حي استيطاني جديد في الضفة الغربية يُهدد تنمية بلدة سلفيت

ترجمة الهدهد
هآرتس/ هاجر شيزاف
من المقرر أن يتم بناء حي استيطاني جديد في آرييل على بعد حوالي كيلومترين (1.2 ميل) من المنطقة السكنية الرئيسية للمستوطنة من شأنه أن يعيق التوسع المستقبلي لمدينة سلفيت الفلسطينية المجاورة.
ومن المقرر أن يكون في غرب آرييل كحي جديد غير مجاور لبقية مدن الضفة الغربية، قطعة الأرض المخصصة للحي والتي تضمنت مرحلتها الأولى 730 وحدة سكنية، تقع ضمن نطاق سلطة آرييل ولكنها مجاورة لسلفيت.
في أكتوبر الماضي بعد حوالي 30 عاماً من الموافقة على خطة الاستيطان غرب آرييل، نشرت -وزارة البناء والإسكان- طلباً لتقديم العروض، ودعت المستثنرين إلى تقديم عروض أسعار لبناءها، كان التل المختار للحي الجديد الذي تشغله حالياً بؤرة نوف آفي الاستيطانية غير المصرح بها، موقعاً لتظاهرات سكان سلفيت.
وقال محافظ سلفيت عبد الله كامل لصحيفة “هآرتس”: “هذا الحي يشبه مستوطنة جديدة تماماً، حيث إن السلطة الفلسطينية طلبت من “إسرائيل” تعليق الخطة”.
وقال كامل: “سلفيت معدة للتوسع، لديها جامعة وهناك خطط لإضافة 10000 طالب خلال السنوات القليلة المقبلة، ويجب توسيع المخطط العام للمدينة، والموقع الذي سيتم التخطيط للمستوطنة الجديدة فيه هو بالضبط الاتجاه الذي نريد التوسع نحوه”، قلنا هذا أأيضًا-للإسرائيليين- أن هذا الوضع سينفجر في أي لحظة، وستفتح جبهة جديدة وستضر بأمن “إسرائيل”، من الواضح أن جزءاً من هدف الخطة هو القضاء على أي فرصة للحل السياسي”.
يبلغ عدد سكان آرييل حوالي 20000 نسمة وتبلغ مساحتها حسب سلطة القضاء حوالي 3460 فداناً، بالمقارنة مع مدينة الناصرة في “شمال إسرائيل” لديها مساحة مماثلة لكن يبلغ عدد سكانها 77000 نسمة، وبلغ عدد سكان مدينة سلفيت 10800 نسمة اعتباراً من عام 2017، يبلغ عدد سكان محافظة سلفيت التي تضم أيضاً القرى المجاورة حوالي 70.000 نسمة.
منطقة نفوذ آرييل ليست متجاورة ويرجع ذلك أساساً إلى قطع الأراضي المملوكة للفلسطينيين في المنطقة، وبالتالي تحتوي المنطقة البلدية في المدينة على العديد من الجيوب من الأراضي الفلسطينية الخاصة، والتي يمكن استخدامها لتوسيع سلفيت.
730 وحدة سكنية مخطط لها في غرب آرييل في المرحلة الأولى، وهي جزء من الخطة التي أعلنها -وزير البناء والإسكان زئيف إلكين- الشهر الماضي لبناء حوالي 1300 منزل جديد في المستوطنات، وزارته مسؤولة عن التخطيط والبناء في مستوطنات أكبر مثل آرييل، وصرح مسؤول كبير لصحيفة “هآرتس” أنه بينما استحوذت موافقات المجلس الأعلى على اهتمام العالم “فإن الأمر الدراماتيكي حقاً هو 1300 وحدة تم إرسالها لتقديم عطاءات”، وقال المسؤول الذي تحدث مع صحيفة “هآرتس” شريطة عدم الكشف عن هويته، إن الخطة نشأت عن محادثات أجراها مستوطنون مع إلكين ومجلس الوزراء، تمت الموافقة على خطة إضافية لغرب أرييل، على أرض مملوكة لمطور خاص في التسعينيات، وإذا تم المضي قدماً يمكن بناء 800 وحدة سكنية إضافية.
“تبدأ حدود آرييل في جامعة [آرييل] وتنتهي في المنطقة الصناعية [الواقعة غرب الحي المقترح وأيضاً غير المجاور للمناطق المبنية في المدينة]، نحن نخطط لبناء أحياء إضافية هناك في المستقبل، وقال عمدة آرييل إيلي شفيرو ماذا لو كانت بالقرب من سلفيت.
