العمل قريباً جداً من الخصم؛ غواصات “العدو الإسرائيلي” التي تعمل في أعماق البحر
شبكة الهدهد
تحدث أحد أفراد الطاقم العامل في الغواصة قائلاً إن “انحراف متر واحد سيُميز بين النجاح والفشل – ومن هُنا كانت الطريق قصيرة للوصول إلى الكارثة التي كانت ستورط –“إسرائيل”-” ، وفق ما أعلنه أحد أفراد طاقم الغواصة وشخص أخر يُشارك في نفس الشعور، عند الغوص في الماء هُناك مسار صامت يكون هو السمت الغالب فالعمل يكون بشكل صامت وأنت بتلك اللحظة تنعزل عن كُل شيء، ويبقى الشُعور بالمسؤولية الكبيرة هو الهم الأكبر، حيث أننا غُصنا نحو الوحدة الأكثر سرية “بالجيش الاسرائيلي”:
نير دفوري القناة 12
قبل بضعة أشهر وفي ذروة عملية مُعقدة وحساسة بعيداً عن شواطئ ““إسرائيل”” وقع حادث وقد كان عبارة عن عطل خطير بأحد مُحركات “غواصة “اسرائيلية” حيث حدث هذا العطل وبشكل مفاجئ، وهذا لم يكن مُجرد عطل بسيط ولكنه عطل تسبب في وقف جُزء كبير من قُدرات الغواصة الفنية، كما تسببت في وقوع ضرر بالقُدرات العملياتية، ومنذ تلك اللحظة كان من المُمكن أن ينكشف أمر فريق الغواصة التي كانت تعمل بالقرب من أحدي الدول المُعادية، في الحال قاموا بأعمال الصيانة المُعقدة والحساسة قبل أن ينكشف أمرهم.
من كان على دراية بتفاصيل الحادث يُمكنه الحديث عن أنهم بغُرفة العمليات العسكرية الموجودة في مقر وزارة الدفاع بتل أبيب والمعروفة باسم “حفرة الكرياه” كانوا قلقين جداً علي مصير الغواصة، وتم إبلاغ كُلاً من رئيس هيئة الأركان ووزير الدفاع بالوضع أولا بأول، وكان يدور الحديث عن حادث لا يحصل كثيراً، ويمكن أن يعمل علي تعقيد “الحالة الاسرائيلية” برمتها، وقد تطلب ذلك من طاقم الغواصة بتلك اللحظات أن يقوم بتطبيق جميع ما تمت دراسته خلال سنوات وذلك في ظل التوقيت الحرج وأسفل أعماق البحر، حيث بدأ الطاقم في تفكيك الأجزاء التي تعطلت وعملوا علي ايجاد أجزاء أخرى في ذات الوقت والمكان، كل ذلك يجري من خلال التواصل المُشفر مع خُبراء كانوا مُتواجدين علي شواطئ “إسرائيل”، حيث تم تركيب الأجزاء الجديدة بكُل حذر وخلال يومان من الإجهاد العصبي والتوتر تم إصلاح العطل وكان بالإمكان الاستمرار بالمهمة وإكمالها بنجاح.
الميزة الأهم بالغواصة هي السرية وإلا ستُصبح غير ذات صلة حيث تم في الآونة الأخيرة بأسطول الغواصات استكمال عمليات التغيير بالنهج العملياتي التشغيلي، والذي يتعلق بالأساس بالمعركة السرية بين الحُروب، وهي تلك المعارك الاستباقية الوقائية، والذي في إطارها يتم إلحاق الضرر بجميع الجُهود الإيرانية والخاصة بنقل السلاح من إيران إلى الشرق الأوسط، الغواصات تعمل أيضاً مع جهات أخرى لا تتبع لسلاح البحرية – كما تقوم بالتعاون مع الموساد وشعبة العمليات وسلاح الجو.
حتى يومنا هذا شكلت الغواصات أداة لجمع المعلومات الاستخبارية الكلاسيكية” النظرية”، هي تعمل بشكل سري وهادئ، تُبحر بعيداً وفي أعماق الماء وهي مختفية عن الأنظار، لا يعرف أحداً متى ستصل أو ستخرج من قُرب شواطئ العدو، ميزة السرية تُمكنها من الوصول إلى الميادين والساحات والمناطق التي لا يُمكن الوُصول إليها أو العمل بها بأي طريق أخر دون كشف أمرها، “لكن الأعداء من حولنا لم يبقوا محلهم سر لقد تغيروا” هم يتطورون وقد حصلوا على قُدرات تسمح لهم بالكشف ورصد الطائرات والقطع البحرية بكل سُهوله، الأمر الذي يجعل من الصعب علي “الجيش الاسرائيلي” أن يعمل بحُرية، هُنا تدخل الغواصات إلى الصورة من خلال ميزتها السرية التي تُبقيها تحت الماء، ويُدرك كلا من الجيش والعديد من الجهات أهمية هذه الميزة ويمكنهم معرفة قيمتها الأمنية.
