أخبار

حيرة وارتباك اليمين

ترامب صدم اليمين في دولة الاحتلال وجعلهم في حيرة وارتباك، عاجزين عن تحديد الاتجاهات وبلورة المواقف والتصريحات على تصرفاته وسلوك مستشاريه المتناقضة مع كل التوقعات ومخالفة للأمنيات المنتظرة.

صدمة تتلوها أخرى فتُنسي اليمين ألم التي سبقتها، فلم يعد قادراً على تحديد دوره في المناورة بعد إلقاء القنابل الدخانية، هل يبقى في حالة الهجوم واقفاً محسوباً على ترامب ومستشاريه أم منبطحاً يختبئ وراء ساتر يعفيه من أعباء الصورة الوردية التي رسمها حيال نتائج الانتخابات لمستقبل المنطقة والضفة والمستوطنات، ودولة المستوطنين وصولة وهيمنة دولة اليهود على المنطقة في حدود خرجت عن نطاق الشهوة الاستعمارية والفكرة الصهيونية التلمودية حتى أن الطموح عاب على الحلم، واستصغره تحت سقف الضجيج الذي وحد المشهد في كنيست البيت الثالث عندما دخل اليسار بنفسه منطوياً على حاله مذهولا من الضجيج، عاجزاً عن التفكير بعقله صامتاً بصوته…

مشهد لم يبقِ للمنطق الواقعي حضور، وللواقع وجود، حتى توالت تصريحات مستشاري ترامب في التحضير لزيارة الأراضي المقدسة، لتنسف كل الآمال وتبخر التوقعات الوردية، وتضع اليمين في زاوية حرجة، انطلق منها مهاجماً أوباما مشككاً بمواقفه ومحذراً من عدائه للمشروع اليهودي في المنطقة، ومتهماً إياه بالتعاطف مع المسلمين، انطلاقاً من جذوره وصلاته وانتماء أجداده الديني في الماضي.

لقد رفض نتنياهو في الماضي زيارة حائط البراق مع أوباما، متحفظاً على منحه هذا الشرف، بينما مستشارو ترامب يرفضون مرافقة أي صهيوني لزيارة حائط البراق بحجة أنه جزء من القدس الشرقية، فكانت الصدمة مدوية والمفاجأة كاملة، حتى أن الجمل السياسية والتصريحات الإعلامية لليمين أصبحت عاجزة عن توصيف المشهد، وفشلت في إخفاء خيبة الأمل والإحباط، ليس لأن هذا يترتب عليه مواقف سياسية تفرض، إنما مستجدات بددت كل الأوهام التي قامت أبراجاً عالية لا حدود ملأت الآفاق وتجاوزت حدود السمع والبصر لدى اليمين في أعقاب انتخاب ترامب، الذي لا يبخل على اليمين من توالي الضربات الصادمة، التي كان آخرها كشف أكبر عميل للموساد يعمل في صفوف داعش عندما أغدق ترامب بالمعلومات لوزير خارجية روسيا لافاروف بسهولة وأريحية كاملة.

والصدمة الأكبر كائن حي ينمو ويكبر ويعيش في مخيلة اليمين أثناء الزيارة، ما الذي سيفعله التاجر رجل الأعمال المحب لليهود والكاره للعرب، لكن يحكمه منطق التجارة والربح والخسارة دون أن تُقيّد بشريك بقدر من يدفع أكثر، فكيف سيكون مزاج رجل الأعمال في تلك اللحظات التي سيحصي اليمين فيها أنفاسه ويعيش على أعصابه حتى تنتهي دون هزات أرضية مدوية يتبعها ارتدادات مزعجة تبخر كل الآمال المعقودة على التاجر رجل الكابوي ترامب.

Facebook Comments

زر الذهاب إلى الأعلى
error: المحتوى محمي