آن الأوان التخلص من خطيئة الدولة في حدود الـ 67

بقلم: ياسين عز الدين
في الذكرى السنوية الـ 71 لنكبة فلسطين يستعد الصهاينة للإعلان عن ضمهم مستوطنات الضفة الغربية، بينما ما زالت الفصائل الفلسطينية متمسكة بخيار إقامة دولة فلسطينية في الضفة وقطاع غزة، فتح تراها من خلال المفاوضات والحل الدائم، أما حماس فتراها حلًا مرحليًا تنطلق بعدها لتحرير كامل فلسطين.
تبنت الفصائل هذه الدولة منذ التسعينات بعد اتفاقية أوسلو، إلا أنه ثبت بعد كل هذه السنوات أنها دولة غير واقعية والتمسك بها ضرره أكبر من نفعه.
الاحتلال لم يعط السلطة الدولة بعد كل هذه السنوات ولا ينوي ذلك، حتى غزة التي انسحب منها حرص على حصارها والتحكم بحياة أهلها ولم يسمح بقيام كيان فلسطيني مستقل فيها، مما يدل على أنه انسحاب مؤقت حتى تعود الظروف مواتية لإعادة احتلالها.
الدولة على أراضي الضفة والقطاع كان وهمًا كلفنا الآتي:
1- تحييد فلسطينيي الداخل المحتل عام 1948م وفلسطينيي الشتات عن الصراع، على اعتبار أن الهدف الحالي هو فقط الضفة وقطاع غزة (أقل من نصف الشعب الفلسطيني).
2- أعطى الذرائع والمبررات لأصحاب التنازلات والانبطاح والتطبيع مع الاحتلال.
3- أعطى الاحتلال شرعية مزعومة أمام العالم وأجل ملفات مهمة يجب فتحها على رأسها ملف عودة اللاجئين.
يجب على فصائل المقاومة وفي مقدمتها حماس إعادة تقييم قبولها بقيام دولة عام 1967م والطرح الجدي لخيار تحرير فلسطيني بشكل كامل، وعدم تأجيل معركة عودة اللاجئين ولا تحرير الداخل.
وحتى أوضح فكرتي أكثر فتحرير بعض المناطق في غلاف غزة رغم أنها محتلة عام 1948م أقل صعوبة من تحرير بعض مناطق الضفة مثل القدس الشرقية (وكلاهما صعب بالتأكيد)، فهل نؤجل تحريرها فقط لأننا التزمنا بالدولة على حدود الـ 1967م؟
وأخيرًا فخطوات ترمب المتتالية (الاعتراف بالقدس عاصمة للاحتلال والاعتراف بضم الجولان) وخطوة ضم الضفة المرتقبة، يجب أن يكون عليها رد قوي وليكن سحب الالتزام بالدولة على الأراضي المحتلة عام 1967م.
خيار الدولة على حدود عام 1967م كان مناسبًا لمرحلةٍ ما، وثبت أنه خيار غير واقعي ولا قابل للترجمة على أرض الواقع، وعبئه أكبر من فائدته لذا يجب إلغاؤه والعودة لخيار تحرير كامل فلسطين.
Facebook Comments