلسطينية، بعبارة أخرى تدفع السلطة الفلسطينية العديد من الفلسطينيين بمن فيهم سكان القدس الشرقية، إلى أحضان خصومها في حماس.

ومع ذلك فهذه هي نفس السلطة الفلسطينية التي تقوم بقمع أعضاء وأنصار حماس الذين يعيشون تحت حكمها في الضفة الغربية.

ومن المفارقات أن فادي أبو شخيدم “الإرهابي” الذي نفذ عملية إطلاق النار في البلدة القديمة بالقدس صباح أمس الأحد، تمتع بحرية أكبر في التصرف والتحدث بصفته من سكان القدس الشرقية، حيث كان يحمل بطاقة “هوية إسرائيلية” تمنحه نفس الحقوق “للمواطن الإسرائيلي”، باستثناء التصويت في الانتخابات العامة، غالباً ما يجد الدعاة المنتسبون إلى حماس مثل أبو شخيدم الذين يعيشون في ظل السلطة الفلسطينية أنفسهم في سجون فلسطينية أو بدون وظائف.

اعتقلت قوات الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية رجل فلسطيني من منطقة جنين، تَلقى مكالمة هاتفية من هنية زعيم حماس، يقدم التعازي في وفاة ابن أخيه (الذي قتل برصاص -الجيش الإسرائيلي-).

طرد اثنان من خطباء المساجد اللذين عبّرا مؤخراً عن دعم حماس من قبل السلطة الفلسطينية.

في الأسبوع الماضي اعتقل جهاز الأمن الوقائي التابع للسلطة الفلسطينية مدرساً من بيت لحم أخبر طلابه أنه يحترم حماس أكثر من العلم الفلسطيني.

في الأسابيع القليلة الماضية اعتقلت قوات الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية أكثر من 35 من أعضاء حماس في الضفة الغربية، لكن لا يُسمح للسلطة الفلسطينية باعتقال أو حتى استدعاء أي شخص للاستجواب يحمل بطاقة هوية أو “جنسية إسرائيلية”.

لو كان أبو شخيدم يعيش في رام الله أو نابلس لكان قد اعتقل أو طُرد من وظيفته منذ زمن بعيد.

Facebook Comments

زر الذهاب إلى الأعلى
error: المحتوى محمي