أخبارمقالات

جولة في عقل المُتصارعين

✍?محمود مرداوي
لم يكن بإمكان الاحتلال وعلى وجه التحديد الأغر نفتالي بينت تحديد نقطة نهاية للتصعيد المتدرج بمنطق الاستشراف وتقدير المآلات مصراً على مشاهدة الأحداث بعين اليقين بعد ما جابت ستة طائرات أجواء الجنوب وقصفت أهدافاً فارغة لتأكيد موقف وتثبيت سياسات ، لكن حزب الله الذي يدرك أن استقرار وجوده في لبنان محكوم بمعادلة الخوف المتبادل والردع المؤكد أملى عليه رداً يحمل في ثناياه رسائل واضحة صارخة لا تقبل التأويل :
1- عدد الصواريخ
2- مكان إطلاقها
3- مكان سقوطها
4- إعلان المسؤولية سريعاً بدون تلكؤ والتباس، فأراه بالبصر ما كان بالإمكان استشرافه بالتحليل والتقدير والبصيرة .
الكرة عادت إلى ملعب الأغر نفتالي بينت ليجد نفسه أمام نفس التساؤل، ولكن بقدر أعمق وأخطر ، حيث ستكون تكلفة الرد لتثبيت المعادلة في ظل إطلاق 19 صاروخاً موازية تجلب رداً مباشراً من الحزب لأن ذلك يعني استمراء الأجواء اللبنانية وتحليل دماء القادة المؤثرين إن لم يفعل، وما عساه أن يفعل إلا ما فعل في كل مرة رداً على كل زلة.

ما يجعل نفتالي بينت يمعن بالرسائل التي تصل والنصائح التي تُسدل عليه عدة أمور :
1- الحكومة التي يقودها بستة مقاعد وسبعة أحزاب صهيونية وحزب عربي لا تتفق على رؤية ولا موقف
2- المعارضة المتربصة بقيادة نتنياهو الذي بالقطع يقول لأعضاء الليكود اتركوا حزب الله يبهدل هذا الأغر ، وبعدها سيكون له حساب معنا جراء تحالفه مع اليسار وقيادته حكومة بستة مقاعد وفقر بالخبرة وشح بالتجربة
3- موسم السياحة في الشمال والذي يتهدده الخطر إذا توسع التصعيد في ظل ضائقة مالية واقتصادية عميقة يعاني منها الكيان
4- انتشار كورونا وعجز المزاود الأغر على غيره في ابتكار الطرق للتصدي للفيروس زمن ما كان في المعارضة.
5- توتر جبهة غزة وآفاق التصعيد لا زالت قائمة
وتوتر مشابه في الضفة ومواجهات مستمرة وارتقاء شهداء ينذر بانفجار كبير على كل الجبهات
6- الكمائن المستمرة في المضائق والبحار
7- عدم رغبة المنظومة الدولية والإقليمية بالانفجار وخروج التصعيد عن السيطرة 8-وهو الأخطر تغيير قواعد اللعبة بما يدخل الكيان في دائرة استنزاف لا يقوى على تحمل نتائجها إلا بهروب نحو حرب شاملة أو دفع ثمن حماقاته .
أما حزب الله فيتصرف من واقع مرير تمر به لبنان يجعله أكثر تحرراً في اختيار البدائل وثراء في الأدوات لمساحة المناورة التي يملكها في ظل المتغيرات المتدحرجة في المنطقة والتي تهدف لتحقيق أهداف حُددت مسبقاً.
فما بعد سيف القدس ليس كما قبلها
وإذا هبت رياحك فاغتنمها فإن لم تكن قوياً حاضراً جاهزاً قادراً فمن يأبه بك !

Facebook Comments

زر الذهاب إلى الأعلى
error: المحتوى محمي