صدى صوت من الماضي يتكرر بين جدران غرف اللقاءات الإنتخابية، لكنه مدعاة للقلق والحذر

الهدهد/ سعيد بشارات

‫من الخطأ الإعتقاد أن دولة الإحتلال تتجاهل ما تسميه أنه املاء “جدول أعمال ارهابي” في الجنوب، فالضغط الإعلامي حول ظاهرة البالونات المتفجرة يتصاعد، ومعه يتصاعد احتجاج سكان الجنوب، ومع تصاعد وتيرة الغضب والضغط من الجنوب تتفاعل التقديرات في غرف المستويات السياسية والعسكرية حول طريقة الحل، وحقيقة ما تريده المقاومة في غزة، طبعاً دون إجهاد انفسهم بالتفكير في رفع الحصار الذي هو سبب المشكلة حالياً في الجنوب، رئيس وزراء حكومة الإحتلال نتنياهو قال اليوم أمام رؤساء المجالس المحلية في غلاف غزة والذين كان كلهم من حزب الليكود كلاماً دائما ما يكرره منذ عام- حيث احصيت له نفس التصريح بنفس الجمل في الجنوب 8 مرات على مدار العام الماضي -حيث قال اليوم : إذا استمر إطلاق الصواريخ والبالونات فمن المحتمل أن نقوم بعملية عسكرية قبل الانتخابات. لكنه أكد في نفس اللقاء اليوم أنه يحبذ الحل على المواجهة ، رؤساء السلطات طلبوا منه بعد سماعهم هذا الكلام ان يكون في تقديره أنه لا يوجد فرق بين صاروخ وبالون متفجر.‬

اجتماع نتنياهو جاء بعد أسابيع من اطلاق البالونات ، وبعد الضغط الإعلامي ومطالبات الجنوبيين ، الذين تم تحديد اللقاء معهم اليوم فقط مع حزب الليكود ، وليس مع قادة غلاف غزة.‬

كلام نتنياهو جاء هامشياً اذا ما قيس بتصريحات تتعلق بالصراع الداخلي الذي يطغى هذه الأيام على أي ملف آخر، لا بل يحاول نتنياهو تجيير أي حدث لصالحه في حملة انتخابية ثالثة، لكن مساحة الحركة التي يستطيع القيام بها بما يتعلق بالتوتر على الجبهات محدودة ، وخاصة في فترة الإنتخابات، لأنه لا يحبذ التورط بمواجهة كبيرة تؤثر على قدرته على حسم مصيره الحساس في الإنتخابات القادمة، لذلك من المستبعد الدخول في عملية واسعة ، لكن من الممكن اقدام الإحتلال على اغتيالات محددة او تصعيد جراحي يوقف غضب الجنوبيين، ومن غير المستبعد التقدم بخطوة نحو تقديم تسهيلات للقطاع تتجاوز ما يقدمه هذه الأيام من فتات التسهيلات.

لقاء نتنياهو في الجنوب اليوم تبعه غضب بين رؤساء السلطات في غلاف غزة لان نتنياهو اجتمع فقط مع أعضاء الليكود”

اليوم انهى جيش الإحتلال مناورات ركزت على ايقاع أكبر عدد من القتلى في صفوف عدوه وقدرة الجيش على الفتك و على الهجوم”، شارك في المناورة هيئة الأركان العامة ، وقسم العمليات والقيادة الشمالية والقيادة الجنوبية والذراع البري والجوي والبحري و المخابرات وقسم الإتصالات والدفاع الإلكتروني ‬.

المصادر الموجودة في الجزء العلوي من قيادة الجيش ومنسق اعمال حكومة الإحتلال في المناطق يجادلون حسب ما ينقله المراسلون العسكريون بأنه يجب إعطاء فرصة أخرى لإمكان تقديم التسهيلات الذي تتوسط فيه مصر .

المؤسسة الأمنية لدى الإحتلال تدعي أن حماس تعاني من ضائقة سياسية واقتصادية ، وبالتالي فهي تتصرف بطريقة لتسخن الحدود و تنشر الأكاذيب في إطار الحرب النفسية حول جثث جنود جيش الإحتلال الإسرائيلي وبالتالي ، فإن الجيش لا يسارع إلى التخلي عن الترتيبات على مراحل ، على الرغم من النقد الموجه له من الجمهور والواقع الذي يعاني منه سكان الجنوب، كما يقولون، وهناك تقييم لدى النظام الأمني يقول أن: حماس تدرس العودة إلى المظاهرات على الجدار .
 

غدا نتنياهو سيصدر تصريح مهم في الساعة 4 مساء؟ وهو تصريح يدفع للقلق المحدود بالنظر لوضع مثل وضع هذا الشخص، لأنه لا يُعرف في أي اطار وأي سياق سيأتي، ولا حول ماذا سيدور، لكن قياساً على تصريحات سابقة، نتنياهو يتعمد اثارة زوبعة اعلامية لصالحه، لكن تكون قيمتها الفعلية على الأرض ، ضمن المتوقع من شخص في وضع مثل وضع نتنياهو.

Facebook Comments

زر الذهاب إلى الأعلى