ليس لهم إله…في مُقابل المال يُمكنهم فعل كُل شيء

ترجمة الهدهد
ملحق 7 أيام/ يديعوت أحرونوت
تهديد وابتزاز وتقديم حماية مُقابل مال ومُخالفات ماليه وإطلاق نار بلا حُدود في الشوارع، تلك هي العناصر الجوهرية للمُنظمة التي تقودها عائلة أبو لطيف الدُرزية من قرية الرامة، بعد سيطرتهم على شمال البلاد وأصبحوا يُشكلون حالة من الرُعب في منطقة الجليل، بدأ الأخوة بالتغلغل إلى وسط البلاد وإلى مُؤسسات الحُكم حيث يكسبون ما بين 200 إلى 300 مليون شيكل سنوياً وفيما يبدو لا توجد طريق لوقفهم، الضحايا تخاف من تقديم شكوي والذين تم ابتزازهم مُستمرون في الدفع حتي الموجودون في السجن يخافونهم، كُل شيء يبقي داخل العائلة وهي نسخة عن الجريمة المنظمة .
المجتمع الرعوي ” الريفي” لا يُمكن شراءه بالمال
فقط انظروا إلى القرية الخلابة ” الرامة” المشهورة بإنتاج زيت الزيتون والمطاعم التي تجذب إليها السُياح مع تنوع فن الطهي وبالطبع المكان الخلاب على سفح جبل حيدر ” جبال الجرمق” على الطريق الذي يربط عكا بمنطقة كرمئيل وهو مكان جيد للتوقف عنده إذا كنتم في طريقكم في الاجازة.
لكن بداخل هذا المُجتمع الرعوي ” الريفي” الذي يوجد به عشرات المُحامين والمُحاسبين الذين يقطنون في الرامه إلى جانب أفراد من رجال الأمن فقد نما خلال السنوات الأخيرة مُنظمة جريمة والتي هي الأقوى والأعنف في “إسرائيل”.
هُنا بالتحديد في هذه البلدة الصغيرة والجميلة والتي يقطنها بالإجمال قرابة 8.000 مواطن نصفهم من المسيحيين وقرابة الثلث منهم دروز والباقي مسلمين توجد العائلة التي تعد اليوم الهدف رقم واحد للشرطة بلواء الشمال عائلة أبو لطيف، متي وكيف بالضبط أصبحت عائلة أبو لطيف تُشكل مُشكلة؟ ربما خلال الليال الثلاثة المتواصلة بنهاية شهر نوفمبر 2020 التي آثار بها جنود المنظمة الجلبة في جميع مناطق الشمال حينما فتحوا نيران أسلحتهم بكل مناطق الشمال على ليس أقل من 12 بنك بكافة مناطق الشمال ” وصول المركبة إلى البنك وإطلاق النار على الصراف الآلي وزجاج الأبواب لمدة 10 إلى 15 ثانية ثم تختفي، وقال مصدر بالشرطة لقد اخترقوا أجهزة الصراف وأخرجوها من الخدمة كما حاولوا إحراق صراف آلي في عكا وأرسلوا جميع جُنودهم لتنفيذ وشن هُجوم وهذا حتّم علينا نشر قوات تعزيز من وحدات الشُرطة الراجلة بالقُرب من فُروع البنوك التي لم يتم إطلاق النار عليهم بعد .
ماذا حدث بعد أن نشرتم قوة من الشرطة؟
حوالي الساعة الثامنة مساءً وصلت مركبة من نوع تويتا ووقفت قبالة فرع بناك لئومي في المغار وهبط منها مُلثمان يحمل كلاً منهما سلاح طويل وقاما بإطلاق زخات من الرصاص نحو زجاج المدخل الأمامي للبنك كما أطلقا النار نحو فرع صندوق المرضي القريب من البنك خلال إطلاق النار أصيب ثلاثة مواطنين، وأصيبت سيدة كانت تمر بالمكان برصاصة كما أصيب مواطنان كانا داخل فرع صندوق المرضي بإصابات طفيفة، هم أيضاً أطلقوا النار نحو الشرطة الذي ردوا بأطلاق نار دقيق نحو الأثنان، أحد المُطلقين اسمه بيان أصلان أصيب وتُوفي والمُطلق الثاني أسمة رونين أصلان المعروف لدي الشرطة بأنه عضو بمُنظمة أبو لطيف أصيب وهرب من الميدان ولاحقاً تم اعتقاله، وجدنا هُناك بنُدقية من نوع كلاشنكوف وM16 التي كانت بحوزتهما.
