الوعي عقل المعركة

الهدهد/ محمود مرداوي
الإحساس بالمسؤولية وتعريف الذات والآخر ، تقدير الموقف والتصرف على هدى، لا بد من عقل يدير المعركة، يخطط مسارها، ويرفع وتيرتها صعوداً، ويُخفض أور نارها ويناور يمنةً ويسرة بما تقتضيه المعركة للنجاح في استمرارها .
في فلسطين هذه الأيام نظراً لموازين القوى وقياساً لطبيعة البيئة واستحضاراً للفضاء الإقليمي والدولي نحتاج لاستمرار المشاغلة والحضور والتأثير من خلال أشكال النضال المختلفة ، في مناطق نقتصد في القوة ونتخير الوسائل، وفي مناطق أخرى يطغى عليها الجهدالفردي لقلة الإمكانات والموارد، لكن المناخ وتعدد الثغرات وانتشارها يشكل فرصاً لتوجيه ضربات لا يجب أن نقنن القوة ونقيدها .
لكننا شعب تحت الاحتلال في كل مكان من فلسطين منتفضون حتى زوال هذا الطغيان.
التنوع مفيد ومناسب ، قليل دائم خير من كثير منقطع، في قاموس النضال وكفاح الشعوب ، التوزيع والاقتصاد في القوة وانتشار النشاط في نقاط متعددة يؤكد الرسالة ويُكثف التأثير على كل المحاور في المدن ونقاط التماس بالقليل دون تبخيسه ولو كان حجراً أو زجاجة حارقة أو فارغة ، أو في أفضل حالات المقاومة عملية دهس كما حدث في القدس ، أو طعن.
لا بد من تشتيت العدو وإرهاقه في كل مكان نستطيع أن نشاغله على المحاور والطرق الالتفافية التي تشكل سرطاناً، تُقطع المدن وتمنع الوصال ، حجر واحد في طولكرم يحرم العدو من إرسال دورية إلى قلقيلية، وإذا تعددت هذه الحجارة ولو مجرد إلقاء حجر والانسحاب وترك المكان يعني دورية ستترك المحور المحدد لها وتهرع إلى مكان يختاره ويحدده المقاوم .
عملية نوعية تنجح ترفع مستوى المعنويات الوطنية، شخص يرفع همم شعب يزرع الأمل ويعزز الشكوك في فقدان أمل البقاء والاستمرار لدى العدو.
الشعب الثائر طعامه وشرابه مقاومة، نومه ويقظته وعي وخطط وفرص يقتنصها وبيئة يهيئها ، فلا أقل من أن نعيش الألم بالأمل عبر السعي المتواصل من الخلاص .
فلينتفض شعبنا في كل مكان في إيقاع واحد متلازم متكامل كل قرار فيه فكرة ووعي وخطة .
جداول تصب في النهر، ونهر سيصل بنا إلى شاطئ الأمان.
ولا ننسى أن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفاً كأنهم بنيان مرصوص.
واعلموا يقيناً أنه لا يحدث في ملك الله إلا ما أراد الله.
Facebook Comments