أخبارأخبار رئيسيةمقالات

صدى إقرار الميزانية: ماذا بعد؟!

✍? سعيد بشارات

كنيست كيان العدو صادقت على ميزانية 2022 فجر اليوم، بنت علق على ذلك بالقول: ” أعدنا إسرائيل إلى المسار الصحيح”.

‏وبذلك فقد انتهت أعمق أزمة سياسية في كيان العدو في الساعة 03:21 صباحًا، عندما وافق 59:56 على ميزانية 2022.

قد تحاول هذه الحكومة العمل على الأقل حتى آذار (مارس) 2023، حيث سيكون هناك المزيد من الأحداث الدرامية ولكن على الأقل لن يتم حل الكنيست بسبب عدم وجود ميزانية.

بهذا يكون أفيغدور ليبرمان كوزير مالية قد حقق أول إنجاز في حياته السياسية الممتدة، إذ قال بعد نهاية التصويت: “لم يصدقني أحد عندما قلت إننا سنحل محل الحكومة وزعيمها ؛ لم يصدقني أحد عندما قلت إننا سنأخذ المالية ونقر الميزانية”.

الميزانية أُقرت بعد 3 أيام من المداولات، شعر خلالها أعضاء الكنيست بالنعاس، وتجولوا في قاعة الكنيست مرتدين الجوارب وأكلوا الحلويات حتى لا يناموا، بعدها تم تمرير ميزانية 2021 وقانون الترتيبات صباح أمس بعد ماراثون ليلي من التصويت.

بذلك “رئيس الوزراء” بنت تنفس الصعداء بعد أن شكك الكثيرون في قدرته على ضبط حكومته المليئة بالمستحيلات، وعدم قدرته على الوفاء بالـوعد الذي قطعه على نفسه باستمرار بقاء الحكومه، واعتبر بنت تجاوز عقبة الميزانية: “يوم إسرائيل”.

أكبر الخاسرين في هذه المعركة كان نتنياهو؛ زعيم المعارضة، الذي ارتبك وصوت بالخطأ مع التحالف 6 مرات، لدرجة أن جانتس وزير الجيش صور له مقطع يعلمه كيفية التصويت ضد، فرد نتنياهو عليه: “يصادف أن الناس يرتكبون في التصويت أخطاء، اسألوا من صوت لبنت”، انتظرت الحكومة مفاجأة من نتنياهو، لكن نتنياهو لم يكن لديه أرنب في قبعته قالت سيما كادمون من يديعوت أحرنوت وجزمت قائلة: الآن بعد أن أصبحت هناك ميزانية، أصبحوا مقتنعين – عهد نتنياهو قد انتهى.

بعد هذه الليالي الثلاث، أخذ الجميع صورة سلفي مع بنت وليبرمان ولبيد.

الآن أُقرت الميزانية واستقرت الحكومة، لكن لا يعني هذا أن الأمور ستسير من اليوم وصاعداً بطريق سهلة، بالعكس الآن ستبرز القضايا الخلافية و تبدأ المعارك الحقيقية داخل الحلبة التي تم تحصينها بالميزانية، حيث سيكون صدى اللكمات أعلى بكثير من صدى الخلافات والتسريبات والمناكفات التي سبقت إقرار الميزانية.

الآن الجيش حصل على حصته ويذهب بصرَّته إلى الكرياه، وبهذا المال سيحقق مالم يكن قادراً على تحقيقه في فترة الشلل السياسي الذي دام 3 أعوام، وسيحاول كوخافي أن ينتصر بما تبقى أمامه من فترة في منصبه كرئيس للأركان.

سيحاول اليسار أن يجمع نفسه كي يكون مختلفا، لكن سيصطدم بجدار حديدي من اليمين، تبقيه عبارة عن جهاز مناورة داخل الحلبة، بحيث يكون تأثيره في الواقع مشابه لتأثير محمود عباس على واقع الضفة الغربية .

هناك ملفات أخرى ستكون حاضرة وبقوة لكن مفاتيحها ليست عادية، لأنها مرتبطة بقضايا استراتيجية وتحمل أرقاما ً سرية معقدة ستكون عملية فكها صعبة على الأطراف كافة، ولا أحد يعرف كيف ستنتهي عملية فتحها وإخراج إنجاز منها، لأن الإنجاز فيها هي عملية فشل للعدو “الإسرائيلي” وانتصار للطرف الفلسطيني، وهنا نتحدث عن ملف الأسرى الجنود لدى حماس، و رفع الحصار عن قطاع غزة.

الحلبة السياسية “الإسرائيلية” ستكون مغبرة جداً بسبب الضفة الغربية التي لا يستطيع اليسار إحداث تقدم نحو التوصل لحل بشأنها، و سيواصل اليمين في الحكومة تنفيذ خطته على الأرض بشكل أقوى من ذي قبل، وسيكون دور السلطة بالنسبة له عبارة عن مديرة للحالة دون المقدرة على تغيير الواقع هناك، وسيكون المخدر انفتاحا اقتصاديا اكثر اتساعاً، مع لقاءات و مناورات إعلامية لا فائدة سياسية منها، لكن وبكل تأكيد لن يُرضي هذا الواقع جزءا كبيرا من الشعب الفلسطيني الذي لا يرى السلطة معبرة عن طموحه الوطني حسب استطلاعات الرأي التي أصدرها مركز الشقاقي، وستبحث القاعدة التي تخلى عنها أبوها عن القائد الوطني الحقيقي الذي فعلاً يشغله إبقاء القضية؛ قضية تحرر وليس ورشة استرزاق لا يحصل فيها الشعب على مستقبل في حين يتنعم من يحتلها بالأمن والأمان.

Facebook Comments

زر الذهاب إلى الأعلى
error: المحتوى محمي