جاءت ليالي إطلاق النار الأكثر دموية ردا على عمليات البحث والتمشيط التي قامت بها الشرطة في منازل الأخوة الذين يتزعمون العائلة وبالتحديد في بيت الأخ نضال أبو لطيف الذي اختار العيش بالتحديد في البلدة اليهودية كفار فرديم على الرغم من استياء الجيران بالمنطقة. خلال البحث في بيته لم تعثر الشُرطة على ما كانت تبحث عنه ” كُنا نبحث عن شيء محدد لا يمكن الأفصاح عنه” أيضاً لم تكن لتمنحنا المحكمة أذن بالتفتيش أذا ما كان هذا موافقا للقانون” ولكن حائط غير قانوني يتم هدمة بالحال، نضال الذي يلتزم بصورة رجل أعمال أمام المجتمع الخارجي وجار مُحترم بالبلدة يبدي غضباً شديداً، على أثر ذلك عمليات الانتقام وإطلاق النار في الشوارع وقبالة البنوك وأصبحت عائلة أبو لطيف الهدف الأكثر الحاحا من أي شيء أخر.
هذا ابعد من أن يصبح قضية قطاع داخلي في الواقع السيطرة الكاسحة لعائلة أبو لطيف على الجريمة في الشمال تمت بعد أن انتهت قضية ملف 512 وانتهاء هيمنه وفاعلية يتسحاك أبرجيل ومنظمته بمجال الجريمة العنيفة والمنظمة والتي قادت إلى اعتقال العديد من أعضاءها ، لم يحدث أي فراغ حيث كانت سيطرت عصابة أبو لطيف على الوضع في الحال وأرسلت أذرعها في كل مكان ومجال ممكن وبالتحديد نحو الإتاوات المزدهر وفي إطارة دخلت العائلة إلى كل مركز بناء وسيطرت عليه وفي حال لم يظهر جنود العائلة لدي الحائز على مناقصة البناء ولم يدعموه حيث كانوا يحضرون إلى الشخص ويتواجدون بالقرب منه في البداية لم يكن معلوما ما الهدف من ذلك وباسم من هم قدموا ” قال صاحب شركة نظافة الذي حاز على مناقصة بأحدي السلطات المحلية بالشمال ، هم لم يعرضوا أسماءهم فقط الطلب .
ماذا كان الطلب؟
” أن أدفع لهم غرامة على المناقصة التي مخصصة لهم “
هل خفت؟
بالطبع خفت، قلت لهم بأني أريد أن أتحدث مع المسؤول مباشرة حتى أكسب بعض الوقت ومحاولة الوصول معهم إلى تسوية ولكن يتضح أن هذا مثل أفعال المافيا لا يمكن التوصل اليه هو لا يمكن أن تقابله وأيضا لن يسمحوا لك بالحديث اليه هاتفيا وهذا فقط من خلالهم.
في النهاية دفعت؟
” لم يكن لدي خيار وليس فقط دفعت لهم غرامة ولكن وعدتهم بأن نعمل من خلال تعاون مشترك وهذا يعني أن أدفع لهم كل شهر من الأرباح ولا يمكنني الخروج من المناقصة قبل اكمالها.