يُمكن للغواصات أن تمكث فترة كبيرة من الزمن في مكان بعيد جداً، وحمل وسائل استخبارية ووسائل قتالية، بل ويُمكنها حمل “ضُيوف” معها، مُمثلة بقوات أُخري حيث يُمكنها بهذه الطريقة الخروج من الغواصة ودُخول أراضي العدو بأمان، وبهذه الآونة قد تلقى أسطول الغواصات شهادة تقدير من قائد سلاح البحرية، وبالأخص علي دورها في العشرات من العمليات التي خرجت إلى حيز التنفيذ من قبل طاقم الغواصات، سواء في الساحات القريبة أم البعيدة من خلال استخدام خدمات الغواصات في أماكن لم يعمل بها “الجيش الاسرائيلي” سابقاً كل ذلك خلال فترة تُعتبر مُعقدة والتي عرفتها فرق الغواصات.
فجأة أدرك “الجيش الاسرائيلي” ماذا يُمكنهم أن يقوموا به من خلال الغواصات، ووفق أقوال سلاح البحرية لقد حصلوا على الكثير من الثقة من صانعي القرار وعلى الرغم من الثغرات والإخفاقات والصُعوبات أثبتنا أنفسنا.
ليس فقط مُجرد صراع عسكري
الصراع الذي يدور بهذه الآونة بين إيران “و“إسرائيل”” هو أحد مظاهر المعركة وساعة النطاق، والذي أغلب حلقاتها سري، وقليل منها يتم الكشف عنه، ويظهر من خلال التقارير الأجنبية أنه خلال الأشهر الأخيرة شُوهدت “غواصة إسرائيلية” في البحر الأحمر، وليس اعتباطاً أن يصبح البحر الأحمر ومنطقة باب المندب منطقة نشاط بارزة حيث يتم بها جمع المعلومات والمُراقبة إلى جانب إحباط عمليات تهريب السلاح والنفط الذي تحُاول إيران اقامته بالمسار الملاحي الدولي.
أعلنت إيران خلال الأسبوع الحالي أنه خلال العامين الأخيرين فإن “إسرائيل” قد هاجمت 14 سفينة تابعة لها في البحر المتوسط والأحمر، “إسرائيل” من جانبها لم تعلن مسؤوليتها عن أي من العمليات، لكن يمكن أن نري في الإعلان القريب من كل تاريخ تم فيه مهاجمة سفينة إيرانية، أصيبت سفينة مملوكة “لإسرائيل” بالخليج العربي، يدور الحديث عن عمليات انتقام ورد على هُجوم سابق من قبل إيران بمُحاولة لوقف عملية “إسرائيل” من إحباط عمليات تهريب السلاح والنفط والتطلع إلى خلق مُعادلة من شأنها ردع صُناع القرار في “إسرائيل”.
الهجوم الذي شُن على السفن الإيرانية خلال السنوات الأخيرة بالبحر الأحمر والبحر المتوسط والتي كانت وفق الخارطة الهُجومية التي نشرتها إيران من ناحية مبدئية، ضرب السفينة قُبالة شواطئ عُمان والتي تُشغل من قبل شركة بريطانية والذي تسبب في مقتل أثنان من طاقمها “بريطاني وروماني” هذه العملية ورطت الإيرانيين، وأدي ذلك إلى نجاح “إسرائيل” باستغلال هذا الحدث لصالحها، وجعله كعلامة تجارية ومُشكلة عالمية وليست خاصة مع الكيان، من جانبه أدان مجلس الأمن مُهاجمة السفينة من قبل إيران لمسار التجارة العالمية البحري، وهذا العمل جُزء لا يتجزأ من المعركة الدائرة، هذا صراع دبلوماسي والذى يُقابله المسار الاستخباري والعسكري.