وقال إن غرب آرييل يمكن أن ينهي النقص في المساكن في مدينته.
قال شفيرو: “كانت هناك فترات تقريباً [لم تتم الموافقة على إنشاءات جديدة] وكبرت المدينة، لأن الأشخاص الذين ولدوا هناك أُجبروا على المغادرة بسبب أزمة السكن، لقد حان الوقت للموافقة على هذا الحي الذي تم التخطيط له لفترة طويلة”.
وقال إنه سيتم البناء غرب آرييل على أراض تابعة للدولة تقع ضمن نطاق سلطة آرييل ولن تتعدى على أراض مملوكة ملكية خاصة، وقال شفيرو: “نحن على اتفاق بالإجماع، وأُثني على -إلكين ورئيس الوزراء نفتالي بينت- لموافقتهما على الحي الجديد، فأنا لا آخذ منهم وهم لا يأخذون مني”.
وقالت هاجيت أوفران من حركة السلام الآن: “إن الخطة لم تكن لتتم الموافقة عليها لو قُدمت إلى مجلس الوزراء للتصويت عليها أو تمت مناقشتها في منتدى عام”.
وقالت: “استفادت وزارة الإسكان من خطة تمت الموافقة عليها قبل 30 عاماً لتغيير قلب الضفة الغربية بشكل كبير”، مسؤولو “حركة السلام الآن” قالوا لمحافظ سلفيت حيث وصفوا الحي المقترح بأنه مستوطنة جديدة وقالوا إنه سيلحق ضررًا كبيرًا بالحياة في المنطقة واحتمال أن تصل إلى حل الدولتين.
منذ حوالي عام أقيمت البؤرة الاستيطانية غير المرخصة لنوف آفي على جزء من الموقع المخصص لآرييل الغربية، وأصبحت هذه البؤر الاستيطانية المزروعة شائعة بشكل متزايد، لأنها تمكن عدداً صغيراً من السكان من السيطرة على مناطق واسعة عن طريق رعي الماشية، تعيش سارة وإسرائيل رابوبورت في نوف آفي، التي تضم حظيرة غنم ومنزلين، عندما زرناهم هذا الأسبوع كان هناك أيضاً عاملان تايلانديان.
جاءت عائلة رابوبورتس إلى نوف آفي بعد أن تم إجلاؤهم من بؤرة استيطانية مماثلة أقاموها بالقرب من مستوطنة كيدار، يقولون إنهم موجودون هناك لحراسة الأرض المملوكة للدولة، ولمنع الفلسطينيين من الاستيلاء عليها حتى يتم بناء الحي الجديد قبل المضي قدماً.
شفيرو عمدة آرييل قال لصحيفة “هآرتس”: “إنه لم يكن على دراية بالبؤرة الاستيطانية”.
وعندما تم إنشاء نوف آفي تظاهر الفلسطينيون ضدها قائلين: “إنها تسببت في فقدانهم لإمكانية الوصول إلى أراضيهم الزراعية”.
قضية أخرى لسكان سلفيت هي طريق الوصول إلى غرب آرييل، ويقع المدخل الرئيسي لسلفيت على بعد أمتار قليلة من نقطة تفتيش عند مدخل آرييل، الطريق رغم أنه يعتبر “طريقاً رئيسياً”، هو في الواقع طريق ضيق ومتعرج بين البلدة الفلسطينية وطريق 5 الذي يعد طريق سريع، فالطريق المؤدية إلى الحي الجديد تتفرع من هذا الطريق المتعرج، مما دفع سكان سلفيت للخوف من أنه سيتم منعهم في وقت ما من استخدام الطريق بسبب “مخاوف أمنية”.
يقول شفيرو: “إن المخاوف لا أساس لها ولا توجد خطط لتقييد حركة مرور الفلسطينيين على الطريق”.
وقالت مصادر في -وزارة البناء والإسكان-: “إن التأخير لعدة سنوات في إطلاق غرب آرييل نابع من صعوبات في تخطيط طريق الوصول للحي، وقالت مصادر الوزارة إنه الآن فقط بعد حل هذه المشاكل يمكن أن تبدأ عملية المناقصة لبناء الحي، وقالت المصادر إن الخطة الأصلية للطريق كانت ستتعدى على أراض خاصة، في عام 2015 بعد تغيير المسار وبدء تخطيط الطريق بشكل جدي.
Facebook Comments