هل قدمت شكوى في الشرطة؟
” لا ماذا يمكن للشرطة أن تعمل لهم؟ هؤلاء ليسوا أشخاص يمكن اللعب معهم هنا في الشمال هم يسيطرون بشكل قوي ، يوجد لهم داعمين ومكانه وإلا فلن يجرؤوا أن يهددوا بهذا الشكل ” المسؤول الكبير الذي أراد الشخص أن يتحدث معه دون أن ينجح هو الأخ البكر بعائلة لطيف أبو لطيف والذي يبلغ من العمر 50 عاما رجل أعمال له اتصالاته الذي يدير أيضاً مخبزاً كبيراً في الرامه إلى جانب شركة بني تحتية مهتمة في أعمال الحفر ، له سجل جنائي زاخر بالإضافة قضي في السجن 4 سنوات بقضية تهريب مخدرات وذهب وسلاح من لبنان بالإضافة إلى أربع سنوات ونصف قضاها في السجن بسبب الحاق أذي بدني خطير وحيازة سلاح واقامه علاقة من أجل تنفيذ جريمة .
حقيقة أن لطيف هو أبن عم رئيس مجلس قرية الرامه شوقي أبو لطيف تتوافق مع الجميع، في ديسمبر 2018 على سبيل المثال توجه شوقي بذاته ” كمواطن إسرائيلي من سكان الرامه ” إلى المحكمة العُليا يطلب فيها التوجه إلى الشرطة أن توقف الأنشطة الشرطية وأنفاذ القانون بالقرب من المراكز التجارية والبيوت السكنية وردا على ذلك أشارت الدولة أن القرية تستخدم كمقر لمُنظمة الجريمة أبو لطيف والتي تتميز بأنشطة جريمة بحجم واسع مركزها المنظمة ” أبو لطيف” ويشمل ذلك عمليات قتل مزدوجة وإلقاء عبوة ناسفة على مكاتب الشرطة المُجتمعية في القرية وإطلاق النار على دوريات الشُرطة وإطلاق النار نحو بنك وغير ذلك، الالتماس لم يتم رفضه فقط وهذا لم يوقف المنظمة عن النمو وفي التقرير الذي أعده قسم استخبارات الشُرطة بعام 2019 بالفعل ينسبون إلى المُنظمة العديد من القضايا مثل الابتزاز مقابل الرعاية والقروض وتحصيل دُيون والقُمار والتهديد والعنف وتجارة المُخدرات والسلاح والسيطرة على المُناقصات بالمجالس البلدية وبالسلطات المحلية بالإضافة إلى المُخالفات الاقتصادية .
الأخوة يُديرون التنظيم من فوق وبشكل هرمي بالمُطلق حيث يتواجد في الرُكن وفق الشُبهات الأخوة وأفراد العائلة ومن أسفلهم الجُنود والمُنفذين أغلبهم من الدُروز ” لكُل واحد يوجد مجال خاص به” ولكن جميعهم يقتسمون كُل شيء بالتساوي بخصوص الأرباح ” أوضح مصدر بلواء الشمال ياليت جميع الأخوة كانوا يريدون الحفاظ على العلاقات الجيدة مثلهم”
العلاقة الجيدة أيضاً تُعتبر ضماناً للأرباح الهائلة ويُقدر مصدر بالشرطة أن المنظمة تكتسب سنوياً ما يقرب من 200 إلى 300 مليون شيكل، هم بدأوا من خلال تهريب وتجارة المُخدرات وتوريد وتجارة الأسلحة واستمروا في جرائم غسيل الأموال والقُروض في السوق السوداء والشيكات وفي الآونة الأخيرة هم دخلوا سوق المُناقصات والعطاءات ولمؤسسات الحكم بالبلديات، هم أشخاص أذكياء حيث يقومون بتبييض أعمالهم الغير شرعية لذلك من الصعب الإمساك بهم “.
كيف يعمل هذا؟ بالأخص من خلال التهديد الصريح والعُنيف التي تردع الجهات ذات العلاقة والمُنافسين من المُحاولة التنافس مع عائلة أبو لطيف.
