أخبارترجماتشؤون فلسطينية

سهام الاتهام والمؤشرات المؤدية إلى قائد حماس في تركيا

ترجمة الهدهد
أمير بار شيم/ صحفي صهيوني

 صالح العاروري.. قائد قيادة حركة حماس في الخارج والمتواجد في اسطنبول طوال الوقت تحت حماية أوردغان، العاروري متواجد منذ عدة سنوات على رادار “الاستخبارات الإسرائيلية”  لكن الصورة حول علاقته بمدينة الخليل التي تم الكشف هنها مؤخراً في الضفة ليست واضحة بشكل كامل حتى الآن، ويبدو أن العاروري ليس هو الذي يُشغل بشكل مباشر الخلية، إنما هو المسؤول الكبير وموجه السياسات والاستراتيجيات.

من خلال استعراض سريع لجيل قادة ألوية الضفة “بالجيش الإسرائيلي”، يكشف أن غالبيتهم كانوا برتبة رائد خلال الانتفاضة الثانية، ولقد تعرفوا على الخلايا التي أقامتها حماس والجهاد الإسلامي وتنظيم فتح على طول مناطق الضفة، ولقد تعرفوا على مستواهم التكتيكي خلال حملات الاعتقالات واقتحام الحواجز وبعد ذلك العمليات داخل “إسرائيل”.

الكشف عن الشبكة الواسعة لحماس في الأيام الاخيرة كانت بالنسبة لعدد كبير من هؤلاء الضباط بمثابة وضع جديد، حيث يوجد عدة أسباب لذلك لكن الأساس هو السيطرة المُطلقة للشاباك على الميدان، والتي نجحت على مدار عقدين الكشف عن كُل بداية تشكيل خلايا وشبكات بالضفة وعملت على تفكيكيها.

حجم الشبكة وتقسيمها والوسائل العديدة التي كشف عنها خلال الاعتقال، هي من النوع الذي يتذكره فقط كبار قدماء الانتفاضة الثانية، والتي على ما يبدو أحبطت عملية ضخمة ومزدوجة والتي تذكرنا بأيام الاستشهاديين.

إلى أي حد كان عناصر الشبكة قريبين من الوصول إلى “إسرائيل”؟ أهداف الاعتقال كانت في قرية بدو المُجاورة لرام الله والقريبة من القدس، الأمر الذي شكل دافعاً سريعاً لإرسال جنود اليمام إلى القرية والتي تعمل فيها وحدات من حرس الحدود بشكل دائم في غلاف القدس.

يبدو أن أيام الراحلة في الضفة الغربية انتهت، على الأقل بالفترة القريبة، وبات واضحاً “لإسرائيل” أنه لم يتم الكشف عن كل الشبكة، وأنها تتعامل معها على انها جمرات موزعة على سطح الميدان الواسع مُقارنة مع ما حصل بالماضي.

المؤشرات الأولى للتغيير بالميدان بدأت تتواجد في الشاباك، قبل عدة أسابيع خلال التحقيق مع أحد عناصر حماس بدأت تتضح ظاهرة غير اعتيادية، حيث أنه خلال التحقيق بدأ المعتقلين يشيرون إلى الارتباط مع عناصر حماس من خلال أساليب تجنيد جديدة ومبتكرة وغير تقليدية.

بشكل عام الشبكة تقوم على علاقات القرابة، العائلة، الحمولة، الصداقة، مكان السكن، مكان العمل، المعرفة المسبق، إن الشبكة كانت مختلفة تماماً عن طرقة عمل سابقاتها، وبالمنظومة الأمنية أدركوا أن هناك يد من خلف الكواليس تُحرك كل الخيوط بهذه الشبكة.

إن الذي يترأس قائد قيادة حماس في الخارج هو صالح العاروري المتواجد في اسطنبول طوال الوقت تحت حماية أردوغان، هذه شخصية متواجدة منذ وقت طويل في دائرة استهداف “المخابرات الإسرائيلية” وبقي التركيز هو معلوماتي وليس عملياتي، لكن بسبب صدمة خالد مشعل في الأردن، “إسرائيل” تمتنع عن العمل في أي دولة تربطها بها علاقات دبلوماسية رسمية.

وليس عبثا تم استخدام مصطلح العلاقات الدبلوماسية، وليس الصداقة في مجال العلاقات مع تركيا، في كل مُقابلة مع ممثلي أمريكا أو الاتحاد الاوروبي، “إسرائيل” تركز على منح تركيا الحصانة لعناصر حماس، مثل شخصية العاروري، فيما يرى أردوغان بذلك فرض الوصاية الطبيعية لحركة الإخوان المسلمين في تركيا على فرع الحركة الفلسطينية.

التعليمات بشأن شبكة الضفة تخرج من تحت العاروري في مسارين: من حماس في غزة، ومن هناك إلى الضفة الغربية بشكل مباشر إلى الضفة، أحياناً عن طريق لقاءات في دولة ثالثة، أو رسائل مشفرة، وفي حالة هذه الشبكة التقسيم الدقيق الذي حرص عليه النشطاء، يصعب تحديد مسار النشاط.

إلى جانب النجاح العملياتي للشاباك، برد بشكل واضح سكوت السلطة، فللمرة الثانية خلال أقل من عقد، “إسرائيل” تكشف عن شبة لحماس كانت تنوي تنفيذ عمليات في “إسرائيل”، أو على الأقل ضد السلطة.

خطاب التهديد لأبو مازن في الأمم المُتحدة على اعتقال الخلية، يبرز الى أي حد عمق الهوة بين السلطة وحماس، بين مستوى التصريحات الانتفاخية لأبو مازن، ومستوى التنسيق الامني بالميدان.

عملية بهذا الحجم الذي تحدثنا عنه كان سيقلب الموازين في “إسرائيل” ويعني أن الأمر يتطلب العمل بقسوة في الضفة، وإبعاد أبو مازن عن “الحوار الإسرائيلي”، الحوار الذي يسعى له مع حكومة بينت – مثلاً في مقابلته مع وزير الجيش غانتس بداية الشهر.

بكلمات أخرى حماس غزة وحماس الخارج كانوا سيكسبون مرتين، هُدوء بالضفة وغزة يؤدي إلى إضعاف العلاقة بين “إسرائيل” والسُلطة على المُستوى الداخلي الفلسطيني.

Facebook Comments

زر الذهاب إلى الأعلى
error: المحتوى محمي