التأهيل الذي لم ينتهِ.. عشرات الأشخاص بداخل خليه مُكتظة
أدت سلسلة طويلة من العمليات السرية الناجحة إلى الزيادة في طلب التعاون المُشترك مع أسطول الغواصات، وهذا الجُزء من الطلبات التي لا يمكن توفيره، هذا النجاح قاد إلى تفهم بأن هذه الغواصات هي أداه عملياتيه فريدة تسمح بالتفوق تحت أعماق المياه، هذا التفوق مطلوب في الميدان البحري والذي أصبح أكثر تعقيداً، هناك الكثير من اللاعبين في المنطقة ومن بينهم الأسطول الروسي والايراني، حيث أصبح هذا الفضاء البحري أكثر اكتظاظاً، نحن نعمل تحت أقدام الخصم “قريباً جداً من عُقر داره”، التغيير الكبير الذي طرأ هو امكانية الرد في الجانب البحري علي كل نشاط موجها ضد “إسرائيل”، الأمر الذي يجعل سلاح الحبرية لاعباً مركزياً ليس فقط بالجانب التكتيكي ولكن أيضاً بالجانب الاستراتيجي.
تدمير الوسائل القتالية الموجودة بالجانب الإيراني
تدعى إيران: أن “إسرائيل” هاجمت 14 سفينة تابعة لها خلال العامين الماضيين.
بهذه الآونة يُفعِّل “سلاح البحرية الاسرائيلي” خمس غواصات، السادسة لا زالت بمراحل البناء في ألمانيا وستصل إلى الكيان في غُضون بضع سنوات حيث وجد سلاح البحرية نفسه يعمل في ميادين قريبة وبعيدة، الأمر الذي تطلب منه أن يمتلك غواصات في البحر الأحمر، هذه فرصة مواتية لكي يستوضح سلاح البحرية فيما كان في حاجة إلى غواصة سادسة؟ بسلاح البحرية مقتنعون بأن هذا هو الواجب ويعزون ذلك بالأساس إلى تعاظم المهام التي يواجهونها، حيث أن أغلب تلك الغواصات يكون لها دوراً بأماكن بعيدة جدا عن “شواطئ “إسرائيل”.
قال مسؤولون في سلاح البحرية “إسرائيل” موجودة بالفعل وهي الآن بحالة تأخر من ناحية تشكيل غواصات المُستقبل، فقط بعد قُرابة عقد من الزمان من المُتوقع أن يستقبل سلاح البحرية ثلاث غواصات متطورة وأكبر من تلك الموجودة اليوم والتي ستحل مكان تلك الغواصات من نوع ” دولفين ” بعد مشوار من الخدمة وصل إلى قرابة 30 عام، النموذج الجديد سيكون مختلفاً جداً حيث سيشمل أنظمة غوص وطاقة وسلاح ومنظومة اتصال متطورة جداً، تكلفة كل قطعة من هذا النوع سيصل إلى 400 مليون يورو، ثلث المبلغ دعم من الحكومة الألمانية وذلك في إطار العلاقات طويلة المدي والتزامات موجودة بين الدول.
الغوص إلى داخل الغواصة هو غوص نحو عالم موازي، في الداخل تكون الإنارة خافته حيث تختلف ليلاً ونهاراً، ممرات متلاصقة مكتظة وأنابيب ومحابس أنظمة كهرباء واتصال، لا يمكن امثلاك هاتف محمول تحت الماء وأحيانا لأسابيع طويلة، علي فكرة الكتب مسموح تواجدها، ويمكن توصيف الوعي في الداخل كخلية مشغولة بنفسها، كل شخص يعرف مكانه علي النقيض لما يمكن التفكير به من أنه مكان هادئ، الغواصون أيضاً يتحدثون بهدوء وربما هذا برنامج توصيفي لشكل العمل المطلوب هنا، أكثر من 50 شخص يشغلون القطعة البحرية الأغلى الموجودة في “الجيش الاسرائيلي”.
الغواص موجود دائماً مُمسكاً بكًراس ارشادي مفتوح دائماً يتعلم، على الرغم من دورات التأهيل التي تستمر لقرابة عام ونصف حيث يصل إلى الغواصة مكتسباً تأهيل أساسي بسيط فقط، منذ ذلك الوقت هو موجود في إطار مسار دراسي مستمر يمتهن العديد من المجالات ويتطور كل الوقت، ” تدريب وتأهيل لا ينتهي” بحسب وصف جنود سلاح البحرية.