بلائحة التهام الخاصة بالقضية الرئيسية الموجودة بشرطة لواء الشمال الذي يتناول قضية سيطرة العائلة على مناقصات المجالس المحلية وفي البلديات تم تفصيل قُرابة 25 حدث تم تسجيلها على مدي سنتين بمنطقة الجليل وفي القري والمجالس العربية على وجه الخصوص والذي في إطارها هدد مُمثلي العائلة المُقاولين ومُمثلي شركات البناء وأخرين بأن لا يُشاركوا وأن لا يكون لهم دورا في المُناقصات التي تم الإعلان عنها لأن تلك المناقصات مخصصة لهم أو لجهات مقربة لعائلة أبو لطيف، بالإضافة هددوا مقاولين وممثلي شركات بناء وأعمال البني التحتية من خلال الهاتف بأن لا يتوجهوا إلى المناقصة وذلك لأن من سيحصل على تلك المناقصات جهات من طرف عائلة أبو لطيف.
تتحدث لائحة الاتهام على سبيل المثال كيف بشهر نوفمبر 2019 تم طرح مناقصة حكومية للإقامة مركز للتراث الدرزي في “إسرائيل” والذي كان من المقرر أن يتم بناءة على قطعة أرض داخل المجلس المحلى ينوح جت والذي تقدر تكلفته بقرابة 31 مليون شيكل المتهم المركزي ملحم عباس عضو بمنظمة عائلة أبو لطيف حسب أقوال مصدر بشُرطة لواء الشمال وصل إلى الجولة المُخصصة بالموعد وهدد المقاولين بأن المناقصة خاصة بعائلة أبو لطيف ومن يقترب من المناقصة يقترب من العائلة.
وفي حادثة أخري في مارس 2020 استأجرت وزارة البناء والأسكان شركة يهل الهندسية للاستثمار والمشاريع المتحدة من أجل إدارة ومتابعة مناقصات البناء والبني التحتية الشركة من جانبها نشرت عطاءا لتنفيذ الأعمال بمنطقة المجلس المحلي كسرى سميع بقيمة تقديرية قرابة 10 مليون شيكل ومرة أخري في نفس اليوم المقرر أن تجري فيه جولة المقاولين الذين يرغبون بالتقدم إلى المناقصة وصل إلى المكان 15 مُقاول ولكن تمت مضايقتهم من قبل ملحم عباس والأخوة إحسان ووسام فارس جنود تابعين لمنظمة أبو لطيف والذين هددوهم بعد التقدم للمناقصة لأن المناقصة تابعة لأفراد الرامه.
نجحت الشُرطة في اعتقال عباس والأخوة وتمت محاكمتهم بعد وضع عملاء سريين ” مُحققين سريين” بالمكان وإلا لما كان بالمقدور أن يتم اعتقالهم لأن المقاولين يخشون من تقديم شكوي ضدهم ، وبحسب المصدر نفسة ” لكن في أطار صفقة أدعاء حكم على ملحم عباس ب 14 شهر سجن وعلى كل واحد من الأخوة حكم عليه بتسعة أشهر خدمة المجتمع فقط وأستمر نظام الخاوة كالمُعتاد.
لأن الخوف يسيطر حينما يصل الأمر إلى مواجهة محتملة مع عائلة أبو لطيف وانتماء التنظيم إلى الوسط الدرزي تزيد من حالة الردع ” يوجد لهذه الحقيقة معني كبير لأن هذا ليس وسط عربي متشدد الذي يتصرف في الغالب من دوافع قومية ضد اليهود ” بحسب مصدر بالشرطة.” على الرغم من وجود عشرات الضحايا من الصعب أثبات علاقتهم بالقضايا الوسط الدرزي مغلق للغاية داخل نفسة هم مخلصون جدا كلا منهم للأخر فهم لا يديرون العمل بأيديهم وأيديهم غير متسخة ولكنهم يوزعون الأوامر للأفراد العاملين معهم الذين يعرفون ما يمكن عمله، حتي أنهم بين منظمات الجريمة العربية يعتبرون من الأقوياء ولهم الاحترام والمكانة ، لا يمكن الاستهانة بهم وهم منظمة جريمة بكامل المعني الويل كل الويل لمن يتورط معهم ليس لهم أله هم سيئون من أجل المال منظمة أبو لطيف يمكنها فعل كل شيء.
