“البطر السياسي” كثرة العروض دفعت “إسرائيل” لرفض المعروض

الهدهد/ سعيد بشارات

كيان الإحتلال “إسرائيل” يعيش هذه الإيام حالة ما فوق الشبع السياسي، أنه البطر، أو لنقل البذخ السياسي، أو حتى الإشباع الزائد عن الحاجة، لدرجة أن جانتس محتار في الذهاب الى واشنطن، هل يذهب، أم لا يذهب، آخر شيء قرر الذهب لكن باول طيارة خرجت الى واشنطن، وقبل نتنياهو، على أن يعود من هناك يوم الثلاثاء، كي يعد العدة للقضاء على نتنياهو….

نجح جانتس بالإلتفاف الأولى، وترك له نتنياهو فرصة الالتفاف بأمان، وكتب الاعلام عن هذا الإلتفاف وعن هذا الذكاء الجانتسي الغير مسبوق بجعل نتنياهو يقع في الكمين الذي نصبه، لكن سرعان ما تبين أن نتنياهو كان مستعداً على الطريق، اتصل بصديقه دونالد- كما يحب ان يناديه- وطلب منه تأخير لقائه مع جانتس الى ما بعد لقائه معه، وبذلك يؤخره رغما عنه، وسيجعل من الصعب على جانتس أن يقول لترامب- أنا بطلت مش عاجبني.

والمستوطنون، محتارون أيضاً، ليس منقسمون- محتارون ، هل نقبل بالمعروض، أم لا نقبل، لأن بإمكانهم، وفق ساحة ومساحة العمل الحالية، أخذ المزيد، ودن تعب، وبأقصر الطرق، ودون الحاجة لتقديم اي تنازلات.

اليمين الديني هنا من طرفه محتار حول قبول صفقة القرن، فهناك من يرفضها رفضاً قاطعاً ، وهو الرأي الغالب والذي ربما سيغلب، وهناك من يرفض اقامة دولة مستقلة .

اليوم رفع نحو 50 من حاخامات الصهيونية الدينية رسالة الى نتنياهو قدموا فيها خطوطهم الحمراء التي لا يمكن تجاوزها بما يتعلق بخطة ترامب”

وحثوه فيها على توخي الحذر من مخاطر صفقة القرن- التي اشرف هو وهم على صياغتها، جاء في رسالتهم: “لا يمكن لحكومة وطنية الموافقة على دولة إرهابية على 70 في المئة من الضفة الغربية”

من بين الحاخامات الذين بعثوا بالرسالة؛  الحاخام حاييم دركمان والحاخام دوف ليئور والحاخام الياكيم لبانون والحاخام زيني ، وحوالي 50 حاخامًا آخرين.

كتب الحاخامات الرسالة بعد ساعات قليلة من إعلان رئيس المجلس الإقليمي لمستوطنات شمال الضفة، يوسي داغان أنه ذاهب إلى واشنطن ، لعقد ما أسماه “سلسلة من اجتماعات الطوارئ” مع المسؤولين الجمهوريين والزعماء الإنجيليين ، الذين يشكلون قاعدة التصويت لترامب ، لوضع “الخطوط الحمراء” للمستوطنات ومنع الاعتراف بالدولة الفلسطينية ومنع عزل التجمعات في إطار الخطة.

من ضمن ما قاله هؤلاء في رسالتهم ايضاً: “نحن نسعى إلى وضع خطوط حمراء واضحة وفق تعاليمنا المقدسة: لا – للاتفاق على إنشاء” دولة فلسطينية “، ولا – لتقسيم الكتل وتمييز كتل عن كتل ، لا – لإبقاء المستوطنات على شكل جيوب داخل أراضي دولة إرهابية ، ولا لتحريل مناطق سي الى بي. وقال الحاخام عميحاي إلياهو ، رئيس رابطة حاخامات التجمع الذين قدموا الخطاب: “نحن سعداء بالتقدم الكبير المحرز في تطبيق السيادة. هذا لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يسمح بإقامة دولة فلسطينية على الأرض المقدسة “.

لهـولاء جنيعاً، مساحة واسعة للهو السياسي، والبطر، من كثرة الأبواب المفتوحة، والعروض المغرية جدا أمامهم، والتي ولدرجة كثرتها، يرفضونها حالياً، فقط من باب الترف والعبث، والسادية في التعامل مع الطرف الضعيف والمنهك – وهم الفلسطينيون- في ظل غياب القريب العربي، و سرقة الأنصار الدوليين من قبل دولة الإحتلال، لدرجة أن الطرفان نتنياهو وغاناس، يقومون الآن بمكايدة بعضهم البعض حتى لو تعلق الأمر بقضايا استراتيجية بالنسبة لهم.

الجو الحالي هو جو يحتوي فخاً كبيرة، يريد من وضعها أن ينطلق من ارضية قوية، عليها أكبر قدر من الإجماع، لأنه سيتخذ خطوات عملية واسعة، تتعلق بالأرض والإنسان، وبطريقة حاسمة، لأنه كما يقول دائماً، إسرائيل أمامها اليوم فرصة واحدة ووحيدة ولن تتكرر، وعليها استغلالها، لذلك، ريبلين قال ليديعوت احرونوت حول قمة الرؤساء، انه كان يتوقع وصول 3-4 رؤساء لحضور القمة، لكن تفاجأ بالعدد الكبير للحضور، فاعتذر عن استقبال المزيد منهم بأدب كما قال.

نعم، حصل الإحتلال على أعظم فرصة، لا بل استقطبوا الأقطاب الى بعضها في هذا هذا الموضوع، واستطاعوا اغراء روسيا بتقديم عروض وصفها الإعلام الإسرائيلي بالعروض الاستراتيجية لبوتين، لا أحد يصدق أنها مقابل اطلاق سراح تاجرة مخدرات، لكن هي في الحقيقة ربما ثمن وقوف روسيا وقوفاً ايجابياً مما سيتخذ من خطوات عملية عاى الأرض في المستقبل، بما يتعلق بالضفة الغربية ، وحتى ايران ، وسوريا.

Facebook Comments

زر الذهاب إلى الأعلى