“لا يوجد مثيل في أي مكان أخر لقدرات الغواص بتدمير المهمة” بحسب وصف من هم على دراية بأعمال الغواصين، “في حال ارتكاب قائد الغواصة خطأ على سبيل المثال وطفت الغواصة بمتر واحد، أحيانا يكون هذا الفارق بين مواصلة المهمة وانجازها وبين اكشاف أمرها، ومن هنا تكون الطريق ممهدة لوقوع كارثة، وهنا لا يتحمل طاقم العمل الخطر، ولكن يمكن أن يورط “إسرائيل” كلها.
رأس السونار” تقنية انتشار الصوت تحت البحار” عيون وآذان الغواصة
يوجد بين أعضاء الطاقم عده مهام فريدة علي سبيل المثال رئيس الفريق “سونار” تلك التقنية التي تعمل من خلال موجات صوتية وتستخدم للملاحة البحرية والكشف عن الغواصات والسفن. السونار يسمح بشكل كبير أن يري فريق الغواصة عن طريق السمع، في هذا الموقع يوجد جندي بالخدمة الدائمة لم يجتاز دورة ضباط فقط، بل أمضي سنوات عديدة في الجيش ويمتلك خبرات حيث اجتاز العديد الدورات التأهيلية الطويلة، مهمته الإنصات لأي ضوضاء موجود في أعماق الماء وحول الغواصة والقُدرة على تصنيف تلك الأصوات ما بين أصوات كائنات بحرية أو قطع بحرية، يدور الحديث عن مهمة حساسة حتى أن قائد الغواصة لا يمكنه أداء نفس الدور، رئيس فريق السونار هذا يشكل عيون وأذان الغواصة داخل المجال البحري، وهذا الشخص يسمع صراخ الحيتان، وزقزقة الدلافين حتى أنه يسمع صوت اطباق السرطانات لغطائها، وفق ضجيج دافع الحركة “مروحة الدفع” يمكنه التمييز بين فيما كان الأمر يدور حول سفينة تجارية، أو سفينة صيد، أو سفينة صواريخ أو غواصة تمر بالجوار .
في المقابل في قمرة صغيرة حجمها لا يتعدى 4 متر مربع يُدبر الطباخ بتميز كبير مطبخ الغواصة، مهتمة أن يوفر لعشرات أفراد طاقم الغواصة وجبات ساخنة على مدار الساعة وخبز طازج يتم طهوه في المكان، حيث تنتشر الرائحة في الفضاء الداخلي للسفينة والذي يجعل الجميع يتجاوب مع الرائحة، ودائماً هناك من يسترق النظر في الداخل ويقوم بخطف فطيرة ساخنة وطازجة، المطبخ هو مركز الغواصة “مركز للنشاط بها” وكثيراً ما يأتي إليها قائد الغواصة هارباً إليها من أجل الاسترخاء وشُرب القهوة بهدوء وفي طريقة يتطلب منه مساعدة الطباخ في طهي الخبز اذا تطلب مساعدة.
“الفرق بين النجاح والفشل بالمهام منوط أحياناً بالانحراف نحو متر وحيد من قبل قائد الغواصة -القبطان- ومن هنا تقع الكارثة المحتومة.
من بين المهام التي لا تنتهى وهي من الواجب والمستحب أن يتم قراءة كتاب أو مشاهدة مسلسل تلفزيوني غالباً يتم ذلك بتشجيع من القادة، هذا هو الملجأ الوحيد إلى العالم الخارجي المُختلف والموجود علي ارتفاع عدة مئات الأمتار، وطريق للتنفيس عن النفس والتخلص من الضغوطات، أفراد الغواصة هم أناس فريدون جيدون جداً في العمل الجماعي، ذوي قدرات عالية على التعلم، هادئون وعلى قدرة عالية من ضبط النفس والاحتواء، لكنهم أيضاً قادرون علي التفكير والجرأة، هناك الكثير من اللحظات الصعبة التي يمر بها أفراد الغواصة خلال إبحارهم الطويل والذي يستمر لأسابيع عديدة، مما يتوجب عليهم خلالها معرفة كيف يتم احتواء المشاكل والعمل على حلها، أيضاً بمجال أمن الغواصة هناك قيمة عُليا لكل غواصة بشكل عام، أيضاً الفرد العامل بها وبشكل خاص هو مكون مركزي ويمتلك نتائج الابحار وأي خطأ قد يكلف حياتهم جميعاً.