الخوف وصل أيضاً السجون من معرفتي مع السجانين الدروز هم يخافون خوفا شديدا فقط من أسم العائلة لطيف ” قال سجين يهودي كان محكوم أحكام عالية بسجن أيالون ” يخافون كثيرا من العبث معهم لأنهم يعرفون أن هذا سيكلفهم كثيرا هم وعائلاتهم بالخارج، تلك عائلة كبيرة عائلة لا تعمل حساب لأحد سوي نفسها.
يقول جندي بأحد منظمات الجريمة العربية الذي كان مسجونا في السابق مع جنود من منظمة أبو لطيف في السجن أن أعضاء منظمة أبو لطيف يتلقون القوة من المجتمع الدرزي الموجود هناك وأيضا من السجانين الذين أغلبهم من الدروز، كل طلب يطلبونه يتم الموافقة عليه في الحال وذلك لأنهم يحوزون على الاحترام وينالون المحفزات حيث يتم تقديم المخدرات لهم وبطاقات الجوال والسجائر وكل ما يطلبونه، أحدهم كان له جوال محمول خاص به خلال سجنه لأن السجانين يتبعون لعائلاتهم أو من الجيران.
مع ذلك من الواجب أن يكون السجان خاضعاً لقانون مصلحة السجون.
الدروز لا يتخلون عن بعضهم البعض بأي ثمن ولا يخبرون عن بعضهم حتى لو كان ضابط شرطة أو من أفراد مصلحة السجون هو لا يمكنه بيع الدرزي والتخلي عنه يمكن أن يكون هناك تهديد على حياة الضابط وهو لا يُمكن أن يسلمهم.
الصُعوبة التي تواجهها الشرطة في التصدي والتعامل مع المنظمة ينبع من حقيقة أن رؤساء وفريق المنظمة يملكون العديد من المصالح والمؤسسات القانونية من بينها مطاعم وأكشاك بقالة وشركة مقاولات للطرق ومحطة لليانصيب ومحطات صرافة وبيع مركبات حديثة.
وقال مصدر مسؤول بالشرطة ” الأمر الأصعب أمام للشرطة بالنسبة لهم هو الخلط بين الأعمال الشرعية والغير شرعية ” فقط قضية الحسابات الفاعلة على سبيل المثال هو أمر مخيف من ناحية تعقيداته من السهل تنفيذه والحصول من خلاله على الكثير من المال شخص ما من المنظمة يمكنه على سبيل المثال أن يعطي شخص فاتورة مقدارها مليون شيكل دون القيام بعقد صفقة وأن يتلقي الضريبة المضافة 17% مرة أخري من الدولة، وبهذا الشيء هم يتقاسمون.
بقضية المناقصات يوجد للمنظمة شركة لكل شيء للغذاء وللنظافة وللصيانة وللحراسات وللتأمين وللترميم ولأعمال التسوية وللبني التحتية يكاد لا توجد مُناقصة إلا ويحصلون عليها أو الحصول على عُمولة مُقابلها، هذا بحر من الأموال هم يتواجدون داخل السلطات المحلية بشكل كبير ما تخشاه الشُرطة بأنهم لن يكتفوا بهذا وذلك لكونهم أصبحوا بديلاً وأيضاً قوة بكُل مكان يوجد به مال من ناحية مكانه وسيطرة.
هذا التخوف أخذ بالتحقق حينما بدأت المُنظمة بتجاوز حُدود منطقة الرامه والشمال بشكل عام ويعمل الأن بكافة مناطق البلاد وفق مصادر بالشرطة من المنطقة الواقعة بين المطلة والخضيرة وأيضا إلى الجنوب من هناك ” هم يتقدمون ويرسلون أذرعهم إلى داخل الدولة ” بحسب مصدر بالشرطة ط مثال على ذلك دخول الأخوة بتجارة الأوراق المالية الأجنبية ” فوركس” حيث قامت الشركة التي أقاموها بالاحتيال وفق الشبهات على مستثمرين بدول الخليج وفي أوروبا بمبالغ تصل إلى ملايين اليورو.
يُعتبر سوق بورصة الأوراق المالية ” الفوركس” ساحة استثمار محفوفة بالمخاطر والمضاربة التي تحاول توقع تغييرات مستقبلية في أسعار صرف العملات والسماح للزبائن بالمقامرة عليها، يوجد في البلاد العديد من الأنشطة بساحة الفوركس القانونية والتي تم التصريح والموافقة لها من قبل سلطة الأوراق المالية وتجري أنشطة تجارية موجهة وحقيقية ، في المقابل ساحات أخري تتجار بالأوراق المالية لم يتم المصادقة لها ولم يتم منحها التصاريح تعتمد على الأغلب على التجارة والتداول الافتراضي وفق الحواسيب التي تشغلها الجهة الممولة وبذلك يكون المستثمر عرضة للاستغلال وعروض كاذبة لقيمة الأسهم وقيمة العملة والوصول إلى حالة من التلاعب من قبل المشغلين بهدف الاحتيال، ساحات الفوركس الغير قانونية تستخدم دائما من أجل تبييض الأموال مع ارتكاب مخالفات ضريبية.
تم الكشف عن القضية في أعقاب تقديم طلبات للتحقيق واردة من قبل دول أوروبية بواسطة الإنتربول والإدارة الدولية لمكتب المدعي العام في مارس 2019 ووفق الأشتباه أرتكب أعضاء منظمة أبو لطيف جنح أحتيال نحو مواطنين أبرياء من خلال توجههم إلى هؤلاء الأشخاص من خلال العديد من الوسائل ويطلبون أن ينقل إليهم أموال من أجل شراء عملات أجنبية وتقديم وعود بجني أرباح وعوائد عالية وسريعة.
وأوضح مصدر كبير بالشرطة مطلع عن قرب على تلك القضية كيف تجري الأمور هناك ” وقال لقد أقام المشبوهين مواقع أنترنت كان من المتوقع أن تكون موثوقة حيث يقوم شخص يعمل في المركز بالاتصال بهم ويوضح لهم بخصوص الاستثمار ويجنده من خلال وعدة بعائد كبير يظهرون للمستثمر تقرير فعال حول وضع استثماره وطالما بقي يستثمر مبلغ غير كبير يمكنه هذا من الإستثمار ولكن حينما يكون المبلغ كبيراً نفترض أن يصل إلى مئات آلاف الشواقل
أو مليون ويرونه مؤشر الأسهم ومن ثم يختفون حينما يحصلون على المال، هذا المال يتم ضخه إلى بنك في الخارج ومن هناك إلى حسابات مصرفية في البلاد.
خلال عمليات البحث التي أجريت بمنزل المشبوهين والتي جاءت من أجل العثور على أدوات تخزين وهاردات حواسيب رقمية ودلائل أخري تم العثور على تسع مركبات اثنان منها سيارات فاخرة بالإضافة إلى مبالغ نقدية وصلت إلى 180.000 شيكل ودفاتر حسابات ووثائق والعديد من الأدلة.
أثنان من الأخوة سليمان وعلاء أبو لطيف تم أعتقلهما على مدار أسبوعين وتم إطلاق سراحهما بعد ذلك للاعتقال المنزلي ” أقامه جبرية” لمدة 14 يوم كما تم اعتقال 11 مشبوه أخر وقالت الشرطة أن التحقيقات لا زالت مُستمرة.
قبل وقت طويل من اعلانها مُنظمة جريمة لعب عائلة أبو لطيف دور البطل على مدي ثلاثة عقود في صراع دموي قبالة عائلتين درزيتين من القرية غزاوي وحمدان، خلال هذا الصراع تضررت العشرات من العائلات من بينهم هناك أبرياء جراء الأعمال الانتقامية لتلك العائلات . خلفية هذا النزاع لم يتضح لغاية الأن وهناك حديث أن النزاع جاء بعد إطلاق النار من قبل أبن أحد العائلات على سيارة لعائلة أخري تم خلالها قتل الركاب ومنذ ذلك التاريخ لا زال النزاع يتدحرج.