“من المخيف جداً أن تسافر علي طرقات البلاد” يوجد للغواصة قائد وحيد يحمل رتبة مقدم، وهو يتحمل جميع المهام، من لحظة الغوص عميقاً في المياه يقوم بقطع الاتصال مع الشاطئ وتصبح جميع القرارات مرهونة به، هو ملك بمملكته وهو الوحيد الذي يُقرر ما سيكون وماذا سيتم فعله، والوحيد الذي بيده قرار وقف المهمة، لاحقا عند عودته إلى الشاطئ يتطلب منه تقديم إيضاحات وأجوبة علي قراراته، ولكن تحت البحر هو من يقرر والحكم النهائي بيده، المعني هنا أنه يمتلك المسؤولية الكبيرة علي الغواصة ذاتها وعلى الفريق وأيضاً المهم.
” كل شيء منوط بك، التواصل يمكن أن يتم في حال كان هناك إمكانية لذلك، ذات مرة قال لي أحد قادة هيئة الأركان أن هناك وحدتين بالجيش لا يوجد له سيطرة عليها “كتيبة جولاني وأسطول الغواصات”، وأوضح بأن العمل في العمليات العسكرية يتطلب أحيانا البحث عن أعطال وخلل فني، وعدو يعمل بشكل مٌختلف عما كنا نعتقده أو مٌجرد مركب صيد دخلت إلى المنطقة وتبحر من فوقك وتضايقك، يتطلب منك تغيير خطة العملية في اللحظات الأخيرة من أجل التقدم بالمهمة، لغاية الآن لم يتم كشف أمرنا ولم نقم بإلغاء أي مهمه، ولكن هذا يتطلب تركيز وأحيانا العمل علي وضع تصور مُختلف والارتجال من أجل النجاح بالمهمة.
في بعض العمليات فقط قائد الغواصة يعرف تفاصيل المهمة، وباقي أفراد طاقم الغواصة يعرفون جزء منها، والصورة الكاملة للمهمة موجودة في يد شخص وحيد وهو القائد، هذا ينبع بوجه الخصوص لحساسية المهمة وسريتها، بالآونة الأخيرة يعمل قادة الغواصات علي تقليص نقص المعرفة بين أفراد الطاقم وذلك بهدف خلق حافزيه وربط الطاقم بالمهمة ولكن هذا لا يكون بشكل دائم.
“عند الغوص إلى عمق المياه هناك مسار من الهدوء، أنت تنعزل تماماً عن كل شيء، ويتعاظم لديك الشعور بالمسؤولية”
في سلاح البحرية وفوق كل فرد من طاقم الغواصة في “إسرائيل” تحوم سحابة الغواصة “دكار” وهي تلك الكارثة التي أدت إلى الغرق ومقتل 69 فرداً من الطاقم خلال العودة إلى “إسرائيل” من حوض بناء السفن ببريطانيا، عندما يتم سؤال فريق الغواصة عما كان هذا الفكر يرافقهم خلال نشاطهم العملياتي تحت البحر: أجابوا: “نجد نحن الأفراد صعوبة في فهم أننا نعيش تحت الماء، نحن نخاف أكثر خلال السفر علي طرقات البلاد وعند الهبوط إلى الماء هناك مسار من الهدوء التام، فأنت تنفصل تماماً من عالم الهواتف الخلوية، وعن كل شيء، وهناك ينتابك شعور مختلف تماماً، وهو الشعور بالمسؤولية، وهذا شيء مختلف ومميز”.
والآن ننتقل إلى التقاليد، فهناك كتاب فريد موجود علي طاولة قائد الغواصة، والمعروف باسم “كتاب الغواص، فرد الغواصة” موجود به قائمة بخط اليد لأسماء أفراد طاقم الغواصات الذين خدموا علي مدار السنوات بسلاح البحرية لكل فرد منهم رقم شخصي واسم الغواصة التي خدم عليها، هذا كتاب تقدير ووسام شرف والذي يضم بداخلة أسماء وعمليات عالمية، تقريبا 2.800 اسم محفورين به، ويحتوي شهادة وتوثيق لمن خدم تحت الماء وصمد أمام الخدمة العسكرية الصعبة، تقليد أخر هو “شمبانيا الأعماق” كل غواص أو ضيف في الغواصة من الذين يهبطون إلى عمق أقصي” العمق الذي تصل إليه الغواصة هو مُعطيات سرية “ويتطلب منه واجب الضيافة أن يرتشف كأس من ماء البحر الذي تم جمعة من أعماق البحر وأن يشربه مرة واحدة، من كانوا هناك قصوا أن المياه كانت باردة جدا وأقل ملوحة من تلك الموجودة علي ارتفاع سطح البحر.
Facebook Comments