فقط قبل ست سنوات في يناير 2015 تم التوصل إلى هدنه وقف لأطلاق النار بين الجانبين بتدخل من قبل رجال دين دروز وعلى رأسهم الزعيم الروحي للطائفة شيخ موفق طريف.
في يونيو 2015 قُتلت أخت لعائلة أبو لطيف والتي كانت تبلغ من العمر 42 عاماً على خلفية انتهاك شرف العائلة، نجم تعمل مُدرسة وتعيش في بيت جن تم إطلاق النار عليها في سريرها بخمسة رصاصات من مسافة صفر زوجة الشرطي رامي نجم والذي كان قائد لواء منشة بحرس الحدود تم اعتقاله لمدة خمس أسابيع بشبهة القتل وتم إطلاق سراحة والأن يطالب بتعويض قدرة مليوني شيكل بسبب طرده من الخدمة، أيضاً الابن تمير كان مُعتقلاً قُرابة عام ونصف بشُبهة القتل ولعدم وجود أدلة أطلق سراحه، عائلة أبو لطيف المُعتادة على الانتقام على مدي ثلاثة عقود لم تقم بالانتقام لأختهم وبقيت القضية دون حل.
مصدر في الشُرطة قال ” كان لدينا دلائل كافية لتقديم لائحة اتهام لكن تم سحبها في النهاية ” وقال يجب أن نفهم أن الصُعوبة الكبيرة بالتعامل مع المنظمات الإجرامية يكمن في ترجمة المعلومة المُستلمة كدليل، من الصعب جداً اخراج الابرة من كومة القش وليس كُل من يهمس لنا يُمكنه الشهادة العلنية بما في ذلك المُقاولين الذين تم ابتزازهم أو من تم أخذ المناقصة منهم، بكل بساطة لا يوجد أي شخص يُمكن أن يشهد عليهم.
من جانبهم أصبح نجم جُندي محل ثقة ومُخلص للعائلة ولم يتوانى في مواجهة الشرطة كما حصل مع شرطي المرور أدم مراد وهذا ما حصل بساعات المساء على الطريق 85 وفق لائحة الأتهام الذي تم التقدم بهذه القضية قادت وردة دباح مركبتها من هضبة الجولان نحو دير الأسد بسُرعة أكثر من المسموح بها، وحينما طلب منها الشُرطي مراد التوقف على جانب الطريق توقف معها مركبتين من القرية وهبط من أحد المركبتين شخص باسم فارس موسي وتوجه إلى نافذة الدورية وطلب معرفة مكان إقامة الشرطي وفي النهاية قدم له الهاتف وطلب منه الحديث مع تمير نجم مراد رفض الحديث مع تمير وعندما خرج من مركبة الدورية مع التقرير قام موسي بسحبها من يده وقام بطيها ورماها جانباً مع التهديد، نحن من شركة أبو لطيف ومن الواجب أن لا تقدم المخالفة .
على إثر ذلك قام مُراد بالضغط على زر الإنذار في الوقت الذي أستمر تمير بالتهديد، في النهاية مراد خشي من تقديم التقرير ولم يعتقل الشخص.
في اليوم التالي توجه موسي إلى تمير نجم للاستيضاح هل تم تقديم شكوى ضده وطمأنه بأنه أرسل أحد الأصدقاء إلى الشُرطي من أجل أمره بعدم تقديم الشكوى، وفي النهاية تم تقديم لائحة أتهام ضد موسي ووجهت إليه تُهمة الابتزاز والتهديد ومنع تنفيذ الإجراءات القانونية ومنع الشُرطي من تنفيذ مهامه.
لكن تلك الحوادث تُعتبر محليه ومعزولة والشرطة تتابع بدقة تلك الأفرع التي ينشرها أبو لطيف بكافة البلاد، والشراكات التي يقيمها والتغلغل إلى الأعمال التجارية والمؤسسات.
مع من هم يتواصلون؟
هُم يشكلون الآن تحالف في طوبا الزنجريا وفي المغار وعكا وحتى أنهم يتقدمون نحو نتانيا، ماذا بعد؟
هم لا يكتفون فقط بالسيطرة على الأعمال ولكنهم يُحاولون منح أنفسهم مكانه وسيطرة داخل مؤسسات الحكم يوجد لهم في الرامه رئيس مجلس أبن عم وهم لا زالوا يكتسبون القوة والنفوذ.
أبو لطيف التشكيل الخُماسي
إلى جانب رئيس المُنظمة الأخ البكر لطيف أبو لطيف 50 عام له سوابق جنائية قضي في السجن قرابة 8 سنوات ونصف يعمل أخوة علاء 48 عاماً شريك بمخبز العائلة كما قضي عشر سنوات في السجن بتُهمة تهريب مُخدرات من لبنان.
الأخ الثالث سليمان أبو لطيف 42 عاماً مُقاول بناء وصاحب شركة أنتاج وبيع حلويات وقضي سبع سنوات في السجن على قضية قتل في أطار نزاع عصابات.
الأخ الرابع لؤي أبو لطيف بعُمر الأربعين كان في الماضي الشخصية الأقوى في العائلة وقضي عامين في السجن بتُهمة حيازة سلاح بشكل غير قانوني وحيازة مخدرات خطرة تم تهريبها من لبنان وفي عام 2004 وفي أعقاب حادث سير خطير تم تحييده وتنحى جانبا لصالح لطيف.
الأخ الخامس نضال أبو لطيف 40 عام صاحب شركة تجارية وسمسرة يسكن في بلدة كفار فرديم اليهودي في الماضي تمت أدانته مع شقيقة لطيف بخصوص أقامه علاقات اجرامية ومضايقة الشُرطة خلال القيام بواجبها خلال نزاع دموي وتم تجريمه بالحبس عشرة أشهر.
عندما دخل ديكل فاكنين في نزاع دموي وحتى مقتل الأخت رائدة كانت عائلة أبو لطيف تضم خمس أخوة وثلاث أخوات جميع الأبناء مُتورطين بجرائم ولجميعهم يوجد ماضِ أجرامي وجميعهم سُجنوا لسنوات طويلة.
لكن تم وضع العائلة على دائرة مُتابع الشرطة القُطرية فقط حينما أتخذت خطوة في الحرب الدائرة في نهاريا منذ نهاية عام 2014 بين المُخلين بالقانون ميخائيل مور ولنائبة في منظمات الجريمة شموليك هروش.
مُلخص الصراع: الشرطة الإسرائيلية قامت بنفي مور إلى تايلاند لفترة زمنية.
وقام هاروش بتشكيل مُنظمة تابعة له والذي سيطر على العديد من الشركات والمؤسسات في نهاريا والكريوت ومغدال هعيمك وحاول أخراج مور ورفاقه من المنطقة، الأمر الذي أغضب مور وحينما عاد أعلن الحرب على هروش ومن الناحية الفعلية تكبد 11 ضحية من بينهم أخوة ومن جانب هروش كانت هُناك مُحاولة لإغتيال أُخت مور من خلال عُبوة مُتفجرة تم وضعها تحت المركبة التي تقودها، هورش تعرض أيضاً لمُحاولة اغتيال عام 2018 ونجا منها بعد تعرضه لإصابة خطيرة ولكنه تعافى.
تصاعدت حدة الحرب بين الاثنين على الأقل بما يخص الجانب العام حينما بعث إليه فاكنين شخص بنشيد يتحدث عن خيانته له وأنه لا توجد له كلمة، أنتقل الأخوة أبو لطيف للعمل مع مُنظمة الجريمة التابعة لمور وهروش وعند الانقسام بين الأثنان فضّل أبو لطيف العمل مع هروش ودعمه.
لكن في غُضون ذلك يبدو أن مُنظمة أبو لطيف أصبحت كبيرة وذات مغزى وأهمية من الباقي، اليوم هم من يمنحون القوة لـ شموليك هروش في نهاريا وليس العكس .
Facebook Comments